أعلن المعارض التشادي ورئيس منصة قطر التفاوضية سابقا، بشير الخليل حمدي، رفضهم التام للمخرجات والنتائج التي انتهى إليها الحوار الوطني الشامل، مؤكدا أن "تلك النتائج كانت جاهزة ومُعدّة سابقا قبل بدء الحوار من الأساس، واتضح للجميع أنها نتائج مخزية ومشينة للشعب التشادي وللعالم الخارجي، ونحن سنسقط النظام قريبا".
وقال، في تصريحات خاصة لـ"عربي21": "لقد كنّا ندرك جيدا منذ البداية طبيعة النتائج التي سينتهي إليها هذا الحوار اللاوطني غير الشامل، لأن مُقدمات ومؤشرات هذا الحوار كانت واضحة جدا خلال المفاوضات التي عُقدت سابقا في العاصمة القطرية الدوحة، وهو ما حذرنا منه".
والسبت، قرر "الحوار الوطني الشامل" في تشاد تمديد المرحلة الانتقالية السابقة لإجراء انتخابات مدة سنتين على الأكثر، ما يسمح بإبقاء رئيس المجلس العسكري الحاكم، محمد ديبي إتنو، على رأس الدولة ويتيح له الترشح للرئاسة بعد ذلك.
كما وافق المندوبون في "الحوار الوطني" على أن يكون بمقدور "ديبي إتنو" الترشح لرئاسة البلاد، بعد أن أصبح بموجب هذه الإجراءات "رئيسا انتقاليا" لتشاد.
احتقان متصاعد
وأضاف المعارض التشادي: "أعطينا الرأي العام التشادي الوقت الكافي كي يشهد على أبعاد وكيفية إجراء ما يسمى بالحوار الوطني الشامل الذي كشف كل الأمور التي كانت تُخفيها فرنسا؛ فقد فُضح الآن كل الظلم والقهر والنهب وجميع الممارسات الاستبدادية والفاسدة".
وتابع: "هذا الحوار كشف بشكل جلي للرأي العام المحلي والدولي البنيان الواهي للنظام العسكري الحاكم من طغيان وفساد وفقر، وبالتالي نحن نضع أمام أعين المجتمع الإقليمي والدولي، وكل أصدقاء الشعب التشادي، هذه المخرجات والنتائج المتردية للغاية"، مُحذرا من أن "الاحتقان سيتصاعد أكثر خلال الفترة المقبلة".
ودعا القوى الإقليمية والدولية إلى "الوقوف بجوار الشعب التشادي في كفاحه من أجل الحرية والعدالة والكرامة والسلام؛ فلا بد من دعم ومساندة الذين يطالبون بسيادة دولة العدل والقانون التي تعطي جميع المواطنين -بلا استثناء- حقوقهم وحرياتهم، ومن أجل إقرار وترسيخ الاستقرار والسلم الاجتماعي في البلاد والمنطقة".
ورأى رئيس منصة قطر التفاوضية سابقا، أن "كل دول الجوار مُطالبة اليوم بألا تدعم أو تساند هذا النظام الحاكم بأي صورة من الصور، بل يجب عليهم أن يرفعوا أيديهم عنه، وأن يخلُّوا بيننا وبينه، وإلا سيحاسبهم الشعب التشادي أمام التاريخ، لأننا نعتبر كل مَن يساند هذا النظام عدوا لنا ولا يمكن أن يكون صديقا لنا".
و"منصة قطر التفاوضية" هي إحدى المنصات الثلاث التفاوضية التي تكونت بداية انطلاق المفاوضات في العاصمة القطرية الدوحة، وتضم عددا من الحركات السياسية العسكرية برئاسة بشير الخليل حمدي، لكنها انشطرت إلى نصفين حينما قاربت المفاوضات على نهايتها، حيث وقع جزء من حركات المعارضة على الاتفاقية بكيفيتها الحالية وذهب إلى أنجمينا، وبقي الجزء الآخر رافضا للتوقيع.
اقرأ أيضا: زعيم المعارضة التشادية: الحوار الوطني سينتهي لنتائج "سارة"
معاناة قاسية
واستطرد حمدي، الذي يشغل منصب المنسق العام للمنسقية الوطنية من أجل التغيير والإصلاح "CNCR"، ومؤسس ورئيس الحركة الديمقراطية التصحيحية "MDR"، قائلا: "نحن نمد أيدينا ونفتح قلوبنا لكل مَن يريد الخير للشعب التشادي، ونناشدهم الوقوف معنا ومساعدتنا لخلاص الشعب من هذا الاستبداد والفساد والقمع والظلم الذي فاق كل الحدود".
وأردف: "نعلن أننا من الآن فصاعدا لن نسكت مطلقا على هذا الوضع المتردي للغاية، بل سنسعى بكل السبل والوسائل الممكنة والمتاحة لإنهاء معاناة شعبنا الحر الأبي؛ فالمعاناة القاسية والمريرة لم تعد خافية على أي أحد في الداخل أو الخارج، ولم يعد هناك أي مبرر أو ذريعة للصمت على ما يحدث أو القبول بما يجري".
وأشار المعارض التشادي إلى أن "رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي، أدان وانتقد النظام التشادي؛ فقد اعترف بتورطه في ظلم وجرائم مختلفة، لذلك نطلب منه، ومن الاتحاد الأفريقي الذي يترأسه، أن يدعموا صوت الحق ويؤيدوا تحركات وتطلعات شعبنا في الحرية والعزة والكرامة".
توحيد المعارضة
ونادى حمدي "جميع المعارضين التشاديين على اختلاف أطيافهم داعيا إياهم لتنسيق جهودهم سواء في الداخل أو الخارج من أجل سرعة الإطاحة بسلطة الأمر الواقع ورفع الظلم الواقع على شعبنا".
واختتم حمدي بقوله: "نشدّد على أننا من الآن فصاعدا نحمّل النظام الحاكم كل ما يحدث من عمل مهما كان نوعه أو مكانه أو زمانه، لأنه هو المسؤول الأول والأخير عما حدث أو يحدث أو سيحدث منذ مجيئه وحتى رحيله الذي بات قريبا".
وكانت أعمال الحوار الوطني الشامل بين المجلس العسكري الحاكم والمعارضة المدنية، قد انطلقت في العاصمة التشادية أنجمينا، يوم السبت 20 آب/ أغسطس الماضي، بعد تأجيله مرات عدة.
يُذكر أن الأطراف التشادية كانت قد وقعت في 8 آب/ أغسطس الماضي، "اتفاق الدوحة للسلام"، تتويجا لمفاوضات استضافتها قطر لمدة 5 أشهر بين الفصائل المعارضة، والمجلس العسكري الانتقالي الحاكم بمشاركة إقليمية ودولية.
يشار إلى أنه في 20 نيسان/ أبريل 2021، أعلن الجيش التشادي عن مقتل رئيس البلاد، إدريس ديبي (68 عاما)، متأثرا بجراح أصيب بها خلال تفقد قواته في الشمال، حيث يشن المتمردون هجوما لإسقاط نظامه الحاكم منذ العام 1990.
وقُتل ديبي بعد ساعات من إعلان فوزه رسميا بولاية سادسة في انتخابات رئاسية أجريت في 11 نيسان/ أبريل الماضي.
وعقب مقتله، تم تشكيل مجلس عسكري انتقالي برئاسة نجله محمد (37 عاما) لقيادة البلاد لمدة 18 شهرا، تعقبها انتخابات.
زعيم المعارضة التشادية: الحوار الوطني سينتهي لنتائج "سارة"