أثار مفتي
مصر السابق
علي جمعة موجة انتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب تصريحات تحدث فيها عن الرئيس المصري الراحل محمد
مرسي والانقلاب العسكري الذي أطاح به.
تصريحات جمعة جاءت في مقابلة له على إحدى القنوات المصرية المحلية، ضمن سلسلة حلقات تتناول الذكرى العاشرة للأحداث التي شهدتها مصر قبل الانقلاب العسكري الذي قاده الرئيس الحالي عبد الفتاح
السيسي.
وفي تعليقه على ما يُسمى بـ"ثورة 30 يونيو" في إشارة للمظاهرات التي عرفتها مصر قبل الانقلاب بأيام قليلة، اعتبر جمعة أنه "يوم من أيام الله"، مبرراً ذلك بأنه يوم تحررت فيه مصر من الجهالة والضلالة والتجارة "الرخيصة" بالدين على حد تعبيره.
وقال جمعة إن "خروج المصريين في 30 يونيو هو جزء من التوفيق الإلهي"، واصفا إياه بـ"خروج غير مسبوق يختلف عن خروج المصريين في ثورة 25 يناير التي ركبها البعض وتداخلت فيها أهداف المشاركين"، أما في يونيو "فكان الإجماع شعبياً لا يقدر عليه إلا الله" وفق تعبيره.
وعند الحديث عن شهادته بفترة الرئيس الراحل محمد مرسي، استفتح جمعة كلامه عن مرسي بالترحم عليه، ذاكراً أنه كان سيمتنع عن ذلك "لولا أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ترحم عليه"، زاعما أنه تعلم منه العفو وترك الخصومة حسب تعبيره، وبرر موقفه هذا بأنه حزين بشدة وأن "تصنيف" مرسي عنده ليس جيداً.
وذكر جمعة في الحلقة التي امتدت لخمسين دقيقة بعض المواقف التي جمعته بمرسي، كدعوة الأخير له "وترجّيه" بمشاركته في صلاة الجمعة، وعن إجلاسه له عن يمينه وشيخ الأزهر عن شماله، وعلق على هذا الموقف قائلا: "الله!! ده مش فاهم حاجة".
وعن رأيه بجماعة الإخوان قال جمعة إنه يريد أن يعلمهم "أننا أعلى منهم وأرقى منهم ديانة ودنيا، هذه الجماعة لا تفقه شيئاً في الحكم وإدارة شؤون الدولة".
وأضاف: "تكوين الجماعات يعتبر بدعة، وصاحب البدعة لا يترحم عليه، وأن الترحم عليهم يعتبر تفضلاً".
ولم تكن تصريحات المفتي السابق هي الأولى في إثارة الجدل، حيث كان له العديد من التصريحات سواء في الفتاوى الدينية أو المواقف السياسية التي يكثر الحديث عنها بين مؤيد ومعارض.
تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات علي جمعة، حيث ترحم نشطاء على محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا في تاريخ مصر، منتقدين طريقة تحدث مفتي مصر السابق عنه.
وذكّر آخرون بمواقف علي جمعة الداعمة للانقلاب العسكري في مصر، معتبرين أن تصريحاته الجديدة تأتي استمرارا في منهج التقرب من نظام الحكم في مصر وواصفين إياه بأنه "من علماء السلطان".
وقالت إحدى الناشطات إن تصريحات جمعة تأتي في سياق الأسلوب الذي "يعجب الرئيس" وأنهم يأخذون أجراً في مقابل هذه التصريحات.
وتساءل آخر عن الفائدة من ذكر هذه التصريحات في هذا الوقت، ووصفه بأنه "إخراج للميت من قبره" بهدف الكسب.
واعتبر ناشط آخر أن الشيخ جمعة يناقض نفسه في رأيه في الخروج للمظاهرات وفي تعليقه على رأي الدكتور سيف عبد الفتاح، الذي طالبه بالتوبة.