في الوقت الذي تواجه فيه دولة الاحتلال تهديدات
أمنية وعسكرية محيطة بها، فإنها تعتبر ما تسميه الزخم الديموغرافي الفلسطيني تهديدا
لا يقل عن سابقه من تهديدات، مما يدفع الأوساط الإسرائيلية لاعتبار التفوق
الديموغرافي اليهودي قوة دافعة للدولة، حتى أنها تعتبره أحد أسس جعل إسرائيل حليفًا
استراتيجيًا للولايات المتحدة.
صحيح أنه في عام 2022، وخلافًا للاعتقاد
السائد، لم تتعرض إسرائيل للتهديد من قبل "قنبلة زمنية ديمغرافية فلسطينية"
في أراضي الضفة الغربية وداخل "الخط الأخضر"، لكنها تستمر في الاستجابة
للتركيبة السكانية الفلسطينية، بزعم أن الفلسطينيين يسعون لتضخيم تواجدهم السكاني
بنسبة 50٪.
يورام إيتنغر الباحث الإسرائيلي ذكر في مقاله
بموقع نيوز ون، ترجمته "عربي21" أن "إسرائيل هي الدولة الغربية
الوحيدة التي تتمتع بمعدل خصوبة مرتفع نسبيًا، المقصود به عدد الولادات لكل امرأة،
مما قد يغنيها عن استيراد كبير للعمالة الأجنبية، ويوسع قاعدة القوى العاملة الضرورية
لأمنها القومي، مع العلم أن معدل الخصوبة بين العرب والمسلمين بين فلسطينيي48
مقابل معدل الخصوبة اليهودي أعلى من معدلات الخصوبة في البلدان الإسلامية،
باستثناء دول جنوب الصحراء واليمن والعراق ومصر".
وأضاف أن "المعطيات الإسرائيلية تتحدث أن
عام 2022 شهد استمرارا لدى فلسطينيي48 في الاتجاه الغربي المتعلق بالولادات،
والانتقال من القرية إلى المدينة، ورفع مكانة المرأة، ودمجها في التعليم العالي،
وزيادة استخدام وسائل منع الحمل، في حين استمر الزخم الديموغرافي اليهودي، خاصة في
الوسط العلماني، بالتوازي مع انخفاض معتدل للغاية في معدل الإنتاجية الأرثوذكسية
المتطرفة، حيث شهد عام 2021 ميلاد 141،250 مولودا، بينما بلغ عدد المواليد الفلسطينيين
43،806 مواليد".
اقرأ أيضا: عدد الفلسطينيين تضاعف 9 مرات منذ نكبة 1948
تتحدث الإحصائيات الإسرائيلية التي يجب أن يحاط
بها كثير من الشكوك والتسييس أن عدد المواليد اليهود 76٪ من مجموع المواليد في
إسرائيل مقارنة بـ 69٪ في عام 1995، مما يعني ارتفاع معدل الخصوبة اليهودي
العلماني، بعد أن كان معدل الخصوبة بين فلسطينيي48 أعلى بمقدار 6 مواليد عن معدل
الخصوبة لدى اليهود.
ولكن منذ عام 2015، اختفت الفجوة، وأصبح العدد
متساويا 3.13 مواليد للمرأة اليهودية والفلسطينية على حد سواء، وبعد ذلك الحين بات
معدل الخصوبة لدى اليهود أعلى من الفلسطيني، لأنه في 2020، بلغ معدل الخصوبة لدى
اليهود 3 مواليد لكل امرأة، مقابل معدل خصوبة فلسطيني 2.99.
تضع الأوساط الديموغرافية جملة أسباب لزيادة
معدل المواليد اليهود، بينها التحدي الأمني، وتقليل عدد حالات الإجهاض، مع وجود
معدلات لافتة فيما تسمى سمة السكان اليهود الأصغر سناً، أمام معدلات الشيخوخة لدى
فلسطينيي48، لأن متوسط العمر المتوقع لديهم من الرجال 78 عاما، والمرأة 82 عاما،
فضلا عما تبذله الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة من توسيع موجه للبنية التحتية
للشباب اليهودي، مما يوفر أساسًا لاستمرار الزخم الديموغرافي على الأقل في الجيل
القادم.
وفي الوقت ذاته، يعطي الإسرائيليون لهذه
الأرقام دلالات سياسية وأمنية لا تخطئها العين، ومنها أن تنامي أعداد اليهود في
إسرائيل يزيد من جعلها حليفًا استراتيجيًا للولايات المتحدة، فبعد أن كان اليهود أقلية حين صدور قرار التقسيم عن الأمم المتحدة في عام 1947، بنسبة 39٪، فقد
تحولوا اليوم في 2022 إلى أغلبية بمعدل 68٪.
وبلغة الأرقام فإن هناك اليوم 7.5 ملايين يهودي، مقابل 2 مليون فلسطيني من داخل الخط الأخضر، رغم أن الأرقام الإسرائيلية لا تحوز على الثقة.
صحيفة عبرية: اغتيال قادة المقاومة ليس حلا سحريا
غضب إسرائيلي من تمسك الفلسطينيين بالمناهج الدراسية
كشف تفاصيل عملية "خداع" فاشلة حاول الاحتلال تنفيذها بغزة