قالت منظمة حقوقية غير حكومية في إيران، إن قتلى جددا سقطوا خلال الاحتجاجات التي تشهدها المناطق ذات الغالبية الكردية شمال غرب البلاد.
وأعلنت منظمة "هنكاو"، أن ثلاثة متظاهرين على الأقل قتلوا السبت برصاص قوات الأمن الإيرانية، في كردستان في شمال غرب البلاد، خلال احتجاجات أشعلتها وفاة مهسا أميني.
وقالت المنظمة التي تتخذ من النرويج مقرا لها، إن "القوات الحكومية القمعية فتحت النار السبت على المتظاهرين في بلدة ديفانداره فقتلت ثلاثة مدنيين على الأقل".
وتقول منظمات حقوقية، إن احتجاجات وفاة مهسا أميني، أدت إلى مقتل 342 شخصا، وفقا لمنظمة حقوق الإنسان في إيران التي تتخذ في أوسلو مقرا، بينما حُكم على عدد من الأشخاص بالإعدام وأوقف أكثر من 15 ألفا.
وأشارت منظمة حقوق الإنسان في إيران إلى أن القتلى المذكورين قضوا في 22 محافظة من أصل 31، من بينهم 123 في سيستان بلوشستان و32 في محافظة كردستان، مسقط رأس أميني.
"استيلاء على جثة متظاهر"
واندلعت احتجاجات خلال الليل في بلدة بوكان في كردستان حيث فتح الحرس الثوري النار على أفراد أسرة كانت تشيّع متظاهرا، ونقلت جثته من المستشفى قبل دفنها في مكان لم يكشف عنه، وفق "هنكاو".
ويتّهم ناشطون قوات الأمن الإيرانية بإجراء عمليات دفن سرية لمتظاهرين قتلتهم، لمنع اندلاع مزيد من العنف في جنازاتهم.
وقالت "هنكاو": "الليلة الماضية، بعدما هاجمت قوات الحرس الثوري الإسلامي مستشفى شهيد قلي بور في بوكان، فإنها استولت على جثة شهريار محمدي ودفنته في مكان سرّي" مضيفة أن القوات "فتحت النار على أسرته وألحقت إصابات بخمسة منهم على الأقل".
وأظهر مقطع فيديو نشره مرصد "1500تصوير" مئات الأشخاص السبت قرب مهاباد في محافظة أذربيجان الغربية يسيرون على طريق للمشاركة في جنازة الشاب كمال أحمدبور الذي قتل برصاص قوات الأمن.
وقالت "هنكاو" لوكالة فرانس برس: "قوات الجمهورية الإسلامية الإيرانية زادت بشكل كبير من استخدام أسلحة فتاكة في الهجمات على المتظاهرين في الأيام الخمسة الماضية".
وأفادت المنظمة الحقوقية بأن قوات الأمن قتلت 25 شخصا على الأقل في كردستان منذ الثلاثاء، عندما احتشد متظاهرون في الشوارع مع ذكرى حملة القمع الدامية لتظاهرات تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 التي بدأت احتجاجا على زيادة أسعار الوقود وواجهتها السلطات بالقوة وقتل خلالها مئات الأشخاص.
ولفتت المنظمة إلى "قتل 23 شخصا بنيران مباشرة وواحد تحت التعذيب وآخر بطعنات بسكاكين".
وقتل ما لا يقل عن 12 عنصرا في قوات الأمن خلال ثلاثة أيام من الاحتجاجات التي تمت الدعوة إليها لإحياء ذكرى 15 تشرين الثاني/ نوفمبر، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى مصادر رسمية.
اقرأ أيضا: قتلى من المتظاهرين غرب إيران.. ومقتل مسؤول أمني "ضربا"
خامنئي: فشل قريب
توقع المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، أن المظاهرات التي انطلقت منذ منتصف أيلول/ سبتمبر الماضي، ستنتهي وتفشل قريبا.
