مقابلات

BDS الأردن: مقاطعة الاحتلال ليست سقف مطالبنا.. وهذا ما نخطط له

الحركة ترصد التغييرات على المناهج لملاءمة التطبيع- عربي21
اعتبرت حركة الأردن تقاطع "بي دي إس الأردن"، مضي السلطات الأردنية بتنفيذ اتفاقيات "استراتيجية" مع الاحتلال الإسرائيلي مساسا بأمن الأردن ومصالحه الاستراتيجية وعلى رأسها "رهن أمن الطاقة والمياه بيد العدو" كما تقول.

وقال حمزة خضر وهو أحد القياديين ومن الفريق المؤسس للحملة، في حوار مع "عربي21"، إن "هذه المشاريع التطبيعية الضخمة تهدد سيادة المملكة وأمن الطاقة ومصالح الأردن، وتفرض كلفا كبيرة على الأردن في وقت لا يحتاج فيه لهذا الغاز الذي استنزف مليارات الدنانير من أموال الأردنيين".

وشدد خضر على "فشل الاحتلال الإسرائيلي في اختراق الوعي الأردني وفرض التطبيع على الشعب منذ توقيع اتفاقية وادي عربة عام 1994 وحتى الوقت الراهن".

وفي ما يلي نص الحوار مع "عربي21":


برأيك هل سجل الاحتلال اختراقا كبيرا في عملية التطبيع بالأردن بسبب هذه المشاريع السيادية؟

بعد كل هذه السنوات باتفاقيات التطبيع الرسمية، لا يمكن أن نقول إن هناك اختراقا صهيونيا حقيقيا للوعي والهوية الوطنية الأردنية فيما يتعلق بعدائها للمشروع الصهيوني، المشاريع كاتفاقية الغاز، والماء مقابل الكهرباء خطرة على ملف السيادة وعلى أمن طاقتنا ومصالحنا، كون الكهرباء ستكون سلاحا الآن بيد العدو.

تحركنا مع الحركات الوطنية مبكرا ضد هذه الاتفاقية، فمنذ بداية تأسيس حركة (الأردن تقاطع) في 2014 ظهرت أخبار في الإعلام العالمي أن هناك نية توقيع مذكرة تفاهم أو نوايا، بحث أعضاء الحركة عن وثائق وأصبح بأيدينا مجموعة ملفات لها علاقة باتفاقية الغاز.

أدركنا أن هناك مشروعا تطبيعيا ضخما على مستوى الأردن يهدد سيادة المملكة ويهدد أمن الطاقة، ورأينا أن هذا المشروع تعدى موضوع التطبيع لتهديد مصالحنا، وهذا كان دافعا لنا بأن يكون هناك ضغط أكبر على اتفاقية الغاز، وما زلنا مستمرين اليوم وغدا في رفض هذه الاتفاقية وهناك عمل حقيقي ضمن الحملة الوطنية لإسقاط اتفاقية الغاز (غاز العدو احتلال).

رغم كل هذا الحراك المناهض لكن الاتفاقية مرت، أليس هذا محبطا لكم؟

لا أنسى اليوم الذي وقعت به الاتفاقية، كان هنالك اجتماع طارئ للحركة، والسؤال ماذا سنفعل؟ كان الجواب هل نغادر إلى البيت وننتظر الإسرائيلي حتى يدخل علينا بالبيت!! لا يوجد لدينا خيارات إما أن تستسلم وتدع المشروع الصهيوني يدخل بيتك أو المواجهة.

يجب أن يكون لدينا قدرة وإيمان حقيقي ويقين، أن هذا المشروع لن يمر بسهولة، وهنا أستشهد بمقولة الشهيد باسل الأعرج الذي قال إنه إذا كان ولا بد من الهزيمة لا ينفع أن يهزمونا ونحن نضحك على الأقل، يجب أن نكون قد قاومنا ورفضنا، نحن كحراكات جعلنا قضية اتفاقية الغاز قضية رأي عام لدورها الخطير في تهديد أمننا.


هناك ثغرات كثيرة يمكن للأردن إلغاء الاتفاقية من خلالها، واحدة منها على سبيل المثال عندما ضرب سلاح المقاومة في غزه حقل الغاز، إذ تنص الاتفاقية على أنه في حال أصبح هناك خطر على الحقل يمكن إلغاء الاتفاقية.

أما بخصوص اتفاقية الماء مقابل الكهرباء، فما زالت في طور رسالة النوايا، ونحن في الحركة اكتشفنا أن بعض المنظمات البيئية في الأردن كان لها دور بهذه الاتفاقيات، هذه المنظمات التي تنشط في الأردن تضر بمصالحنا.

التطبيع الرسمي العربي ازداد بالفترة الأخيرة، ودخلت دول خليجية على الخط، ألم يدخل ذلك الإحباط بأنفسكم؟

لا شك أن هذا يؤثر، عندما نرى أن التطبيع الرسمي العربي يزيد، لكن هنالك أمر مهم وهو أن هذا مؤشر على فشل المشروع الصهيوني باختراق الوعي العربي الجمعي والثقافة العربية، لذا يذهب هذا المشروع إلى منفذه الوحيد وهو الاتفاقيات الرسمية التي لا علاقة لها بالشارع العربي.

ماذا عن الموقف الشعبي تجاه التطبيع خصوصا في ظل أولويات اقتصادية ضاغطة على الناس؟

اليوم مواجهة المشروع الصهيوني هي ضرورة وطنية أردنية، لن يتحقق أي مكتسب أردني وطني اقتصادي أو سياسي بمعزل عن مواجهة المشروع الصهيوني، وهذا المشروع سبب في هذه البطالة التي نعيشها؛ فمثلا اتفاقية الغاز هذه المليارات المدفوعة في الاتفاقية، التي أثبتنا بالأرقام أننا لسنا بحاجة لها، لو تم استثمارها بمشاريع سيادية تضمن أمن الطاقة لوفرنا مئات الآلاف من فرص العمل من خلال استثمار هذه الأموال في الداخل بمشاريع محلية وتشغيل العاطلين عن العمل.

