صحافة إسرائيلية

تخوفات إسرائيلية من تواصل اختراق الجدار العازل.. تحطيم للاستخبارات

شبان فلسطينيون يواجهون قوات الاحتلال عند الجدار العازل- جيتي
يسعى جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى تحصين المستوطنات والمدن الإسرائيلية بأدوات مختلفة، خاصة عبر تحصين جدار الفصل العنصري، وذلك من أجل منع أي إمكانية لحدوث عمليات اختراق.

وأوضح المقدم راز شتاينبرغ، قائد كتيبة "ريشف" في لواء "منشه"، وهو مسؤول عن نحو 30 كيلو مترا من جدار الفصل في منطقة طولكرم، أن "4 سرايا تعمل في تلك المنطقة، كما تجري عمليات إصلاح سريعة للجدار"، معربا عن أمله أن تساهم كل هذه الإجراءات في منع عمليات اجتياز الجدار من قبل الفلسطينيين، وقال: "هذه أيام انتهت"، وفق ما نقله إليشع بن كيمون المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.

تعديلات أساسية

شتاينبرغ يوزع المهام على نحو 300 من جنود جيش الاحتلال في المنطقة المسؤول عنها في الجدار، وهي تشمل؛ دوريات، استحكامات، كمائن ونقاط رقابة، إضافة إلى حوامات تعطي صورة عن ما يجري في نقاط مختلفة في الجدار، وقال لمراسل الصحيفة الذي رافقه ليلا: "قبل سنة ونصف كان يجتاز هنا آلاف، أما اليوم هناك أفراد؛ هذه حرب يومية من الصعب الوصول إلى إغلاق تام، ولكننا نتطلع لذلك"، زاعما أن بعض "المتسللين كانوا في طريقهم لتنفيذ عمليات".


وقالت الصحيفة: "مرت سنة ونصف منذ سلسلة العمليات الفتاكة في قلب إسرائيل، والتي أدت بجهاز الأمن للخروج إلى حملة كاسر الأمواج، الكثير من المنفذين لتلك العمليات كانوا متسللين وصلوا عبر خط التماس المخترق، الذي أهمل على مدى السنين، وأتاح عبور مئات الآلاف إلى داخل البلاد".

وأفاد مصدر كبير في الإدارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال، بأن "الهدف الأول لجهاز الأمن هو تخفيض عدد الفلسطينيين الذين يتمكنون من الوصول إلى الجدار، ولهذا الغرض وفي ظل التعاون مع الشاباك نفذ نوع من العينة الاستخبارية لنحو 10 آلاف متسلل لأجل رسم صورة لهم، وبعد تلقي المعطيات تقررت خمسة تعديلات أساسية هي: الأول؛ تغيير معيار العمل، حيث تبين أن معظم المتسللين هم من دون تصريح عمل، عقدنا عشرات الجلسات بالنسبة لتراخيص العمل، بعضها مع رئيس "الشاباك"، ونجحنا في تغيير المعايير، ومنذ بداية العام أضيف 4 آلاف تصريح آخر بعد تعديل معيار السن".

ومن بين التعديلات؛ "سمح للشبان العزاب بالحصول على تصريح عمل، شريطة أن يكونوا مع آبائهم في العمل ذاته، كما تقرر الشروع في حملة لإزالة مانع التصاريح للفلسطينيين، ففي حالة أن سبب المنع لم يعد قائما، يستحق الآن للتصريح؛ بالطبع بعد فحص "الشاباك" وتبعا لاعتبارات الأمن، كما جرى تنسيق مع أصحاب الأعمال التجارية في إسرائيل، وأخيرا، تقرر أيضا زيادة وظائف العمل".

وزعم الرائد حسام معدي، رئيس مجال المعابر في الإدارة المدنية، أن كل هذه التعديلات ساهمت في "تخفيض عدد المتسللين عبر الجدار"، مشيرا إلى أهمية تحسين إجراءات الدخول عبر المعبر عبر استخدام "البطاقة الذكية"؛ من أجل أن يستوعب كمية اكبر من العمال.

