كشفت صحيفة
"
وول ستريت جورنال" الأمريكية عن رفض
مصر حليفة الولايات المتحدة، المطالب بعدم السماح للطيران الروسي استخدام المجال الجوي المصري.
وفي تقرير
أعده سومر سعيد وغارد ماسلين، قالا إن مصر تجاهلت المطالب الأمريكية بإغلاق
المجال الجوي للطائرات العسكرية الروسية، بحسب مسؤولين أمريكيين ومصريين، ما يحد
من قدرة واشنطن على خنق إمدادات موسكو قبل العملية الأوكرانية المضادة.
وأقنعت
الولايات المتحدة وأوكرانيا الدول بما فيها تركيا والعراق بالحد من وصول الطيران
الروسي العام الماضي بعد الغزو في أوكرانيا، ما أجبر موسكو على الطيران مسافة 2,000
ميل إضافية، أي مسافة خمس ساعات أخرى لكي تصل إلى قواعدها الاستراتيجية في سوريا.
لكن مصر سمحت للطيران الروسي، ما منح موسكو طريقا ملتويا لكي تصل إلى قواعدها
العسكرية في سوريا.
وقال مسؤولون
أمريكيون ومصريون إن عددا من المسؤولين الأمريكيين طلبوا من مصر في شباط/ فبراير
وآذار/ مارس منع
الطيران الروسي من الوصول إلى سوريا، لكن مصر لم ترد على الطلبات، بحسب ما قال المسؤولون وواصلت السماح للطيران الروسي بالتحليق.
وقال المتحدث
باسم وزارة الخارجية ردا على سؤال من الصحيفة: "لا نعلق على المحادثات
الدبلوماسية الخاصة"، وفي وقت سمحت فيه دول أخرى مثل السعودية للطيران الروسي باستخدام أجوائها الجوية، فإن الدور المصري مهم بسبب مكانها الاستراتيجي كنقطة
اختناق مرور تربط أفريقيا بآسيا.
ويعتبر المجال
الجوي المصري قريبا من اليونان، الدولة العضو في حلف الناتو والتي منعت الطيران
الروسي. وتقول الصحيفة إن
روسيا سمحت لمزيد من الطيران بالتحليق فوق المجال الجوي
المصري إلى سوريا في الأسابيع الأخيرة، بحسب السجلات التي راجعتها "وول ستريت
جورنال".
وتحركت تركيا
والعراق والأردن لكي تمنع بعض الطائرات الروسية ما زاد ألفي ميل إلى الرحلة التي
تطير عبر بحر قزوين ثم إيران والسعودية ومصر وفي النهاية إلى البحر المتوسط لكي
تصل إلى القواعد العسكرية في سوريا، بحسب سجلات شاهدتها الصحيفة. ويمتد الطريق
الجديد على طول ست ساعات من جنوب روسيا إلى سوريا.
ولدى روسيا،
ذخيرة وعربات جنود ودفاعات جوية وقطع غيار وجنود في سوريا التي يمكن أن تستخدم في
أوكرانيا وفق التحليلات العسكرية.
وتعاني روسيا
من قيود على عملياتها في المنطقة عبر البحر. واستخدمت تركيا حقها في معاهدة العام
الماضي لمنع السفن الروسية من المرور إلى البحر الأسود عبر مضيق البوسفور، ما أعاق قدرة
روسيا على تحريك قواربها وأسلحتها التي تحتاجها في هجومها على أوكرانيا.
وفي العام
الماضي اتهمت أوكرانيا روسيا باستخدام السفن التجارية لنقل نظام أس-300 الصاروخي
من سوريا إلى روسيا عبر المضائق التركية، مستخدمة ثغرة في معاهدة مونتيرو، التي
تغطي استخدام المعابر البحرية الاستراتيجية.
وأغلقت تركيا
المنفذ إلى البحر الأسود أمام البوارج الروسية.
ويقول يورك
إسيك، مدير "بوسفورس أوبزيرفر": "الزيادة في الطيران الجوي تظهر أهمية إغلاق
المضائق التركية، ما أجبرهم على نقل كل شيء جوا (...) يظهر أنهم ينقلون معدات
ثمينة لا يريدون أن يراها أحد".
وتعتبر مصر
ثاني أكبر متلق للمساعدات الأمريكية وتحصل على 1.3 مليار دولار في العام من
واشنطن، لكن القاهرة عادة ما تكون حليفا مثيرا للمشاكل. فقد دعمت حكومة عبد الفتاح
السيسي الذي جاء بانقلاب عام 2013 أمير الحرب الليبي المدعوم من روسيا، خليفة حفتر، وسجنت مواطنين أمريكيين.
وكشفت صحيفة
"واشنطن بوست" في تسريبات "ديسكورد" عن تفكير مصري لإنتاج صواريخ لروسيا
كي تستخدمها في حرب أوكرانيا.