ملفات وتقارير

5 دول عربية استقبلت الفلسطينيين في نكبة 1948.. أين ذهب اللاجئون؟

لاجئ فلسطيني يحمل مفتاح بيته الذي هجر منه عام 1948- جيتي
تسبب الهجوم الكبير للعصابات الصهيونية على المدن والبلدات الفلسطينية، عام 1948، في موجة نزوح هائلة، للسكان الفلسطينيين، باتجاهات مختلفة في ذلك الوقت، هربا بحياتهم من المجازر التي ارتكبت وذاع صيتها.

لكن عملية النزوح والتي ترتب عليها خلق قضية اللاجئين الفلسطينيين مع حلول النكبة، كانت عشوائية، وفقا للطرق والوسائل التي توفرت للفلسطينيين في ذلك الوقت، نحو أكثر المناطق والطرق أمنا آنذاك.

ونرصد في التقرير التالي، المسارات التي سلكها الفلسطينيون اللاجئون من مجازر العصابات الصهيونية في ذلك الوقت، وأعداد اللاجئين الذين انتقلوا إلى دول الجوار، إضافة إلى المخيمات الفلسطينية التي ظهرت عقب النكبة.

وبدأ تنفيذ خطة الاحتلال ربيع عام 1948، بهجوم كبير خطط له عام 1946، وحشد له 50 ألف جندي يهودي، على 213 قرية لطرد أهلها، لكن المعارك اشتدت، بعد تسليم البريطانيين طبريا في 18 نيسان/أبريل، للعصابات الصهيونية، وأوصلوا لها الذخيرة، لتكون أولى المدن الفلسطينية سقوطا بأيديهم، ونزوح أهلها إلى اتجاهين خارجيين سوريا والأردن، والبعض بقي في منطقة غور الأردن باتجاه الجنوب.

وبعد أشهر بدأ الانسحاب من حيفا، وتسلمت العصابات، المواقع الحصينة في المدينة، وبدأت الهجمات على السكان العزل، والذين شرعوا بعملية نزوح بالآلاف إلى لبنان، تلاها سقوط صفد التي اتخذ اللاجئون فيها المسار ذاته.


ونزح سكان مدن عكا وشفا عمرو والناصر ويافا وسلمة ومعظم جبهة الجليلين الشرق والغربي، إلى الشمال والجنوب باتجاه ما بات يعرف بالضفة الغربية، وبعضهم انتقل إلى سوريا، وجزء قليل إلى الأردن.

ويوثق تقرير أممي، أن عدد الفلسطينيين الذين لجأوا نتيجة النكبة، كانوا أكثر من 800 ألف فلسطيني، ويمثلون 80 بالمئة من سكان المنطقة التي أقام الاحتلال دولته عليها.

ولجأ 70 ألفا منهم عام 1948، إلى الأردن، على امتداد الأراضي شرق نهر الأردن، والنسبة الأكبر من اللاجئين المتجهين شرقا.

في حين لجأ 280 ألفا إلى المنطقة الوسطى، والتي باتت لاحقا الضفة الغربية، وخضعت للسيادة الأردنية.

أما قطاع غزة، في الجنوب الغربي من فلسطين، فلجأ إليه، 190 ألف فلسطيني، جزء منهم من يافا، وامتداد الساحل الفلسطيني، والجزء الأكبر من المحيط الإداري الكبير للقطاع من القرى والبلدات المجاورة لمركز القطاع.

فيما اتجه 75 ألف فلسطيني إلى سوريا شمالا، وإلى لبنان كذلك اتجه 100 ألف، وإلى مصر، اتجه 7 آلاف لاجئ، أما العراق فاستقبل أقل عدد من اللاجئين في النكبة، وكانوا 4 آلاف لاجئ.

ووفقا لإحصاءات الصليب الأحمر، كانت أولى موجات اللاجئين إلى الأردن، قادمة من مدينة القدس، ثم يافا، ثم مدنية بيسان، وفي المرتبة الأخيرة من ناحية العدد للمتجهين إلى الأردن، كان اللاجئون من اللد والرملة.



أين استقر لاجئو الـ 48؟

بدأت عملية إنشاء المخيمات، بعد التهجير الكبير، عام 1948، في المناطق التي وصل إليها اللاجئون، رغم أنهم أقاموا في بادئ الأمر في الأراضي الزراعية وتحت الأشجار، وفي المغر، والأودية والجبال، والمناطق التي توفر فيها الحد الأدنى من الأمان، بعيدا عن بطش العصابات الصهيونية التي ارتكبت المجازر.

لكن لاحقا، بدأت التحركات، لإيواء اللاجئين دوليا، و امتدت عملية إنشاء المخيمات سنوات طويلة، واستمرت حتى احتلال الضفة الغربية، عام 1967.

ففي الضفة الغربية، أنشئ 24 مخيما، ما بين أعوام 1948- 1952.

وفي قطاع غزة، أنشئت 8 مخيمات، ما بين أعوام 1948-1949.

وفي الأردن أنشئت على إثر النكبة 3 مخيمات، ما بين أعوام 1948-1955.

وفي لبنان، أنشئ 12 مخيما ما بين أعوام 1948- 1963.

أما في سوريا، فأنشئت 10 مخيمات ما بين أعوام 1948-1953.


أما بقية اللاجئين الذين هجروا إلى دول أخرى مثل مصر والعراق، فدخلوا تحت تصنيف اللاجئين الدولي، لكن جرى إدماجهم في مدن تلك الدول، دون أن تقام لهم مخيمات لاجئين على غرار دول الجوار، بسبب قلة أعدادهم.
الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع