واسع هو هذا الملعب ويتم تكييف ماهيته حسب ميول وأهواء
إسرائيل، وإلى وجهة اللعب التي تريدها، وهي بالمناسبة كثيرة الخربشة واللعب وخاصة
في وجهة الأمة العربية، حيث ترغب في إطالة أمد اللعبة دون تحديد وقت لنهايتها، مع أن
أي لعبة رياضية تنتهي بانتهاء الوقت المحدد لها حتى وإن مدد الحكم بعض الدقائق
لظرف اللعبة وأحداثها.
إسرائيل اليوم تستمر في اللعب على الوتر الحساس وفي
الجهة الأردنية نصير
فلسطين العلني، وأحدث قصص اللعب قصة النائب الأردني التي رويت
تفاصيلها بأيدي المحقق والمسؤول الصهيوني المحتل، حيث لم تسمع إفادة النائب نفسه
لغاية هذه اللحظة. تم توقيفه في فلسطين المحتلة جورا وتجبّرا بأيدي الصهيوني
السارق.. الدنيا آخر زمن.
رُويت أحداث القصة ونُسجت خيوطها لكن العقل العربي ليس
غبيا ولا عشوائيا وبالطبع عند ذكر إسرائيل تحديدا ليس عبثي العقل ولا التفكير، حتى
يصدق تلك الرواية ذهب وأسلحة وطلقات في سيارة، ترد معلومات مجهولة، يتم إيقاف صاحب
السيارة وتفتيشه مع أنه نائب ولوحة سيارته تدل على ذلك. ياه خربشة إسرائيلية
متعمدة لغرض هو إضعاف اليد الأردنية هي اليوم المعين والسند الحقيقي للأم فلسطين
وشعبها الباسل الأصيل.
فعلا ملعب الصهاينة واسع كبير حتى يلعبوا على هواهم وعلى
ميولهم، لكن الوضع مختلف عند اللعب مع الإنسان الفلسطيني أو الأردني. اللعب هنا
يجب أن يكون واقعيا حقيقيا دون تزييف وإسرائيل اليوم في عالم اليوم ملكة التزييف
والنصب والاحتيال كله، كيف لا ويدها مغموسة غمسا في كل الوطن العربي عدوانا
ومحاولات حثيثة للسرقة وللهيمنة؟
رواية إسرائيلية جديدة الهدف منها إبعاد النظر حتى
لوقت مستقطع قليل لمواصلة اعتدائها على فلسطين وعلى الأقصى الشريف، حتى كنيسة
القيامة وأبناؤها لم يسلموا من هذا الكيان المسمى إسرائيل.
ذهب وأسلحة من نائب ومواطن أردني في سيارته تُمسك أين؟
في فلسطين المحتلة بأيدي إسرائيليين ويقال وجهة الحمولة كلها إلى فلسطين. هل هذا
المواطن والنائب الأردني بهذه البساطة حتى يقوم بهكذا عمل أو تصرف؟ الكل مع فلسطين
دائما فيها الأصالة وعدل الله سبحانه والمسجد الأقصى الشريف، لكن هذا المواطن الأردني
الأصيل في واقعه الحالي يحمل درجة سياسية هي صفة نائب أمة ووطن. إذن هو ذو فكر
كبير وتفكير ومعرفة حياتية أكبر، من هنا يتم تكذيب الرواية الإسرائيلية لتلك القصة
أغلب الظن لم تجر أحداثها بتلك الكيفية ولا بذلك الشكل الذي تم إخراجه للعلن
للعالم كله، والقصد خبيث من إسرائيل هو إضعاف يد الأخوة الصادقة إلى فلسطين.
ولعل الأكثر دلالة ما قامت به إسرائيل نفسها وعلى أيدي
جنودها الساديين من اعتداء على السفير الأردني قبل أشهر قليلة خلت، مانعة إياه من
دخول ساحات الأقصى بل حتى الصلاة فيه، حدث ذلك حقيقة وعلى أرض الواقع، وتضاف إليه اعتداءاتها
اليومية على الإخوة في فلسطين وعلى المسجد الأقصى نفسه.
هنا تدور عجلة التفنيد والرد على الرواية الصهيونية. إخراج
القصة ليس بالمستوى المطلوب، أصلا إسرائيل لا تتمتع أبدا بأية درجة للمصداقية لدى أي
أردني وبالمجموع ولا حتى لدى أي إنسان أو مواطن عربي، هي من رسمت صورتها بالألوان
السوداء القاتمة لدى الإنسان العربي، صورة علقت في ذهن من شهد بنفسه إجرامها وساديتها
البغيضة لأجل ماذا؟ لأجل خاطر الهيكل الوهمي، خاطره كبير لدى الصهاينة، دمروا الأمة
العربية لأجل خاطره لأجل الخرافة والسذاجة والوهم الكبير.
على إسرائيل أن تبحث عن كادر إخراجي أكثر براعة بل أكثر
معرفة بالطبيعة الأردنية وبالإنسان الأردني هو الوريد لقلب الأم فلسطين اليوم وغدا
وكل زمان وكل حين. روايتهم كبني صهيون لا تحتمل حتى النظر إليها ولا التوقف عندها
منسوجة بخيوط واهية قابلة للتمزق بسهولة ويسر.
باقية فلسطين ما بقي الزيتون ومعها الأقصى الشريف
علامة الاستقامة وعدل الله في الأرض.
دائما إسرائيل للشر صورة وعنوان، لكن طبيعة الحياة
تفرض دائما مبدأ التغيير والتغيير. ما في شي بظل على حاله، أصلا كل الحياة كل
الدنيا لها موعد إلهي للنهاية وللانتهاء.