نشرت "
بي بي سي" تقريرا لمحرر الشؤون الروسية لديها، ستيف روزنبرغ، استعرض من خلاله كيف أصبح مصير الرئيس الروسي مرتبطا بنتيجة
الحرب في أوكرانيا.
وقال روزنبرغ إن
روسيا جندت الآلاف من المواطنين في الجيش وكذلك سجناء، من ضمنهم المدانون بجرائم قتل، للقتال في أوكرانيا، مشددا على أن الغزو جلب الموت والدمار لجارة روسيا أوكرانيا، كما أسفر عن خسائر عسكرية كبيرة لبلاده حيث تشير بعض التقديرات إلى أن عدد القتلى من الجنود الروس يصل إلى عشرات الآلاف. كما أثرت الحرب على أسعار الطاقة والغذاء في جميع أنحاء العالم ولا تزال تهدد الأمن الأوروبي والعالمي.
وعن أسباب قيام
بوتين الغزو لأوكرانيا، قالت الباحثة السياسية إيكاترينا شولمان إن "الانتخابات الرئاسية الروسية في عام 2024 تلوح في الأفق"، مضيفة أنه "قبل عامين من موعد التصويت، أراد الكرملين تحقيق نصر ما. في عام 2022، كانوا يتوقعون تحقيق أهدافهم، وفي عام 2023، كانوا سيغرسون في أذهان الروس مدى حسن طالعهم بوجود قبطان كهذا يقود السفينة ليس فقط عبر المياه المضطربة، ولكن بجلبهم إلى شواطئ جديدة وأكثر ثراءً، ثم في عام 2024، سيصوت الناس، فما العيب في هذا السيناريو؟".
وقال محرر الشؤون الروسية في "بي بي سي"، ستيف روزنبرغ، إن الكرملين كان يتوقع أن تجري "عمليته العسكرية الخاصة" بسرعة البرق، معتقدا أن أوكرانيا ستعود إلى فلك روسيا في غضون أسابيع.
وأضاف: "ومع ذلك، لم يعترف الزعيم الروسي بعد بأنه ارتكب خطأ بغزو أوكرانيا، وتتمثل طريقة بوتين في المضي قدماً والتصعيد وزيادة المخاطر. وهو ما يقودني إلى سؤالين رئيسيين: كيف ينظر فلاديمير بوتين إلى الوضع بعد عام وما هي خطوته التالية في أوكرانيا؟".
واعتبر روزنبرغ أن خطاب بوتين الأخير كان مشحوناً بالعداء للغرب، فقد واصل إلقاء اللوم على أمريكا والناتو في الحرب في أوكرانيا، وتصوير روسيا على أنها الطرف البريء، بحسب تعبيره.
ويُظهر قراره بتعليق المشاركة في المعاهدة الأخيرة المتبقية للحد من الأسلحة النووية بين روسيا وأمريكا، نيو ستارت، أن الرئيس بوتين لا ينوي الانسحاب من أوكرانيا أو إنهاء مواجهته مع الغرب.
في اليوم التالي، في ملعب موسكو لكرة القدم، شارك بوتين المنصة مع الجنود الروس الذين عادوا من الجبهة. وفي مشهد تم تنظيمه مسبقاً إلى حد كبير وبين حشد مؤيد للكرملين، قال الرئيس بوتين للجماهير: "إن هناك معارك جارية الآن على الحدود التاريخية لروسيا" وأشاد بـ "محاربي روسيا الشجعان"، فيما علق روزنبرغ على ذلك بالقول: لا تتوقع أي تغيير في مواقف الكرملين، فهذا الرئيس الروسي لن يفعل ذلك.
ونقل الصحفي عن أندريه إيلاريونوف، المستشار الاقتصادي السابق للرئيس بوتين، قوله إنه "إذا لم يواجه مقاومة، فسيذهب إلى أبعد ما يمكن حيث لا توجد طريقة أخرى لإيقافه غير المقاومة العسكرية ".
وعن إمكانية التفاوض على السلام مع بوتين قال إيلاريونوف: "من الممكن الجلوس مع أي شخص"، لدينا سجل تاريخي حافل في الجلوس مع بوتين وعقد اتفاقات معه. وأضاف قائلا: "وقد انتهك بوتين جميع الاتفاقات مثل اتفاقية إنشاء كومنولث الدول المستقلة، والمعاهدة الثنائية بين روسيا وأوكرانيا، ومعاهدة الحدود المعترف بها دوليا بين روسيا وأوكرانيا، وميثاق الأمم المتحدة، واتفاقية هلسنكي لعام 1975، ومذكرة بودابست. وهكذا، لا توجد اتفاقية لن ينتهكها ".
ومع ذلك، في سنواته الأولى في المنصب، بدا أن بوتين لا ينظر إلى الناتو على أنه تهديد، حتى أنه في عام 2000 لم يستبعد أن تصبح روسيا يوما ما عضوا في الحلف. بعد ذلك بعامين، طُلب من الرئيس بوتين التعليق على نية أوكرانيا المعلنة للانضمام إلى الناتو، فأجاب قائلا: "أوكرانيا دولة ذات سيادة ويحق لها أن تختار بنفسها كيفية ضمان أمنها، وأصر على أن القضية لن تلقي بظلالها على العلاقات بين موسكو وكييف"، بحسب بي بي سي.
واستشهد الكاتب بخطاب رئيس مجلس النواب الروسي هذا الأسبوع الذي قال: "ما دام هناك بوتين، هناك روسيا"، معتبرا أن هذا الإعلان بيان ولاء، وليس حقيقة.
وختم بقوله: "نجحت روسيا في البقاء حية على مدى عدة قرون. لكن مصير فلاديمير بوتين مرتبط الآن بشكل لا رجعة فيه بنتيجة الحرب في أوكرانيا".