أظهرت استطلاعات رأي في تركيا أجريت بالتزامن مع الغزو الروسي على أوكرانيا، تقدما في شعبية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بسبب سياسة التوازن التي اتبعها تجاه الحرب الجارية.
واتخذت السلطات التركية موقفا متوازنا تجاه الغزو الروسي على أوكرانيا، ولم تنضم إلى العقوبات الغربية المفروضة على موسكو رغم الضغوط التي مورست عليها، كما تمكنت تركيا من عقد لقاء بين وزيري خارجية كييف وموسكو في منتدى أنطاليا الدبلوماسي.
لكن استطلاع رأي أجري بداية العام الجاري، أظهر تحولا في تفضيلات السياسة الخارجية للشعب التركي تجاه روسيا والصين بدلا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
اللافت أن استطلاعات رأي مع الغزو الروسي لأوكرانيا، أظهرت عدم ثقة المجتمع التركي بحلف شمال الأطلسي "الناتو" في حال الاعتداء على تركيا، وترى بأن الرئيس أردوغان هو الرئيس الأقدر على حكم تركيا في حالة وقوع هجوم مثل أوكرانيا.
استطلاع "OPTİMAR "
وفي استطلاع رأي أجرته شركة "أوبتيمار"، ما بين 10- 16 آذار/ مارس الجاري، على 2002 شخص في 26 منطقة، يرى 70 بالمئة من المستطلعين أن المشكلة الرئيسية الأولى في تركيا هي الاقتصاد، فيما حصلت مشكلة البطالة على نسبة 7 بالمئة، والتعليم 5 بالمئة.
يشار إلى أن شركة "أوبتيمار" تميزت بأن توقعاتها في الانتخابات التركية الماضية، كانت الأقرب في النتائج.
اقرأ أيضا: استطلاع: الاقتصاد يشغل المجتمع التركي.. وإمام أوغلو يتراجع
وحول الحزب الذي بإمكانه حل مشكلة "الاقتصاد"، رأى 33.8 بالمئة من المستطلعين أن "العدالة والتنمية" هو الأقدر على حلها، فيما رأى 29.9 بالمئة حزب الشعب الجمهوري، وجاء حزب الشعوب الديمقراطي في المرتبة الثالثة بنسبة 7.1 بالمئة، وحزب الجيد في المرتبة الرابعة 6.7 بالمئة، فيما بلغ عدد أولئك الذين يثقون بحزب الحركة القومية 5.2 بالمئة.
وفي رد على تساؤل "من هو السياسي الأفضل لديك؟".. أجاب 32.9 بالمئة بأنه الرئيس أردوغان، فيما بلغت نسبة التأييد لكليتشدار أوغلو الذي جاء بالمرتبة الثانية نحو 11.3 بالمئة، بينما قال 10.6 بالمئة إنه أكرم إمام أوغلو، و10.2 بالمئة منصور يافاش.
وجاء صلاح الدين دميرتاش في المرتبة الخامسة بنسبة 6.7 بالمئة، تليه ميرال أكشنار بنسبة 5.4 بالمئة، ويليها دولت بهتشلي الذي حصل على نسبة 4.7 بالمئة، ثم عبد الله غل الذي حصل على نسبة 2.6 بالمئة.
وفي رد على تساؤل "إذا جرت الانتخابات اليوم لأي حزب ستعطي صوتك؟"، حصل حزب العدالة والتنمية على 38.7 بالمئة من آراء المستطلعين، وحزب الشعب الجمهوري 25.1 بالمئة (تراجع بنسبة 1 بالمئة مقارنة بالشهر الماضي)، وحزب الجيد 11 بالمئة، وجاء حزب الحركة القومية في المرتبة الرابعة بنسبة 10.5 بالمئة، أما حزب الشعوب الديمقراطي فقد حصل على 9.7 بالمئة.
وحصل حزبا "السعادة" و"الديمقراطية والتقدم" على نسبة 1.1 بالمئة، أما حزب المستقبل فقد حصل على نسبة 0.6 بالمئة.
وبحسب تقرير لصحيفة "صباح" التركية، يرى حلمي داشدمير، مدير عام شركة "أوبتيمار" أن الزيادة لصالح حزب العدالة والتنمية جاءت بسبب الدور الدبلوماسي الذي لعبته السلطات في الأزمة الجارية بين أوكرانيا وروسيا.
