بالتزامن مع استمرار التحقيقات
الإسرائيلية في هجوم مجدّو، ظهرت قراءات تربط بينه وبين ترسيم الحدود البحرية مع
لبنان زمن الحكومة السابقة برئاسة يائير لابيد، الذي تم إنجازه في ضوء تغير النظرة الأمريكية لدولة الاحتلال. وبسبب ما توصف بـ"السياسة التصالحية" للحكومات السابقة.
أمنون لورد الكاتب بصحيفة إسرائيل اليوم، أشار إلى أن "الحدود اللبنانية اليوم، ورغم كل العوائق الموجودة هناك، لكنها ليست مغلقة بإحكام، ولذلك فإن الاختراق ذاته الذي حصل من خلف السياج، شيء يمكن أن يحدث، وهو ما حدث فعلا، وفي الوقت ذاته فإنه يعني أن حزب الله وحماس، المدمجين الآن في مصفوفة المقاومة على الحدود الشمالية، مستعدون للحرب، وفي حالة اندلاع تصعيد سيكون هناك تسلل إلى وسط فلسطين المحتلة، أو العمليات البرية لمقاتلي الحزب في الشمال".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "السؤال عن كيفية اختراق المسلح الفلسطيني الذي تم الكشف عنه بعد الانفجار في مفرق مجدّو، سواء من أعلى أو من أسفل، هو الأقل أهمية، لأن السؤال الأكثر خطورة يتعلق بالفشل الأولي لاتفاقية الغاز بين الولايات المتحدة وحزب الله على ظهر إسرائيل، رغم مسارعة المعلقين الأمنيين لاعتبار التسلل الخطير بأنه أحد مؤشرات الضعف الإسرائيلي نتيجة الانقسام الاجتماعي الحاصل".
وأوضح أن "حادث التسلل من لبنان حصل تحت رعاية اتفاقيات ترسيم الحدود البحرية مع لبنان بوساطة أمريكية، وادعى موقعوها يومها أنها تسعى لتخفيف التوتر، وتضمن الهدوء على جانبي الحدود، مما يذكرنا بالهدوء الذي ساد بعد الانسحاب من الحزام الأمني في عام 2000، وبعد أشهر قليلة تم تنفيذ عدة هجمات على الحدود، تم في أحدها اختطاف جنديين، وقتلهما، واليوم جاءت اتفاقية الحدود البحرية التي بسببها حصل التسلل إلى مجدو، لأن قيادة يائير لابيد وبيني غانتس تعتمد على أمريكا".
وأشار إلى أنه "عشية توقيع اتفاقية الغاز اللبنانية، تحدث غانتس ولابيد وبقية النخبة الأمنية عن أهمية الاتفاق الذي لم يأخذ نصيبه من النقاش العام والبرلماني، وجاءت خلاصته بأن سلّمت المؤسسة الأمنية يدها لاتفاق فاضح بحجة أنه سيحقق الهدوء والاستقرار الأمني، وفي الوقت ذاته فيمكن التقدير أن ما ساهم في تشجيع حزب الله لتنفيذ
عملية مجدو، أو غض الطرف عنها، هو انهيار السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط".
والخلاصة الإسرائيلية أن الربط بين اتفاق ترسيم الحدود البحرية في العام الماضي بين الاحتلال ولبنان، وبين هجوم مجدو الأخير، تعوزه كثير من الأسباب الموضوعية، باستثناء حالة الاستقطاب الداخلي، رغم تزامنه مع الاتفاق السعودي الإيراني الذي رأى فيه الاحتلال خيانة أمريكية له بسبب النفور من حكومته اليمينية الفاشية.
وفي الوقت ذاته، فلم يعد بالإمكان التراجع الإسرائيلي عن هذا الاتفاق لأنه تم برعاية أمريكية، فضلا عن أي نكوص إسرائيلي عن هذا الاتفاق سيقدم هدية مجانية لحزب الله وقوى المقاومة للتحرر من أي تبعات أو التزامات وضعها ذلك الاتفاق عليها، وهذا لن يكون في صالح الاحتلال على الإطلاق.