خلال السنوات الأخيرة، وجدت دولة الاحتلال نفسها مرة أخرى في طليعة المواجهة ضد الأسلحة
النووية الإيرانية، لكن هذه المرة ليس من الواضح على الإطلاق ما إذا كان العالم إلى جانبها.
وبدأت تساؤلات تطرح عن احتمالية اضطرار جيش الاحتلال للهجوم بمفرده على إيران، وهل هو قادر على ذلك.
أور هيلر المراسل العسكري للقناة 13، ذكر أن "أنباء مقلقة في الغرب مفادها أن الإيرانيين يبنون منشأة نووية جديدة مجاورة لـ"نطنز" بعمق مائة متر لمنع أثقل القاذفات بأيدي الأمريكيين من اختراقها، لكنْ هناك شيء واحد واضح مفاده أن الطيران الإسرائيلي لم ينفذ قط أي شيء بهذه الخطورة والمعقدة من قبل، مع العلم أن مثل الهجوم على المنشآت النووية في إيران يبتعد عن إسرائيل 1500 كيلومتر، ولذلك عاد الجيش للتدرب على نفس الهجوم الذي لم يتحقق قبل عقد من الزمن، ويصعب القول إن أي شخص نادم على الهجوم الذي لم يتم تنفيذه".
ونقل في
تقرير ترجمته "عربي21" عن الجنرال عيدان نخوشتان قائد القوات الجوية بين 2008 و2012 أن "كل شيء أصبح اليوم أكثر تعقيدًا، فالإيرانيون لديهم المزيد من صواريخ أرض-جو تحمي منشآتهم النووية، وأكثر خرسانية، وأكثر تحت الأرض، وهذا لا يشبه العملية التي دمر فيها عدد قليل من الطيارين المشروع النووي العراقي في 1981، أو عملية دير الزور في سوريا 2007، ولذلك فإن على الجيش الإسرائيلي الاستعداد لحقيقة أن الهجوم على إيران سيؤدي على الفور إلى حرب إقليمية متعددة المجالات".
وأضاف أنه "يتعين على القوات الجوية الاستعداد لحقيقة أنه في مثل هذا الهجوم قد تتحطم طائرات إسرائيلية في إيران، وقد يسقط الطيارون في أراضيها، بحيث يتم أسرهم أو قتلهم، والمعضلة معروفة جيدًا.. مثل هذا الهجوم لن يؤدي إلا إلى إعادة الإيرانيين بضع سنوات للوراء في المشروع النووي، ربما عامين فقط، لأن إيران النووية هي بالفعل تحدّ عالمي كبير، لكن إسرائيل دائمًا تعرف كيف تحمي نفسها".
وختم بالقول إن "عملية إيران النووية لم تتوقف، وبالتالي فهي قضية مركزية على جدول أعمال إسرائيل الأمني، ولكن ليس فقط إسرائيل، لأنها قضية عالمية معقدة، ولها عواقب عالمية".
الجنرال أفياهو بن نون قائد القوات الجوية بين 1987 و1992 زعم أن "سلاح الجو يستخدم كل ما لديه من معرفة واسعة، والخبرة الهائلة التي اكتسبها على مر السنين، والاستعداد لأي مهمة قد تأتي، لكن إسرائيل لديها قدرات، وتعمل على تطوير قدراتها، وطالما أننا بدأنا صيف 2023، فإن درجات الحرارة تتزايد، ولكن من المهم التأكيد أن المخابرات الإسرائيلية لم تكشف بعد عن قرار استراتيجي لدى إيران بالركض نحو القنبلة".
الجنرال أمير إيشيل قائد سلاح الجو بين 2012 و2017، أشار إلى أن "الشيء الرئيسي هذا الوقت أنه عندما ننظر للتهديدات الخارجية، فإننا نبني أنفسنا منذ سنوات للتعامل معها، لأن الحلم الإسرائيلي، كان ولا يزال، تنفيذ هجوم مشترك مع سلاح الجو الأمريكي الذي يفترض أن يكون في موقع القيادة".
تؤكد هذه التقييمات العسكرية الاسرائيلية أن المشروع النووي الإيراني تهديد استراتيجي خطير لدولة الاحتلال، والتقدم المستمر فيه يفاقم المعضلة الإسرائيلية، وقد يصل الاحتلال لنقطة يقرر فيها أنه لا يمكنه التعايش مع هذا التهديد، مما يظهر استعداد الجيش لهجوم عسكري على إيران يظهر توجهاً لبناء المزيد من الخطط القتالية، وبعيدا عن الخوض في تفاصيل مدى اقتراب الاحتلال من مثل هذا القرار، فإنه يظهر تخوفه من تبعاته، سواء الفشل في كبح جماح تطلعات إيران النووية، أو ردودها المتوقعة على جبهته الداخلية.