تجري التحضيرات
الإسرائيلية على قدم وساق لإتمام زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة الشهر المقبل،
حيث سيزور الأراضي الفلسطينية ودولة الاحتلال والسعودية، وستركز على أزمة الطاقة،
ورغبته بخفض أسعار النفط مع دول الخليج، بسبب حرب أوكرانيا، مع احتمال حدوث
انفراجة غير متوقعة في القضية الفلسطينية، وهو معني بإنجاح الزيارة بسبب انتخابات
التجديد النصفية للكونغرس منتصف نوفمبر، ورغبته بالترشح للانتخابات الرئاسية مرة
أخرى.
يرصد الإسرائيليون
ثلاثة أهداف أساسية لزيارة بايدن، أولها القضية الفلسطينية، وثانيها العلاقات
الثنائية بين واشنطن وتل أبيب، وثالثها أزمة الطاقة ومستقبل العلاقة مع السعودية،
وسط توقعات منخفضة في هذه الملفات مجتمعة، بسبب التعقيدات الكامنة في كل واحد منها
على انفراد.
الضابط السابق يوني بن
مناحيم، محرر الشؤون العربية في الإذاعة الإسرائيلية، ذكر أن "بايدن سيعلن
استئناف المساعدات المالية الأمريكية للنظام الصحي في القدس المحتلة، وهي عشرات ملايين
الدولارات أوقفتها إدارة ترامب، وربما تقديم مساعدة اقتصادية إضافية لمنع انهيار
السلطة الفلسطينية، مع مفاجأته من التطورات الإسرائيلية المتلاحقة في الساعات
الأخيرة، ورغم ذلك فلن يلغي الزيارة رغبة بعدم التدخل في النظام السياسي في
إسرائيل، رغم أن أحد أهداف زيارته كان محاولة تقوية حكومة بينيت- لابيد قبل
سقوطها".
وأضاف في مقاله بموقع
زمن إسرائيل، ترجمته "عربي21" أن "بايدن سيبحث في تل أبيب إقامة
تحالف دفاع جوي عربي إسرائيلي يضم مصر والأردن ودول الخليج ضد خطر الصواريخ
الباليستية والطائرات بدون طيار الإيرانية، وسيشمل مجموعة من التعاون
الاستخباراتي، وإنذارا مبكرا لتحديد واعتراض صواريخ البحر الإيرانية، كل دولة في
أراضيها، أما زيارته للرياض فهي تتزامن مع أزمة الطاقة العالمية، وبيده معادلة
يقدمها لولي العهد محمد بن سلمان بتأمين المملكة بالسلاح والدعم العسكري مقابل الحصول
على موارد النفط والطاقة".
كثير من الشكوك
الإسرائيلية تحيط بنجاح زيارة بايدن في تحقيق أهدافها، على الأصعدة الثلاثة:
الفلسطينية والإسرائيلية والسعودية، فالفلسطينيون ربما لن يكتفوا باستئناف الدعم
المالي فقط، على أهميته، في ظل إخفاق بايدن في إجبار الاحتلال على الدخول في مسار
سياسي، أو على الأقل يوقف جنون الاستيطان الذي تشهده الضفة الغربية، حتى عشية
زيارة بايدن، ودون توقف، في حين أن الإسرائيليين أنفسهم لديهم من المشاكل الداخلية
المتفاقمة التي تجعلهم لا يتفرغون لإدارة أي ملف باستثناء الانتخابات القادمة.
قد يعد من سوء الطالع
أن تأتي زيارة بايدن وسط حكومة إسرائيلية مستقيلة، مما يخفض من سقف التوقعات
بإبرام أي اتفاقيات مع حكومة تسيير أعمال، باستثناء القضايا المتفق عليها بين
المستويات الأمنية والعسكرية في واشنطن وتل أبيب، بغض النظر عمن يحكم فيهما.
أما بالنسبة للسعودية،
فإن أكثر ما يهم الإسرائيليين من الزيارة أن ينجز بايدن مع ابن سلمان اتفاق
التطبيع الكامل بين الرياض وتل أبيب، لكن من الواضح أن الطريق ما زالت طويلة
لإنجاز ذلك، لأسباب كثيرة، في معظمها سعودية، رغم أن ذلك ربما لن يحول دون إبرام
اتفاقيات أمنية وعسكرية سعودية إسرائيلية، تحت الطاولة، وبإشراف أمريكي، لمواجهة
النفوذ الإيراني المتصاعد في المنطقة.
وزير خارجية الاحتلال: زيارة بايدن ستقربنا من السعودية
شكوك إسرائيلية بأن تسفر زيارة بايدن عن تطبيع السعودية
سفير أمريكا لدى الاحتلال: الحرس الثوري لن يخرج من قائمة الإرهاب