عقب ساعات قليلة على إعلان موافقة جيش الاحتلال على السماح للجيش المصري بزيادة قواته في مدينة رفح المصرية شمال شبه جزيرة سيناء، تباينت المواقف الإسرائيلية من هذه الخطوة، بين مؤيد ومعارض.
وفيما اعتبر بعض
الإسرائيليين هذه الخطوة بأنها تحمل مؤشرات دفء في العلاقات بين تل أبيب والقاهرة،
وتشهد على الثقة الكبيرة بين الطرفين، إلا أن البعض الآخر يرى أنها خطوة خطرة، لأن
الجانبين يعيشان فيما يصفانه "غابة الشرق الأوسط"، ما قد يؤذي
بإسرائيل.
دانيال سيريوتي، الكاتب في صحيفة إسرائيل اليوم، زعم أن "إسرائيل التي تدعم جارتها الجنوبية
في مصر في حربها ضد الجماعات المسلحة في سيناء، وافقت خلال لقاء القمة في القاهرة
الذي جمع بين رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينيت، في أيلول/ سبتمبر، على توصية من مسؤولي المؤسسة العسكرية، بالرد إيجاباً على طلب
مصر بزيادة عدد قواتها المسلحة للتواجد في رفح المصرية".
وأضاف في مقال
ترجمته "عربي21" أنها "المرة الأولى التي توافق فيها إسرائيل على
طلب مصر بالسماح بدخول قوات عسكرية إضافية إلى الأراضي منزوعة السلاح، على النحو
المتفق عليه في اتفاقية السلام بين البلدين، وهي خطوة تضع مصر مرة أخرى كقوة
إقليمية مؤثرة، بينما تعمل على تقوية علاقاتها السياسية والأمنية مع السعودية
والإمارات والأردن، وبالطبع إسرائيل".
ويتزامن القرار
الإسرائيلي مع خطوتين، أولاهما تأكيد السيسي في كل مناسبة على أهمية اتفاق السلام
مع إسرائيل، ومراعاته في جميع القرارات السياسية، وثانيتهما أنه رغم القوات المسلحة
المصرية المتمركزة في سيناء، لكنها تصاب بالإحراج؛ لأنها تقف عاجزة في وجه
التنظيمات المسلحة.
مع العلم أن
السيسي، الذي كان وزيراً للدفاع عندما نفذ الانقلاب على الرئيس الراحل محمد مرسي
الذي عينه في المنصب، وسبق أن شغل مناصب رفيعة في هيئة الأركان المصرية، أدرك منذ
البداية أهمية القضاء على تنظيم الدولة.
وفي الوقت ذاته،
تبرر المحافل الإسرائيلية المعارضة لإدخال قوات مصرية إضافية إلى سيناء، بالقول إن
انقلابين حدثا في مصر في العقد الماضي، أولهما الإطاحة بالرئيس الراحل حسني مبارك
من خلال ثورة يناير 2011، وثانيهما الإطاحة بالرئيس الراحل محمد مرسي من خلال
السيسي نفسه في 2013، ولذلك فإنها معرضة لزعزعة الاستقرار فيها مجددا، ما يحمل
مخاطر أمنية على إسرائيل من جبهتها الجنوبية مع سيناء.
ورأى الكاتب أن
الخلاصة الإسرائيلية تتمثل في الرغبة بإدارة العلاقة الاستراتيجية مع مصر، لاسيما
على الجانبين الأمني والعسكري، لكن على المستويات السياسية والأمنية والعسكرية في
تل أبيب، المسؤولة عن السماح بنشر القوات العسكرية المصرية، يجب أن تتذكر أنه في
"غابات" الشرق الأوسط يمكن أن يحدث أي شيء، ولا أحد يعرف ما الذي سيأتي
به اليوم التالي.
معاريف: قطر ليست صديقتنا وربما نقع "تحت رحمتها" بغزة
"ميتافيم": 53% من الإسرائيليين متشائمون من إدارة بايدن
هآرتس: التسهيلات بغزة بالتنسيق مع مصر هدفها تأجيل المواجهة