وقال خامنئي في خطاب السبت، إن "تقدم الجمهورية الإسلامية يلغي منطق الديمقراطية الليبرالية".
وخلال استقبال جمع من أهالي أصفهان، قال خامنئي: "منطق الديمقراطية الغربي أدى إلى نهب العالم على مدى أكثر من قرنين بذريعة تحقيق الحرية والديمقراطية، حيث أصبحت أوروبا التي كانت تعاني من الفقر غنية على حساب معاناة العديد من الدول الثرية، وإفقارها مثل الهند والصين، وفي إيران لم يتم استعمارها بشكل مباشر، إلا إن الغرب فعل فيها ما يحلو له".
وعن المظاهرات اليومية قال خامنئي إن "العناصر التي تقف وراء أعمال الشغب لم تتمكن من جر الناس بالخروج إلى الشوارع، والآن تسعى إلى استمرار هذه الأعمال للضغط على المسؤولين، إلا إن هذه الأعمال ستنتهي، وإن كراهية أبناء الشعب ستزداد تجاه هذه العناصر".
وتابع: "الشعب الإيراني سيواصل نشاطه وأعماله أكثر من قبل".
وأضاف أن "العدو ورغم كل هذه المساعي فقد فشل، ورغم أنه سعى وراء خلق مشاكل لإيران كفرض الحظر عليها، واغتيال علمائها النوويين، واللجوء إلى كثير من الحيل السياسية، والأمنية، فإنه بات عاجزا عن وقف تقدم الشعب الإيراني".
تنديد بالصمت
وندّدت طهران السبت بـ"صمت" المجتمع الدولي بعد هجمات دامية شهدتها عدّة مدن إيرانية، ووصفتها الحكومة بأنها أعمال "إرهابية".
وتتهم طهران، التي تعتبر معظم هذه التظاهرات "أعمال شغب"، قوات خارجية بالوقوف وراء حركة الاحتجاج في محاولة لزعزعة استقرار الجمهورية الإسلامية.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان نشرته وكالة أنباء "إرنا" الرسمية إنّ "الشعب الإيراني والمجتمع الدولي شهدا في الأيام الأخيرة أعمالاً إجرامية من قبل مجموعة من الإرهابيين لا تعرف الرحمة ضدّ المواطنين الأبرياء والمدافعين عن أمن إيران في مدن إذة وأصفهان ومشهد".
وأضافت الوزارة أن "الصمت المتعمّد للمروّجين الأجانب للفوضى والعنف في إيران، في مواجهة العمليات الإرهابية... ليس له نتيجة سوى تشجيع الإرهابيين وتعزيز الإرهاب في العالم".
مظاهرة في روما
شهدت العاصمة الإيطالية روما، السبت، مسيرة احتجاجا على وفاة الشابة مهسا أميني.
وشارك في المسيرة التي انطلقت من ميدان الجمهورية الشهير وانتهت في ميدان فيتوريو إيمانويل نحو 1500 متظاهر.
وندد المتظاهرون بمقتل واعتقال عدد كبير من المحتجين الإيرانيين على وفاة "أميني".
ورددوا هتافات من قبيل "المرأة، الحياة، الحرية"، رافعين لافتات عليها عبارات تدعو إلى ضرورة حصول المرأة على الحرية.
وطالب المتظاهرون المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوضع حد للأوضاع الراهنة (القمع) في إيران.
وفي 16 أيلول/ سبتمبر الماضي، اندلعت احتجاجات بأنحاء إيران إثر وفاة الشابة أميني (22 عاما) بعد ثلاثة أيام على توقيفها لدى "شرطة الأخلاق" المعنية بمراقبة قواعد لباس النساء.
وأثارت الحادثة غضبا شعبيا واسعا في الأوساط السياسية والإعلامية بإيران، وسط روايات متضاربة عن أسباب الوفاة.
إيران تستدعي سفير النرويج.. ولاعب يتضامن مع الاحتجاجات