تواجه سلطات مجلس
القيادة الرئاسي في
اليمن، تصعيدا غير مسبوق من الانفصاليين في الجنوب،
وسط
أزمة مالية تهدد بانهيار المجلس وحكومته المعترف بها دوليا.
وبدأ التصعيد بهجوم
شديد شنه، عضو مجلس الرئاسة عبدالرحمن المحرمي المعروف بـ"أبي زرعة"،
ضد رئيس الحكومة، معين عبدالملك، حيث قال إن "الأخير يعمل بلا حس وطني وهو
كثير الكلام قليل الإنتاج".
وأضاف المحرمي، وهو
شخصية سلفية موالية لأبوظبي ويعمل قائدا لألوية "العمالقة" المشكلة قبل
سنوات، أن هناك أشياء ممكن القيام بها ومتاحة، فيما لم يقم رئيس الحكومة بها،
وكأنه ليس مسؤولا عن الأوضاع، ولا يريد أن يحقق أي إنجاز ولو على مستوى الأشياء
الممكنة المطلوبة منه.
كما أشار عضو المجلس
الرئاسي في تصريح نشره الناطق باسم قوات العمالقة التي يقودها، إن "معين
عبدالملك، ومن حوله، هم الذين طالبوا بإسقاط النظام في 2011 في الساحات ـ في إشارة
منه إلى الثورة التي اندلعت ضد نظام علي صالح ـ ولذلك، فلا يمكن لمن كان دأبه إسقاط
وتخريب النظام أن يعمل على إصلاحه، أو يقدم أقل الخدمات للشعب ويحارب الفساد".
وقال إن هناك حقائق
كثيرة تدين "معين"، أي رئيس الحكومة، على إخلاله بالوظيفة العامة
وتفريطه في كثير من الأمور وتأخير الكثير من الإصلاحات وعدم ترشيد المال العام
ومراعاة وضع الشعب.
"إيقاف توريد إيرادات عدن"
وتلا هذا الهجوم تصعيد آخر، حيث ذكرت وسائل إعلام محلية أن عمدة العاصمة اليمنية المؤقتة، عدن، جنوبا،
أحمد لملس، وجه بإيقاف توريد إيرادات العاصمة إلى خزينة البنك المركزي في عدن.
ونقل موقع "
كريتر سكاي"، أمس الاثنين، عن مصدر محلي مسؤول في السلطة بعدن قوله إن لملس
وجه خلال اجتماعه بمدراء الجمارك والضرائب وعدد من الإدارات الإيرادية بالعاصمة
المؤقتة بمنع "توريد الإيرادات إلى حساب الحكومة في البنك المركزي".
وجاء هذا القرار وفقا
للمصدر، ردا على سياسات الحكومة تجاه عدن، والعراقيل المتبعة في إبقاء ملف
الكهرباء أداة لمعاقبة المواطن هناك.
"طالب بدعم عاجل"
من جهته، دعا مجلس
الوزراء اليمني، السعودية والإمارات إلى تقديم دعم عاجل لإنقاذ الاقتصاد الوطني.
وطالب مجلس الوزراء،
الاثنين، السعودية والإمارات، بتقديم حزمة دعم عاجلة لإنقاذ الاقتصاد الوطني
والحفاظ على الاستقرار الاقتصادي، في الوقت الذي تواجه فيه الحكومة استنزافا كبيرا للإيرادات المالية نتيجة توقف تصدير النفط بفعل الهجمات
الحوثية.
وفي اجتماعه أمس،
بالعاصمة المؤقتة للبلاد، أكد مجلس الوزراء على الدور المعول على تحالف دعم
الشرعية بقيادة السعودية والإمارات في هذه المرحلة الحرجة والاستثنائية لدعم جهود
وإجراءات الحكومة وتقديم حزمة دعم عاجلة، للمساهمة في تخفيف معاناة المواطنين.
وبحسب الحكومة وفق ما
نشره موقع "مجلس الوزراء"، فإن "المسألة ليست مجرد رمي المسؤولية
فقط على الحكومة للتنصل عن الواجبات المفترض على الجميع القيام بها، خاصة مع
المعرفة الكاملة للوضع الذي تعيشه المالية العامة للدولة، نظرا لتراجع الإيرادات
جراء توقف تصدير النفط الخام والحرب الاقتصادية التي تشنها مليشيا الحوثي
الإرهابية وتستهدف الشعب اليمني بأكمله دون استثناء".
وشدد المجلس، في
اجتماعه المنعقد عبر الاتصال المرئي، على دعوة رئيس الوزراء في اجتماعه مع رؤساء
بعثات وسفراء وممثلي الدول الشقيقة والصديقة المعتمدين لدى اليمن.
كما أنه دعا إلى
"تحرك دولي عاجل لدعم جهود مجلس القيادة الرئاسي والحكومة وتحالف دعم الشرعية
بقيادة السعودية، لردع الحرب الاقتصادية التي تشنها جماعة الحوثي ضد الشعب اليمني،
وإجراءاتها التعسفية ضد القطاع الخاص والبنوك والقيود التي فرضتها على حركة
الأفراد والسلع والمساعدات الإنسانية.
وقال إن الآثار
الكارثية لهذه الحرب الاقتصادية ستنعكس بصورة فادحة على الوضع الإنساني
للمواطنين وعلى مسارات السلام والتهدئة.
وشدد في الوقت ذاته،
على أن الدولة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الحرب الحوثية التي تمس وتهدد حياة ومعيشة
المواطنين اليومية، وأن كل الخيارات مطروحة للتعامل مع ذلك.
الإدارة الذاتية
وفي السياق، أعلن
المجلس الانتقالي الجنوبي المنادي بانفصال جنوب البلاد، تأييده لقرار عمدة العاصمة
المؤقتة (عدن) وهو قيادي في المجلس،"إيقاف توريد إيرادات عدن لخزينة الدولة".
وقال المجلس الانفصالي
في بيان له، إن الحكومة التي يشارك فيها بعدد من الوزراء، استنفدت ومنظومة الفساد
ورئيسها إفراغ خزينة الدولة المالية وإيصال الوضع إلى حافة الإفلاس لمزيد من
الإفقار والإجهاز على حياة الناس بالتزامن مع التداعيات العسكرية والحشود
على حدود الجنوب من قبل مليشيات الحوثي الإرهابية والتعاون الواضح مع منظومة
الإرهاب بمسمياتها المختلفة القاعدة وداعش.
ولوح الانتقالي
بـ"الإدارة الذاتية للمحافظات الجنوبية"، وقال إن هيئة رئاسة المجلس
الانتقالي تضع اللمسات الأخيرة والآليات العملية لعمل القيادة التنفيذية الجنوبية
التي تشكلت بقرار من عيدروس الزُبيدي، والتي بدأت تباشر مهامها بهذا الاتجاه.
ودعا التشكيلات
العسكرية التابعة له إلى مزيد من اليقظة والتأهب والاستعداد التام لمواجهة
التطورات المحتملة التي يحيكها أعداء الجنوب، وفق وصفه.
ويواجه المجلس الرئاسي
أزمة اقتصادية حادة، بعد توقف تصدير النفط بفعل هجمات جماعة الحوثي التي شنتها
على الموانئ النفطية شرق البلاد، العام الماضي.