التسلل متواصل

واعترف العقيد روعي ايتاح، وهو رئيس شعبة التماس في فرقة المناطق، والذي يهتم بحماية الجدار، أنه "بعد جملة أعمال المنع، لا يزال آلاف الفلسطينيين يصلون إلى الجدار ويحاولون اجتيازه، لكن الأعداد في هذه الأيام مضحكة مقارنة بالوضع الذي كان على خط التماس قبل نحو عامين"، موضحا أن طول الجدار نحو 525 كيلو مترا؛ من معبر الغور حتى جدول "حيفر" في الجنوب، بما في ذلك غلاف مدينة القدس المحتلة، منه 350 كيلو مترا عبارة عن جدار، ونحو 130 كيلو مترا سور، والباقي هو عائق بري أقامه الجيش الإسرائيلي، وهناك 4 آلاف جندي ينتشرون على طول الجدار، وينفذون فيه مهام أمنية، ويشرف على هذه الأعمال كل من؛ الجيش، "الشاباك"، "حرس الحدود"، الإدارة المدنية وإدارة المعابر".

ونوه ايتاح بأن "موجة العمليات القاسية هي التي أدت إلى القرار الدراماتيكي في الجيش على تعزيز 12 كتيبة لقيادة المنطقة الوسطى، بالتوازي مع تغيير متطرف في الفكر في النظرة لمجال خط التماس، وهذا يتضمن إقامة العائق في منطقة الجنوب، إقامة سور في الشمال، تكثيف وإصلاح الجدران على طول الخط، وبالطبع الزيادة الكبيرة للقوات على الجدار، هذا عمل لم يشهده الجيش من قبل، يستثمر مئات الملايين، هنا دراما حقيقية".


بدوره، بيّن ميخائيل مور، منسق تحقيقات في "حرس الحدود" المناطق، أن "شعبة تحقيقات واستخبارات خاصة أقيمت في حرس الحدود؛ لغرض التحقيق مع متسللي الجدار، دخلت هي الأخرى إلى الصورة بكل القوة، هنا صناعة حقيقية، من خلف كل متسلل توجد شبكة، من المهربين، المسفرين؛ الذين يستقبلونه بعد أن يتجاوز، وهذه تفاصيل استخبارية لم يعن بها أحد من قبل".  

ونوه ألون إيدان، رئيس لجنة الأمن في "كيبوتس بحن"، بأن وجود عدد كبير من مختلف أجهزة الأمن على الجدار، خاصة من عناصر الجيش، "خلق ظاهرة من عمليات مضادة أخرى لم تكن معروفة لنا، مثل عمليات إطلاق النار نحو القوات من داخل المنطقة، النار مقلقة جدا بالطبع، ونحن لسنا معتادين على هذا، وقواتنا تأخذ الموضوع بجدية، لكن السؤال الكبير هنا؛ ماذا سيكون هنا بعد سنة؟ هل سيتراجع الجميع ليعودوا لنقطة البداية، أم أن الواقع سيتغير حقا؟".

وعبر المقدم شتاينبرغ عن ألمه من أن قواته لا يتمكنون أحيانا من منع العشرات من التسلل، وقال: "حينها أشعر أننا لم ننفذ المهمة كما ينبغي، لكن إذا تطورنا وتعمقنا في المهمة، يمكننا الوصول إلى صفر متسللين".

وفي خلاصة الأمر، أقرت "يديعوت" أن كافة الإجراءات لم تقض على ظاهرة اختراق الجدار تماما، رغم التغييرات والأعمال المختلفة، "ويكفي أن يجتاز الجدار شخص واحد (لتنفيذ عملية)، الخطر واضح، ولا يمكننا الوصول إلى صفر متسللين".