سياسة عربية

انطلاق أعمال أول قمة عربية منذ ثلاث سنوات (شاهد)

تُعقد القمة يومي الأول والثاني من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري تحت شعار "لمّ الشمل"- واج

انطلقت مساء الثلاثاء، أعمال القمة العربية الـ 31 في الجزائر، وهي الأولى منذ ثلاث سنوات، تحت شعار "لم الشمل".

وبدأت الجلسة الافتتاحية بكلمة للرئيس التونسي قيس سعيد قبل تسليمه الرئاسة الدورية للقمة العربية إلى نظيره الجزائري عبد المجيد تبون. 

 

وتُعقد القمة يومي الأول والثاني من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري تحت شعار "لمّ الشمل"، بحضور ثلثي القادة العرب، وسط تمثيل منخفض لـ5 دول أخرى، مع استمرار غياب سوريا.

 

وتجري أشغال الدورة الـ31 بمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، رئيس السينغال ماكي سال، ورئيس حركة عدم الانحياز، الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف.

 

 

سعيّد.. حق فلسطين وأزمات تونس

 

وقال الرئيس التونسي خلال كلمته قبيل تسليم الرئاسة للجزائر: "نسلم أمانة الرئاسة العربية إلى الجزائر بعد 3 سنوات كانت استثنائية بكل المقاييس"، مضيفا أنه "نعيش حربا ضروسا في مواجهة من يريدون إسقاط الدول".


وأشار سعيد إلى أن "تونس تسلم رئاسة القمة العربية للجزائر في ظرف غير مسبوق من حيث حجم التحديات وتوالي الأزمات" لافتا إلى أن الحرب في أوكرانيا زادت من تفاقم أزمة الأمن الغذائي وأمن الطاقة في العالم.

وأوضح الرئيس التونسي: "لم ندخر أي جهد لأن تظل القضايا العربية في صدارة الاهتمامات وحرصنا على إعلاء الصوت العربي الموحد.. يمكننا القضاء على أسباب الفرقة والعمل على الاتفاق معا على التكاتف والتعاضد"

وأضاف أن شعار القمة "لم الشمل" يختزل ما نعيشه من شعور بضرورة تجاوز الأسباب التي أدت لأوضاعنا الحالية، موضحا: يمكننا تجاوز أسباب الفرقة والمضي قدما نحو مستقبل أفضل لأمتنا العربية بل وللعالم".

وأكد الرئيس التونسي على ضرورة حل جميع القضايا العادلة بناء على نفس المقاييس والمعايير الدولية، مشددا على أن يكون الحق الفلسطيني حاضرا في جداول أعمال كل المجموعات الدولية في مختلف المؤتمرات

وقال سعيد إن "الحق الفلسطي لا يمكن أن يسقط بالتقادم.. عملنا لأن يكون الحق الفلسطيني حاضرا على كل جداول مختلف الاستحقاقات والمؤتمرات الدولية.. ولا يمكن أن يعم السلام إلا باستعادة الحق الفلسطيني وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس".

 

تبون.. تكتل عربي

 

ومن جانبه، قال الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون إنه "يتعين علينا إزاء عجز الأمم المتحدة عن فرض حل الدولتين مضاعفة الجهود ودعم الفلسطينيين"، معربا عن "تمسكه بمبادرة السلام العربية باعتبارها الحل الوحيد للقضية الفلسطينية".

 

ودعا الرئيس الجزائري لتشكيل لجنة اتصال عربية لمخاطبة الأمم المتحدة لدعم نيل فلسطين العضوية الكاملة بالمنظمة، قائلا إن "قوات الاحتلال تقتل الأبرياء وتهدم منازل الفلسطينيين وتحاول تغيير المعالم التاريخية للقدس".

 

كما شدد تبون على بناء تكتل اقتصادي عربي منيع يحفظ مصالح العرب المشتركة، مشيرا إلى أن "الأمة العربية تشهد أزمات تتزامن مع تعاظم التحديات الداخلية والخارجية".

 

كما دعا الرئيس الجزائري في كلمته "الأشقاء في ليبيا وسوريا واليمن إلى الحوار من أجل التوصل لحلول توافقية داخلية"، مشيرا إلى أن الأزمات في تلك البلدان "لا تزال تبحث عن سبيل للحل".

