استدعت وزارة الخارجية الإيرانية، مساء الاثنين، سفير النرويج لديها للاحتجاج على ما سمته "تعليقات تعتبر تدخلا في شؤونها" من جانب رئيس البرلمان النرويجي دعما للمظاهرات المناهضة للحكومة.
وتتهم طهران قوى أجنبية بإثارة الاضطرابات التي بدأت بعد وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني، التي احتجزتها شرطة الأخلاق بزعم ارتدائها ملابس غير مناسبة في انتهاك للقواعد الصارمة المفروضة على النساء.
وأفادت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية بأن إيران "أدانت بشدة التعليقات... التي أدلى بها رئيس البرلمان النرويجي والتي تمثل أيضا إصدار حكم، وهي غير صحيحة".
وهذه هي المرة الثانية التي تستدعي فيها وزارة الخارجية الإيرانية السفير خلال الشهرين الماضيين.
وقال مسعود ستايشي المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية اليوم الثلاثاء، إنه تم توجيه أكثر من ألف تهمة مرتبطة بأحداث الشغب التي تشهدها البلاد في الآونة الأخيرة.
ولفت إلى أنه تم توجيه التهم إلى 1024 شخصا في طهران على صلة بأعمال الشغب.
لاعب يحتج
عبر لاعب إيراني لكرة القدم الشاطئية عن تضامنه مع الاحتجاجات في بلاده، خلال بطولة تقام في الإمارات.
وفاز الفريق الإيراني الأحد في "كأس طيران الإمارات للقارات لكرة القدم الشاطئية" الذي جرى في دبي، بحصوله على هدفين مقابل واحد أمام البرازيل، بفضل هدف سدّده سعيد بيرامون.
وبدلاً من الاحتفال بهدفه، وقف بيرامون وقام بإيماءة واضحة بأصابعه تشبه المقص فوق رأسه لتقليد قصّ الشعر، وفقاً للعديد من مقاطع الفيديو المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتحوّل قصّ الشعر في داخل وخارج إيران إلى رمز للتضامن مع الاحتجاجات التي اندلعت على أثر وفاة مهسا أميني، بعد ثلاثة أيام على اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق التي اتهمتها بانتهاك قواعد اللباس.
وكان فريق كرة القدم الشاطئية يخضع في الأساس للتحقّق والمراقبة بعد عدم غنائه النشيد الوطني الإيراني قبل المباراة نصف النهائية، بحسب ما أظهرت الصور. وأدّت هذه الحركة إلى قطع البث المباشر عبر التلفزيون الرسمي، وفق قنوات تلفزيونية مقرّها خارج إيران.
كذلك، لم يحتفل الفريق عندما مُنح الكأس لفوزه باللقب الأحد، بل وقف ثابتاً مكتوف اليدين.
واحتفى رياضيون بالحركة التي قام بها بيرامون، إذ غرد نجم المنتخب وبايرن ميونخ سابقا، علي كريمي: "منتخب وطني إيراني بشرف".
فيما قال اللاعب السابق مهرداد بولادي "هذه اللعبة وهذا الفوز قد يُنسى، ولكن الإيماءة لا يمكن نسيانها".
تیم ملی ایرانِ با شرف
💚🤍❤️#با_شرفها #مهسا_امینی #وطنم_ایران pic.twitter.com/4xnyAkEo4T
تهديدات بالقتل
قال صحافيان إيرانيان يعملان في قناة "إيران إنترناشونال" التلفزيونية الناطقة بالفارسية ومقرها لندن، إنهما تلقيا تهديدات بالقتل من طهران بحسب ما أفادت به المجموعة المالكة للقناة الاثنين.
وكتبت "فولانت ميديا" Volant Media في بيان أن "الصحافيين الإيرانيين البريطانيين العاملين في المملكة المتحدة تلقيا تهديدات بالقتل من الحرس الثوري".
