تزايدت المؤشرات على قرب غزو روسيا لأوكرانيا، برغم أن موسكو لا تزال متمسكة بالنفي الرسمي لذلك.
ونشرت وسائل إعلام أمريكية عدة تقارير نقلا عن مصادر استخباراتية، ترجيحها أن تشرع روسيا في الغزو بشكل رسمي، بعد غد الأربعاء.
إلا أن مستشار الأمن القومي جاك سوليفان، رفض تأكيد هذا الموعد، قائلا إن "غزواً روسياً لأوكرانيا قد يحدث في أي يوم، وإن الولايات المتحدة ستحاول حرمان موسكو من القدرة على شن عملية مباغتة لشن هجوم".
وتابع لشبكة "سي أن أن": "لا يمكننا التنبؤ باليوم بدقة، لكننا نقول الآن ومنذ بعض الوقت إننا نترقب ويمكن أن يبدأ غزو، يمكن أن يبدأ عمل عسكري كبير من جانب روسيا في أوكرانيا في أي يوم الآن. يشمل ذلك الأسبوع المقبل قبل نهاية الأولمبياد".
وساطة ألمانية
أكد
المستشار الألماني، أولاف شولتز، أن بلاده تعمل على تكثيف المفاوضات في إطار صيغة "نورماندي"
لحل الأزمة شرقي أوكرانيا، والتوصل إلى حل سلمي للأزمة الحالية بين أوكرانيا
وروسيا.
وشدد
في مؤتمر صحفي جمعه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الإثنين، على
ضرورة تخفيف التوتر في المنطقة، مؤكدا أن أي عدوان سيخلف نتائج اقتصادية
واستراتيجية خطيرة.
وأضاف:
"ليس هناك مبرر للنشاط العسكري الروسي على الحدود الأوكرانية".
وتوقع
أن تقدم روسيا خطوات واضحة لتخفيف التوتر، والاستفادة من عرض الحوار الأمني، مشيرا
إلى أن بلاده تعمل بشكل حثيث على إعداد حزمة عقوبات، كما أنها مستعدة لاتخاذ
القرار اللازم في أي لحظة.
وتابع:
"العقوبات المقترحة ستكون لها آثار وخيمة على الاقتصاد الروسي".
"عقوبات هائلة"
أكد وزراء مالية دول مجموعة السبع الاثنين، استعداد بلادهم لفرض عقوبات اقتصادية ومالية ذات "عواقب هائلة وفورية على الاقتصاد الروسي" خلال "مهلة قصيرة جدا" في حال شن هجوم عسكري على أوكرانيا.
وأعلن وزراء مالية الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وكندا وألمانيا وإيطاليا واليابان، في بيان، أن "أولويتنا الآنية هي دعم الجهود الرامية إلى نزع فتيل الأزمة".
لكن مجموعة الدول الكبرى السبع التي تترأسها ألمانيا هذه السنة توعدت بأن "أي عدوان عسكري روسي جديد ضد أوكرانيا سيقابَل برد سريع وفعال".
موسكو تهدد بحريا
نقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية، عن القوات البحرية، قولها إنها ستطلق النار على أي سفينة أو غواصة أجنبية تدخل مياهها الإقليمية.
ويأتي هذا التهديد بعد يوم من تقارير روسية، تحدثت عن أن مدمرة تابعة للأسطول الروسي في المحيط الهادئ، طردت غواصة نووية أمريكية خارج مياهها الإقليمية قبالة جزر الكوريل.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن طرد الغواصة الأمريكية جاء بعد رفض امتثالها لأوامر الطفو فوق سطح الماء.
"لا تغيير حقيقيا"
وقالت الحكومة الروسية إنه إذا تم إلغاء انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو فإن ذلك سيساعد على نحو كبير.
بيد أن "الكرملين"، ذكر الاثنين أنه لا يرى أن تصريحات السفير الأوكراني لدى لندن مؤشر على تغيير رسمي في موقف كييف بشأن رغبتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وأضاف أنه "إذا تخلت كييف عن نيتها في الحصول على عضوية الحلف، فإن ذلك سيساعد بشكل كبير على معالجة مخاوف روسيا الأمنية".
اقرأ أيضا: مع اشتداد نذر الحرب.. أوكرانيا تسعى لاجتماع مع روسيا
تحذير أمني أوكراني
بعث جهاز الأمن الأوكراني رسالة إلى المواطنين، حذرهم فيها من الانجراف خلف محاولات إثارة الذعر.
وذكر الجهاز الذي يقوم بدور جهاز المخابرات أيضا، أن هناك حملة ممنهجة لنشر الشائعات والمعلومات المغلوطة، التي من شأنها بث الرعب في نفوس الأوكرانيين.
واتهم في بيان بعض السياسيين بالمشاركة في بث الدعاية الروسية التي تضر بمصالح أوكرانيا.
وأضاف البيان: "يجب علينا جميعا التزام الهدوء والسكينة وعدم الانجراف وراء الشائعات".
علاقات في "الحضيض"
نقلت وكالة الإعلام الروسية عن الكرملين قوله إن العلاقات بين موسكو وواشنطن وصلت إلى "الحضيض" على الرغم من تزايد الحوار الثنائي مؤخرا، وذلك وسط اعتراضات غربية على تدريبات عسكرية كبيرة تجريها روسيا قرب حدودها مع أوكرانيا.
وقالت الولايات المتحدة أمس الأحد، إن روسيا قد تغزو أوكرانيا في أي وقت ويمكن أن تخلق ذريعة مفاجئة لشن هجوم، وأكدت تعهدها بالدفاع عن "كل شبر" من أراضي حلف شمال الأطلسي.
وحشدت روسيا أكثر من 100 ألف جندي بالقرب من أوكرانيا، لكنها نفت مرارا وجود أي نية لغزو جارتها واتهمت الغرب بالتصرف "بهستيريا".
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن هناك قنوات محددة للحوار، ومن بين الإيجابيات التواصل بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي جو بايدن، حيث تحدثا عبر الهاتف يوم السبت، لكن لا تزال العلاقات في جوانب أخرى يشوبها التوتر.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن بيسكوف قوله في مقابلة: "زعيما البلدين على تواصل، وهناك حوار على جبهات أخرى. هذا تطور إيجابي لأنك تعلم أنه قبل عامين فقط لم يكن هناك حوار، ولم تكن هناك مثل هذه الاتصالات على الإطلاق".
وأضاف: "لكن بالنسبة لبقية الجوانب، فإنه للأسف لا يمكن الحديث سوى عن سلبيات فقط في العلاقات الثنائية. وصلنا إلى مستوى متدن للغاية. إنها في الواقع في الحضيض".
يشار إلى أن أوكرانيا، وخلال الساعات الماضية، تسلمت عددا من شحنات الأسلحة من عدة دول حليفة.
وتسلمت أوكرانيا من ليتوانيا شحنة من صواريخ ستينغر الأمريكية المضادة للطائرات، في حين سترسل إستونيا صواريخ جافلين المضادة للدروع، وسترسل لاتفيا أيضا صواريخ ستينغر المضادة للطائرات.
وأعلنت السفارة الأمريكية في كييف عن وصول طائرتين من المساعدات العسكرية إلى كييف، في إطار الدعم الأمريكي لتعزيز دفاعات أوكرانيا.
دول تجلي رعاياها من أوكرانيا.. ومساع لمنع الغزو الروسي
غزو أوكرانيا يقترب.. دبلوماسيون روس وأمريكان يغادرون كييف
CNN تكشف فحوى اتصالات ضباط روس على حدود أوكرانيا