مع تفاقم التحديات الأمنية وتوتر العلاقات السياسية لدولة الاحتلال مع العديد من البلدان، تظهر أمام وزير الخارجية المحتمل في الحكومة القادمة، جملة من "المهام العاجلة" قبل أن "يتورط" الاحتلال في نزاعات دبلوماسية مع دول أخرى، مما قد يستدعي بنظر بعض السياسيين إجراء تغيير في السياسة الخارجية للاحتلال، وفق إعلام عبري.
والإرث الدبلوماسي الذي تركه وزير الخارجية المنتهية ولايته يائير لابيد، يلقى اتهامات من قبل اليمين الإسرائيلي بسبب تدميره أكثر من عقد من العمل السياسي بقيادة بنيامين نتنياهو حين شغل ذات المنصب بين عامي 2009-2021، بل إن الاتهامات اليمينية وصلت إلى حد أن لابيد لم يستوعب ما يدرسه طالب السنة الأولى في العلاقات الدولية.
وذكر إيلي حيزان السفير الدولي لحزب الليكود أن "وزير الخارجية الإسرائيلي القادم سيدخل إلى عالم تغير بشكل كبير خلال فترة زمنية وجيزة، مما يضع على أجندته أربع مهام رئيسية يجب أن يقوم بها، أولها الحرب ضد إيران، بعكس ما تعهد به لابيد عند توليه منصبه للأمريكيين بسياسة "لا مفاجآت"، وهي سياسة غير مسؤولة، وفي وقت لاحق، وعد نفتالي بينيت الرئيس جو بايدن بأن إسرائيل ستبقي انتقادها للاتفاق مع إيران في الغرف المغلقة".
وأضاف في مقال نشره موقع ميدا، وترجمته "عربي21" أن "وزير الخارجية الجديد مطالب بالتوضيح للحلفاء أن هذه السياسة لا تنطبق على الحكومة الجديدة، مما يعني العودة مجددا لتركيز جهوده المقنعة بمعارضة الاتفاق النووي، وزيادة العقوبات على إيران، بجانب ممارسة التهديدات العسكرية".
وإضافة لذلك، تابع حيزان بالقول إنه على الوزير أن "يعيد الثقة مع دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، بعد أن تخلى الأمريكيون عنها، وتقوية العلاقات معها، وإعادتها للواجهة ضد الإيرانيين".
وأشار إلى أن "المهمة الثانية تتمثل بالتواصل مع جماهير جديدة، فالعالم يتغير بسرعة، مما ينعكس بشكل واضح في مجال التركيبة السكانية".
ومضى بالقول: "لدى إسرائيل تواصل محدود العلاقة مع الجماهير التي تكتسب أهمية في البلدان التي يعيشون فيها، ومنهم مثلا ذوو الأصول الإسبانية والأفريقية في الولايات المتحدة، والمسلمون في البلدان الأوروبية، خاصة بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وقد يؤدي التقرب من هذا الجمهور لتغيير موقفهم تجاه دولة الاحتلال، بزعم أن جزءًا كبيرًا منهم لا يرفضونها".
اقرأ أيضا: أحزاب إسرائيلية تسعى لمضاعفة الاستيطان بالأراضي المحتلة
وأوضح أن "المهمة الثالثة تكمن في تعزيز التحالف مع أنصار إسرائيل في الاتحاد الأوروبي، حيث يمكن تقسيمه إلى مؤيدي الدولة القومية وأنصار الدولة فوق الوطنية، حتى لو لم يتفقوا معنا مائة بالمائة، مثل المجر وبولندا، من خلال "تسخيرها" لصالحنا، ومعارضة الدول الأوروبية الأخرى إن عارضتنا، بعد أن ساهم لابيد في إبعاد المجر وبولندا عنا، ولذلك هناك حاجة ملحة لإعادتهم إلى حظيرتنا، خاصة بعد انتخاب حكومات يمينية في السويد وإيطاليا، وتبحث عن علاقة مع إسرائيل".
وأكد سفير الليكود أن "المهمة الرابعة هي محاربة فكرة الدولة الفلسطينية، وإلغاء مبدأ الدولتين، وتغييب الخيار الفلسطيني مرة أخرى عن الطاولة، والتوضيح للعالم أن الاعتراف بهذه الدولة سيشكل تهديدًا خطيرًا لإسرائيل، أمنياً ودبلوماسيا".
وأضاف: "لدينا الأدوات لمعارضة ذلك، خاصة بعد أن تحولت إسرائيل قوة اقتصادية نامية، يحتاجها العالم، بتسخير التكنولوجيا العلمية والقدرات الاقتصادية لدول أخرى، مما سيخفف الضغط على قضية الدولة الفلسطينية".
وتأتي هذه المهام الأساسية أمام وزير خارجية الاحتلال الجديد، الذي لم تعرف هويته بعد، في ظل ما تواجهه دولة الاحتلال من إخفاقات وتراجعات على الساحات الدبلوماسية حول العالم.
وقد يتطلب إجراء تغييرات جوهرية في الآلة الدبلوماسية، باعتبارها جبهة قتالية متقدمة، في الموقع الأمامي للدبلوماسية الإسرائيلية، حيث يتهم الاحتلال أن العديد من دول العالم منحازة للفلسطينيين، وتنتهج سلوكا عدائيا تجاهه في ساحة المنظمات الدولية.
تحليل إسرائيلي: قلق من تحول "عرين الأسود" إلى ظاهرة
قائد سابق لجيش الاحتلال: وضع الضفة الأخطر منذ الانتفاضة
أخطر العمليات السرية لحرب الاحتلال البيولوجية في 74 عاما