منذ توقيع وادي عربة ماذا حقق المشروع الصهيوني على الأرض؟ فقط علاقات رسمية، بل إن نتائج هذه الاتفاقية واضحة؛ فقر وبطالة ووضع اقتصادي سيء، لم نلمس شيئا من الأكاذيب التي كانوا يروجونها حول الرخاء الاقتصادي.

التطبيع ما زال مجرما شعبيا في الأردن، في بداية حملتنا كان هناك تحرك ضد استيراد الخضار والفواكه من الاحتلال، ونحن نعلم أن شعبنا ما زال يرفض التطبيع تماما، ولا يمكن للشخص أن يرى كتابة بالعبرية على الخضراوات ويشتريها، كان بعض التجار يقومون بإخفاء ملصق بلد المنشأ كي يبيعوا وفي نفس الوقت هنالك قانون المواصفات والمقاييس التي تجبر التاجر على وضع ملصق بلد المنشأ، فقمنا بإطلاق حملة اسمها بلد المنشأ، ودخلنا على محلات الخضار والفواكه كمواطنين وطلبنا منهم وضع بلد المنشأ.

من يدير معركة الوعي في ظل تغيير في المناهج الذي طال دروسا تتعلق بالقضية الفلسطينية في دول مثل الأردن، مصر، تونس؟

أنا من الجيل الثالث في الحملة التي تأسست عام 2014 على يد مجموعة من الناشطات الأردنيات، منذ تأسيس الحركة لليوم لم ننقطع عن زيارة المدارس، إلا في فترة كورونا فقط، لدينا جدول زيارات سنوي ولدينا زيارات لمراكز الفتيان والزهرات في مناطق مختلفة من المملكة.

نقوم بتأسيس مخيم صيفي كل سنة لليافعين، أيضا نقوم بالتشارك مع مؤسسات لديها متطوعين من الشباب لضخ دماء جديدة دائما في الحركة بشكل قصدي كي يكون لدى الشباب هذا الوعي بأهمية استخدام سلاح المقاطعة.


نعم هناك واقع باستهداف الطلاب في المناهج في الأردن وبعض الدول العربية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، لكن هنالك مشهد مغاير اليوم أيضا، فأدوات المعرفة الموجودة لدى الشباب تنتج وعيا قادرا على إنتاج فعل، نرى اليوم أن الحركات الطلابية بأوج عطائها، فعلى سبيل المثال من كان يقف ضد اتفاقية الماء مقابل الكهرباء أغلبهم من الحركة الطلابية في الجامعات.

والحركة الطلابية في الجامعات الأردنية شرسة جدا في مقاومتها للتطبيع، ونحن BDS الأردن لدينا تواصل مع كل الكتل الطلابية لتنسيق العمل داخل الجامعات.

هل يخشى الاحتلال من حركة BDS؟

الحركة أوجعت الاحتلال اقتصاديا في أوروبا، وخير مثال على تأثير حركة المقاطعة هي مؤشرات تجريم الحركة في العالم الغربي، والدليل على مدى تأثر الاحتلال بحركة BDS هو تخصيص مركز خاص بالأمن القومي داخل رئاسة وزراء الاحتلال لبذل الجهد لتجريم حركة المقاطعة عالميا، وهذا يذهب باتجاه أعلى المستويات السياسية لدى الاحتلال.

المقاطعة سلاح فعال تاريخيا مارسته الشعوب العربية منذ بدايات المشروع الصهيوني، حتى قبل أن يأتي نداء BDS عام 2005 في فلسطين بسنوات طويلة، وهذا موجود في موروثنا النضالي والشعبي ونستخدم المقاطعة كأداة تحررية.

لكن، نركز أن المقاطعة ليست سقف مطالبنا ونضالنا، خطنا الوطني واضح، هو حماية الأردن وتحرير فلسطين، لكن المقاطعة واحدة من هذه الأدوات.

ما هي التحديات التي تواجه الحركة في الأردن؟

التضييق الذي يحدث هو تضييق على كل الفضاء الأردني، ونحن جزء من هذا الفضاء، لكن وجهة نظرنا أنه لا يجوز أن نقول إننا نريد أن نحمي الأردن من الأطماع الصهيونية وننتظر من يقول لنا هذا مقبول أو غير مقبول، هذه بلدي وأريد أن أحميها، وهذا واجبنا، لم نفرض أنفسنا على هذه المعركة، بل المعركة فرضت نفسها علينا، اليوم المشروع الصهيوني لم يعد يخفي عداءه وأطماعه بالأردن.

أطلقتم أسبوع "حاصر حصارك" في الأردن ما الفعاليات؟

الأسبوع هو النسخة الأردنية من أسبوع مقاومة الاستعمار والفصل العنصري الذي يحدث في 200 مدينة وجامعة حول العالم، هذه السنة هي الدورة التاسعة من أسبوع "حاصر حصارك"، الفكرة الرئيسية هي استضافة كتاب وروائيين، وسينمائيين، وشعراء، ومغنين، وموسيقيين، لعمل فعاليات أدبية وثقافية وحوارية، وعرض أفلام لزيادة الوعي حول القضية الفلسطينية وحول الانتهاكات الصهيونية الممارسة على أهلنا في فلسطين، وزيادة الوعي حول الأخطار الصهيونية على الأردن.