وبحسب المجموعة فقد تلقى الصحافيان "تحذيرات وتهديدات ذات مصداقية" الأمر الذي دفع شرطة لندن إلى "إبلاغ الصحافيين رسميا بأن هذه التهديدات تشكل خطرا داهما وموثوقا وكبيرا على حياتهما وأفراد أسرتيهما".
وقالت شرطة لندن في اتصال أجرته معها وكالة فرانس برس، إنها "لا تعلق على قضايا أمنية تتعلق بأفراد محددين".
وبحسب "فولانت ميديا" فقد "أبلغت شرطة لندن مباشرة صحافيين آخرين في القناة نفسها بهذه التهديدات".
ونقل البيان عن متحدث باسم القناة قوله: "إنها تهديدات صادرة عن دولة بحق صحافيين في المملكة المتحدة".
اقرأ أيضا: نواب بإيران يدعون لمعاقبة "أعداء الله".. وتحذير من قمع الطلاب
"إعدام بعد الموت"
أفادت منظمة "حقوق الإنسان في إيران" الاثنين بأن السلطات الإيرانية عمدت إلى شنق مدان بجرائم مخدرات تنفيذا لحكم بالإعدام صادر بحقه على الرغم من أنه كان قد قُتل في مواجهة مع حراس السجن.
والرجل يدعى نعمة الله براهوي، وفق المنظمة ومقرها النرويج، وكان من المقرر أن ينفّذ حكم بالإعدام شنقا صادر بحقه لإدانته بجرائم مخدرات في سجن زاهدان في محافظة سيستان بلوشستان في جنوب شرق إيران الأحد.
لكن المنظمة أوردت نقلا عن مصادر محلية أنه قُتل في شجار مع عناصر قبل تنفيذ الحكم الصادر بحقه، إلا أن السلطات وعلى الرغم من ذلك عمدت إلى شنقه لتجنيب حرّاس السجن أي مساءلة قانونية.
بدوره أفاد موقع "هال فاش" الإخباري الذي يعنى برصد الأحداث في سيستان بلوشستان وتلك التي تطال الأقلية السنية في إيران، بأن براهوي قُتل قبل تنفيذ الحكم.
وأورد الموقع أنه تم إيقاظ براهوي باكرا الأحد وأبلغ بأن حكم الإعدام الصادر بحقه سيُنفّذ. وعلى الأثر قاوم براهوي العناصر وقُتل بضربة على العنق وجّهها حراس السجن "بأداة حادة"، وفق الموقع.
ولدى براهوي ثلاث بنات لكن السلطات تمنع عائلته من رؤيته منذ سنوات.
ولم تؤكد السلطات الإيرانية هذه المعلومات، ولم تفد وسائل الإعلام الإيرانية بها، علما بأن الإعلام الإيراني ينشر غالبا أنباء تنفيذ أحكام الإعدام.
وبلغ عدد الإعدامات المسجّلة في إيران العام الماضي 314 على الأقل، وهي الحصيلة السنوية الأعلى في العالم، وفق منظمة العفو الدولية، علما بأن هذه الهيئة الحقوقية تشير إلى عدم توفر أي معلومات حول أحكام الإعدام المنفّذة في الصين حيث تبدي اعتقادها بأن آلاف الأشخاص يُعدمون سنويا.
وبحسب منظمة "حقوق الإنسان في إيران" فإنه تم إعدام 462 شخصا في الجمهورية الإسلامية هذا العام.
ويقول ممثلون عن البلوش السنة المقيمين في سيستان بلوشستان إن عمليات الإعدام تنفّذ بحق أبناء المنطقة بطريقة غير متناسبة، كما أن سكانها يعانون من التمييز.
مؤخرا تحوّلت المحافظة إلى منطقة توتر شديد مع مقتل أكثر من مئة شخص بيد قوات الأمن في سيستان بلوشستان منذ 30 أيلول/ سبتمبر، وفق "حقوق الإنسان في إيران".