نشرت صحيفة
"
نيويورك تايمز" تقريرا قالت فيه إن العام الأول على الحرب في أوكرانيا
اتسم بنكسات على فلاديمير
بوتين وجيشه، لكن أثرها على
روسيا في الداخل كان مختلفا.
وفي تقرير
أعده أنطون تورجانوفسكي وفاليري هوبكنز قالا فيه إن عقلية الرئيس بوتين وتظلماته
والرهاب الذي يعاني منه والطموحات الإمبريالية والتي قادته لغزو أوكرانيا تسربت
بعمق في الحياة الروسية بعد عام من الحرب- والتي قادت لاضطراب مجتمعي وإن كان
متفاوتا جعلت الرئيس الروسي مهيمنا على المجتمع وأكثر من أي وقت.
ويقوم تلاميذ
المدارس بجمع العلب الفارغة من أجل إشعال الشموع للجنود في الخنادق على طول
جبهات القتال ويتعلمون دروسا عن الدور الذي لعبته روسيا دائما في تحرير الإنسانية
من "القوى العدوانية التي تحاول الهيمنة على العالم".
ولقيت منظمات
المجتمع المدني وجماعات حقوق الإنسان التي ظهرت خلال الثلاثين عاما على انهيار الاتحاد
السوفييتي نهاية مفاجئة، في وقت أصبحت فيه الجماعات القومية التي نظر إليها دائما
بأنها جماعات الهامش، في مركز المسرح.
ومع اقتراب
الذكرى السنوية الأولى لشن الحرب، عانى الجيش الروسي من نكسة بعد نكسة، حيث لم
يستطع تحقيق أهداف "العملية الخاصة" كما أطلق بوتين عليها.
وفي روسيا حيث
لم يواجه بوتين أية مقاومة فإن العام الأول على الحرب سمح له بأن يذهب أبعد في
إعادة تشكيل روسيا على صورته.
وقبل عام
استبعد الكثير من الروس فكرة الولايات المتحدة بأن بوتين يحضر لغزو أوكرانيا، فبعد
كل هذا قدم الرئيس الروسي نفسه بأنه محب للسلام ولن يحتل بلدا، بشكل دعا الكرملين
للبحث عن طرق لتبرير التحرك الذي أدهش حتى المقربين من بوتين.
وأصبحت
الرسالة أن بوتين أجبر على خوض الحرب ضد الغرب الذي بدأها ودعم النظام النازي الذي
سيطر على أوكرانيا عام 2014، ومن هنا ذهب بوتين لا ليبدأ حربا، ولكن لينهي واحدة.
ورأى سيرغي
شيرنشوف الذي يدير مدرسة خاصة في مدينة نوفورسيبرسك بسيبيريا، أن "المجتمع قد
خرج بشكل عام عن المسار وقلبوا الأفكار عن الخير والشر".
وقال شيرنشوف
الذي كان واحدا من مدراء المدارس الخاصة الذين تحدثوا ضد الحرب إن فكرة دفاع الروس
عن بلدهم سهلة الهضم والتصديق، وبخاصة عند خلطها بواحدة من الفصول العاطفية في
تاريخ البلد وهو الحرب العالمية الثانية.
وقال إن حملة
إشعال الشموع للجنود في جبهات القتال أصبحت شعبية لدرجة أن من تساءل عنها في
المدارس يتهم بالتواطؤ مع الغرب والمشاعر النازية.
ويقدر
المسؤولون الغربيون مقتل حوالي 200 ألف جندي روسي. إلا أن الاقتصاد لم يعان من
مصاعب كبيرة كما توقع المحللون عند بداية الحرب. ولم تنجح العقوبات الغربية بتغيير
مستوى المعيشة للروس، وحتى بعد مغادرة الماركات الغربية روسيا.
وقال شيرنشوف: "واحدة من الملاحظات المخيفة، حسب اعتقادي أن شيئا لم يتغير على حياة
الناس". و"يتم دفع هذه المأساة إلى الهامش".
وتبدو رواية
بوتين عن الحرب واضحة في متحف النصر بموسكو، حيث تم تنظيم معرض بعنوان
"ناتوزية" الذي أكد على فكرة محاولة الناتو الهيمنة على العالم. وهناك
معرض آخر وهو "النازية في الحياة اليومية" حيث تم عرض قطع أخذت من كتيبة
أزوف الأوكرانية اليمينية المتطرفة كدليل مزيف عن الإبادة التي يتعرض لها الروس في
أوكرانيا.