صحافة إسرائيلية

دعوة إسرائيلية لتأجيل ضرب "الأعداء" خشية "سيناريوهات الرعب"

تنطلق هذه الدعوات من فرضية مفادها ضرورة ضمان ما يوصف بـ"التدمير المتبادل"- جيتي

في الوقت الذي تواجه فيه دولة الاحتلال جملة من التحديات الأمنية والتهديدات العسكرية، تتزايد الأصوات المطالبة بأن تستعد بشكل حقيقي لما تصفها بـ"سيناريوهات الرعب"، وفق إعلام عبري.

 

وفي ظل ما يبديه "أعداؤها" من جاهزية مستمرة لخيار المعركة التي قد تبدو أقرب مما يتصور الجانبان، يكتفي قادة الاحتلال من الساسة والعسكريين بإطلاق التصريحات الرنانة والتهديدات بالحرب.


وتتزامن هذه الدعوات مع ما تعيشه دولة الاحتلال من حالة عدم استقرار سياسي وحزبي مما أسفر عن حالة من الإحباط التي أصيب بها الإسرائيليون بسبب انخراطهم في خمسة سباقات انتخابية متواصلة خلال أربع سنوات.

 

وفيما تواصل دولة الاحتلال إطلاق تهديداتها ضد الملف النووي الإيراني من خلال فرضية الهجوم على المنشآت النووية، لكنها تفتقر في الوقت ذاته للقدرة على حماية الجبهة الداخلية المدنية وبنيتها التحتية. 


وأشار المؤرخ العسكري ومحلل الدراسات الاستراتيجية، يوسي بلوم هاليفي، إلى أن "جملة من التطورات العسكرية والأمنية في السنوات الأخيرة تلقي بظلالها السلبية على دولة الاحتلال، سواء في الاستعداد الأمريكي لاستئناف الاتفاق النووي الإيراني من جهة".

 

كما أضاف: "أو استفادة إيران والصين وروسيا بسبب تآكل العقوبات المفروضة على الأولى من جهة ثانية، وتنامي حيازة الأسلحة الثقيلة في الشرق الأوسط من جهة ثالثة، بما يخلق معادلة متطورة مع الغرب لتحالف مضاد جديد وقوي".

 

اقرأ أيضا: "الشاباك" يحذر من خطورة الانقسام الإسرائيلي الداخلي

 

وتابع في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "المنطقة التي تحيا فيها إسرائيل يتركز فيها معظم سكان العالم، وجزء كبير من إنتاجه وتجارته العالمية، بسبب تصاعد التهديدات العسكرية المتبادلة، مما قد يعرّض التحالف الهشّ الناتج عن اتفاقيات التطبيع للخطر، في حال اندلاع مواجهة عسكرية ما بين إسرائيل وواحدة من جبهاتها المشتعلة من حولها، حتى أن التوتر الهندي الباكستاني، وتطور الحرب الروسية الأوكرانية، وتصاعد التوتر الأمريكي الصيني حول تايوان، كلها قد تقود إلى صراعات دموية لا نهاية لها، وبالنسبة لإسرائيل قد تمثل تهديدًا وجوديًا".


وتدفع هذه التطورات الأمنية والعسكرية لظهور دعوات متزايدة في دولة الاحتلال لما يمكن تسميته تحسين كفاءتها وقدراتها الفكرية والتشغيلية والاستخباراتية خشية اضطرارها لخوض حرب حرجة، خاصة بعدما يصفها الإسرائيليون بـ"الاستسلام المخزي" للولايات المتحدة وحلف الناتو في المنطقة خلال السنوات الأخيرة، وآخرها الانسحاب من أفغانستان، مما يستدعي من إسرائيل أن تجري إصلاحًا شاملاً لنظرية أمنها القومي، وتعيد أولاً وقبل كل شيء بناء الذراع البرية لجيشها.


وتنطلق هذه الدعوات من فرضية مفادها ضرورة ضمان ما يوصف بـ"التدمير المتبادل" مع أي من الجبهات المتوترة حولها، التي ستشهد بالضرورة انخراطا لخيار المعركة البرية، كضرورة أساسية لحفظ سيطرة الاحتلال على الأراضي الفلسطينية والعربية التي يحتلّها.

 

وفي ظل ما تحوزه "القوى المعادية" للاحتلال من قدرة على إلحاق خسائر مدمرة بأرواح وممتلكات الجبهة الداخلية المدنية والبنية التحتية الأمنية، تفتقر فيه إسرائيل لقدرة ردع مثبتة، وفي هذه الحالة يمكن تأجيل خيار الحرب، والاستعداد لها بنظرية أمنية جديدة تشمل ضرورة استكمال تطوير وإنتاج حلول لاعتراض الصواريخ.