في حين أن
مشاكل تبديل التوقيت بين "الصيفي" و"الشتوي" تقتصر في غالب
الأمر على اليوم التالي، لحين الاعتياد عليه، إلا أن الأمر في
لبنان سيأخذ شهرا
على الأقل بعد قرار مجلس الوزراء تأجيل العمل بالتوقيت الصيفي لهذا العام.
وإثر القرار،
سيضطر اللبنانيون للتعامل مع توقيتين بدءا من ليل السبت – الأحد، الأول توقيت
الحكومة الرسمي، والآخر هو توقيت رافضي القرار وأبرزهم الفضائيات، والكنائس، وعدد من النواب.
وأول العاملين
بتوقيتين مختلفين سيكون مصرف لبنان المركزي، حيث سيتعامل بالتوقيت الدولي كما هو لكون
ذلك سيؤثر على تعاملاته، لكن الحضور والانصراف للموظفين سيكون بتوقيت الحكومة،
بحسب وسائل إعلام محلية.
وأثار قرار الحكومة
اللبنانية تأجيل العمل بالتوقيت الصيفي، شهرا كاملا، جدلا ورفضا واسعا في البلاد،
لا سيما من مؤسسات كنسية، وقنوات فضائية، ودعا برلمانيون وسياسيون الحكومة للتراجع
عن القرار.
وساق رافضو
القرار مبررات عدة، من بينها التأثير على انتظام العمل، والتسبب بفوضى في البلاد،
فيما قال آخرون إن الأمر يحمل بعدا طائفيا.
والخميس
الماضي، قرر مجلس الوزراء اللبناني، تأجيل العمل بالتوقيت الصيفي شهرا كاملا ليبدأ
من ليل 20 – 21 نيسان/ أبريل المقبل.
وجاء في بيان
لرئاسة الوزراء، بأن رئيس مجلس الوزراء، نجيب
ميقاتي، وافق على تأجيل العمل بتقديم
التوقيت المحلي ساعة واحدة خلال فصل الصيف إلى نيسان/ أبريل المقبل.
وانتقدت
"الجبهة المسيحية" في بيان، "القرار الأخير لمجلس الوزراء بتأجيل
التوقيت الصيفي"، مطالبة "الشعب والمؤسسات الرسمية والخاصة والمؤسسات
التعليمية بعدم تطبيق القرارات الخنفشارية التي تساهم في تعميق عزلة لبنان عن
العالم أكثر".
ودعت الجبهة
"الأحزاب والجبهات والمنظمات وكل أبناء الشعب إلى الانتفاض لكرامتهم وعدم
تطبيق قرارات دمرت لبنان واقتصاده وسمعته السياسية، وحولت شعبه إلى بائس تباع
حقوقه وكرامته في أسواق النخاسة".
من جانبه، وجه
راعي أبرشية أنطلياس المارونية المطران أنطوان بو نجم كتابا إلى الكهنة والرهبان
الذين يخدمون رعايا الأبرشية، طلب فيه اعتماد التوقيت الصيفي لتحديد مواعيد
القداديس والصلوات، اعتبارا من ليل السبت دون تأجيل، بدعوى انعكاسات القرار على
الحياة الكنسية.
وأعلن المكتب الإعلامي
في أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك، في بيان، أنه "بعد
اللغط الحاصل حول موضوع التوقيت الصيفي، يعلن سيادة المطران ابراهيم مخايل ابراهيم
التزام أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك التوقيت الصيفي
العالمي في ما يتعلق بمواعيد الصلوات والقداديس والاحتفالات الدينية" دون تأجيل.
من جانبه، غرد
رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عبر حسابه على
"تويتر": "أستغرب قرار الحكومة بعدم اتباع التقليد المتبع في لبنان
منذ عشرات السنين بتقديم الساعة ساعة واحدة في آذار من كل عام، والذي ما زال حتى
الساعة، معتمدا في معظم دول العالم".
ولفت جعجع إلى
أن من شأن ذلك عرقلة الكثير من الأعمال خصوصا على مستوى حركة الطيران والشركات
العالمية التي لها علاقة مع الشركات اللبنانية والأسواق وسواها من القطاعات، بحسب
تعبيره.
من جانبه،
أعلن الناقل الجوي الوطني اللبناني "شركة طيران الشرق الأوسط" في بيان
تقديم مواعيد إقلاع كل الرحلات المغادرة من مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت ساعة
واحدة إلى هذه الفترة، وفقا للتوقيت المحلي لمدينة بيروت إلى حين اعتماد التوقيت
الصيفي في نيسان/ أبريل.
أما رئيسة
الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، كلودين عون، فقالت عبر حسابها على
"تويتر: "نحن جزء من هذا العالم وتوقيته ودورانه. إن تداعيات قرار تأجيل
تقديم التوقيت المحلي خطيرة".
على المستوى
الإعلامي، أعلنت "المؤسسة اللبنانية للإرسال إنترناسيونال"، "LBC"،
أنها لن تلتزم بقرار الحكومة بتأجيل تطبيق التوقيت الصيفي حتى نيسان/ أبريل المقبل.
وقال بيان
الفضائية: "لبنان ليس جزيرة معزولة، وهو مرتبط بنظام مبني على ساعة عالمية
لتتبع الوقت وللتأكد من أن البشرية كلها قادرة على التواصل والعمل بطريقة
متزامنة".
وتابع البيان
بأن من شأن تأجيل التوقيت الصيفي التأثير على عمل القناة، ووقف تطورها.
من جانبها،
أعلنت محطة mtv أنها لن تلتزم بقرار تأجيل تعديل التوقيت الصيفي وستلتزم بتعديله السبت،
اعتراضاً على القرار الصادر عن رئاسة مجلس الوزراء.