 

والأحد، اختتم وزراء الخارجية العرب، اجتماعاتهم التحضيرية للقمة العربية التي تحتضنها الجزائر، حيث تتصدر القضية الفلسطينية جدول أعمال القمة وأهم بنود "إعلان الجزائر"، إضافة للأمن العربي، والأزمات في 6 دول عربية.

 

أبو الغيط.. أزمات عربية

 

ومن جانبه، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن انعقاد القمة العربية جاء في وقته، خصوصا ان العالم يشهد  تغيرات غير مسبوقة، مشيرا إلى أن المنطقة العربية، تقع في قلب الأزمات، فمن جهة تعتبر ركيزة اساسية في معادلة امدادات  الطاقة واسعارها العالمية، معتبرا أنها  الضحية الاولى للتغير المناخي.

 

كما لفت أبو الغيط إلى أن المنطقة تعاني من تهديد لأمن الغذائي، وتقع دولها ضمن نطاق الفقر المائي، فضلا عما تواجهه بعض دولها من تصرفات غير قانونية من جانب جيرانها من شأنها تعريض أمنها المائي للخطر.

 

كما دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى تسوية سلمية جادة وندعو جميع دول العالم للانضمام في هذا النضال السلمي للاعتراف بالدولة الفلسطينية، مشيرا إلى أن "تصعيد الاحتلال في فلسطين ينذر بما هو أسوأ والعالم يقف للأسف الشديد مكتوف الأيدي ويكتفي بالكلام".

 

وأشاد أبو الغيط بنضال الشعب الفلسطيني: "يمارس إخوتنا في فلسطين صمودا أسطوريا وقضيتهم قضيتنا جميعا".

 

وقال إن "الإجماع العربي ما زال منعقدا على حل الدولتين كسبيل لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".

 

وحول ملفي ليبيا واليمن، أوضح أبو الغيط: "ندافع عن ليبيا والأمور تحتاج إلى مزيد من مرونة الأطراف الليبية بمساعدة عربية.. ونستمر في دعمنا للحكومة الشرعية في اليمن لمصلحة الشعب اليمني".

 

وقال: "الحوثيون يواصلون عرقلة الحل في اليمن.. والتطورات في سوريا بحاجة إلى جهد عربي وإبداء المرونة وستواصل جامعة الدول العربية مراقبة الوضع في ليبيا".

 

غوتيرش.. أزمات دولية

 

ومن جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، لدى حضوره كضيف شرفي في القمة العربية إن "عالمنا يواجه أزمات عديدة ويجب التعاون للمضي قدما"، مضيفا أنه "من غير المعقول أن تدفع دول بريئة ثمن تغير المناخ الذي تسببت به دول أخرى".


ودعا غوتيرش إلى "تقديم الدعم السخي للأمم المتحدة من أجل دعم كل من فلسطين واليمن وسوريا وليبيا ولبنان"، قائلا: "يمكنكم الاعتماد على منظمة الأمم المتحدة لتحسين العلاقات معكم لتحسين ظروف معيشة الشعوب العربية".

 

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على أن "الحكومات في نصف العالم تقريبا بما فيها حكومات الدول العربية والإفريقية لا تحصل على ما يكفي من تمويل.. ولهذا يجب بذل كل ما بوسعنا لنجاح مبادرة البحر الأسود للحبوب لضمان الوصول إلى الدول العربية والأفريقية".

 

 

الاتحاد الأفريقي.. دفاع عن فلسطين

 

وفي السياق، أكد رئيس الاتحاد الإفريقي، الرئيس السينغالي، ماكي سال، أن "المغرب الكبير هو همزة وصل"، معتبرا أن الاتحاد الإفريقي والعرب يمشون على خطى واحدة، ومضيفا: "سندافع على قضية فلسطين مثلما تفعل جامعة الدول العربية".

 

عدم الانحياز.. اتحاد عربي 

 

بدوره قال رئيس حركة عدم الانحياز، الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف إن "البلدان العربية تضامنت مع أذربيجان ونحن نشكرها على ذلك".

 

وأشار رئيس حركة عدم الانحياز إلى "مجازر فرنسا في الجزائر لا يجب أن ينساها العالم بتاتا".

 

وأضاف الرئيس علييف خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية: "لن ندخر مجهودا لتعزيز الوحدة العربية.. نود توطيد العلاقات مع الدول العربية والتضامن بيننا".