وفي رد على تساؤل "لمن ستصوت في الانتخابات الرئاسية؟"، قال 33.8 بالمئة للرئيس أردوغان، فيما قال 11.5 بالمئة لكليتشدار أوغلو، وكان في المركز الثالث إمام أوغلو الذي حصل على نسبة 10.7 بالمئة، فيما جاء منصور يافاش في المركز الرابع بنسبة 9.9 بالمئة.
ويقول عبد القادر سيلفي، في تقرير على صحيفة "حرييت"، إن الحرب الأوكرانية أثرت بشكل ملحوظ على نسبة التصويت للأحزاب والثقة في القادة.
وبحسب الاستطلاع أثير التساؤل "في حال نشوب حرب من تريد أن يقود الشعب التركي؟"، قال 34.7 بالمئة أردوغان، يتبعه كليتشدار أوغلو بنسبة 23.8 بالمئة، وهذا يشير إلى أن بعض الناخبين في حزب الشعب الجمهوري لا يرغبون بأن يكون كليتشدار أوغلو في الرئاسة خلال فترة الحرب.
وبلغت نسبة من يقول صلاح الدين دميرتاش 6.3 بالمئة، واحتلت ميرال أكشنار المرتبة الرابعة بنسبة 6 بالمئة، ويليها دولت بهتشلي بنسبة 5.2 بالمئة.
وبلغت نسبة من يجدون أن المبادرة الدبلوماسية التي نفذتها تركيا في منتدى أنطاليا الدبلوماسي بين روسيا وأوكرانيا ناجحة، 48.6 بالمئة، فيما بلغت نسبة الذين يقولون إنه يجب ألا تتدخل تركيا بين البلدين على الإطلاق 25.4 بالمئة.
ويرى 31.5 بالمئة أنه يجب على تركيا البقاء على "حياد" في الأزمة الأوكرانية، أما أولئك الذين يقولون إنه إذا قررت دول الناتو فرض عقوبات اقتصادية على روسيا، فإن تركيا يجب أن تنضم إليها تأتي في المرتبة الثانية بنسبة 16.6 بالمئة.
اقرأ أيضا: هل عززت إجراءات أردوغان الأخيرة شعبية "العدالة والتنمية"؟
استطلاع "أريدا سوفي" ما بين 26- 28 شباط/ فبراير
ووفقا لصحيفة "حرييت"، أجرت شركة "AREDA Survey" للأبحاث مسحا، وشملت العينة 2000 شخص ما بين 26- 28 شباط/ فبراير الماضي.
وردا على تساؤل "من هو القائد الذي يمكنه إدارة البلاد بشكل أفضل إذا تعرضت لهجوم مثل أوكرانيا"، أجاب 47 بالمئة من المستطلعين الرئيس أردوغان، فيما قال 13.8 بالمئة منصور يافاش، و10.2 بالمئة صلاح الدين دميرتاش.
وبلغ أولئك الذين قالوا أكرم إمام أوغلو 8.4 بالمئة، أما الذين قالوا كمال كليتشدار أوغلو 7.8 بالمئة، وسجلت ميرال أكشنار 3.7 بالمئة من آراء المستطلعين.
ويقول الكاتب عبد القادر سيلفي، إن الشعب التركي في أوقات الحرب والأزمات، لا يبدي تفضيلا تجاه كليتشدار أوغلو وميرال أكشنار في قيادة تركيا، وبفضل جهوده لتحقيق السلام في أوكرانيا، أصبح الرئيس أردوغان الأكثر شعبية.
وردا على تساؤل: "لمن ستعطي صوتك في انتخابات الرئاسة؟"، أجاب 48.5 بالمئة من المستطلعين للرئيس أردوغان، تبعه منصور يافاش بنسبة 21 بالمئة، و11.2 بالمئة لصلاح الدين دميرتاش، فيما حصل كليتشدار أوغلو على 8.6 بالمئة، وأكرم إمام أوغلو 4.4 بالمئة.
90.8 بالمئة لا يثقون بالناتو
وبحسب استطلاع الرأي، فإن 90.8 بالمئة يرون أن "الناتو" لن يدافع عن تركيا إذا تم الاعتداء على تركيا.
ورأى 82.6 بالمئة من المستطلعين آرائهم، أن الولايات المتحدة وأوروبا لعبتا دورا خاطئا تجاه الحرب الأوكرانية الروسية، وأنهما قامتا بتحريض أوكرانيا ثم تخلوا عنها.
هل تهدد "الألغام الأوكرانية" بالبحر الأسود مضيق البوسفور؟
لماذا تريد أوكرانيا إشراك تركيا كدولة ضامنة في حل الأزمة؟
كيف يؤثر التقارب التركي الأمريكي على قضيتي "F16" و"S400"؟