كتب

سيدات بيت النبوة.. أضواء على مكانة المرأة في حياة الرسول

مكانة المرأة في الإسلام من خلال استعراض سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلاقته بزوجاته
الكتاب: نساء النبي
المؤلف: الدكتورة بنت الشاطئ
الناشر: دار الهلال

في هذا الكتاب تأخذنا الدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ) إلى بيت النبوة لتصف لنا حياة أمهات المؤمنين مع الرسول صلى الله عليه وسلم كزوج، ومظاهر المودة والرحمة والحب العميق، ونزعة الأنثى السليمة الفطرة إلى الغيرة "وما لها ألا يغار مثلها على مثله!".

تقدم بنت الشاطئ سرداً تاريخياً جميلاً لسيدات بيت النبوة أمهات المؤمنين مبني على دراسة وتدقيق علمي. ولم تكتف د. عائشة عبدالرحمن بتقديم الصورة النبوية للبيت المحمدي، لكنها تقدم لنا صورة من البيت المسلم وكيف يجب أن يكون. الكتاب مقسَّمٌ إلى عشرة فصولٍ وجيزة، مع لغةٍ فصيحة، وأسلوب سردٍ سلس مميز.

وحياة "محمد" في بيته، تبدو رائعة في بشريتها، فقد كان يؤثر أن يعيش بين أزواجه رجلاً ذا قلب وعاطفة ووجدان، ولم يحاول ـ إلا في حالات الضرورة القصوى ـ أن يفرض على نسائه شخصية النبي لا غير، ونحن اليوم نقرأ عن تلك الحياة الزوجية، فيبهرنا ما فيها من حيوية فياضة لا تعرف العقم الوجداني، ولا الجمود العاطفي، وما ذاك إلا لأنه كان سوي الفطرة، فأتاح بذلك لنسائه أن يملأن دنياه الخاصة حرارة وحيوية، وينحين عنها ظلال الركود والفتور والجفاف.

وقد قدمت‮ "‬بنت الشاطئ‮" ‬في‮ ‬هذا الكتاب وصفاً‮ ‬دقيقاً‮ ‬لحياته الزوجية والأسرية،‮ ‬مع أمهات المؤمنين خديجة بنت خويلد،‮ ‬وسودة بنت زمعة،‮ ‬وعائشة بنت أبي‮ ‬بكر،‮ ‬وحفصة بنت عمر،‮ ‬وزينب بنت خزيمة،‮ ‬وأم سلمة،‮ ‬وزينب بنت جحش،‮ ‬وجويرية بنت الحارث،‮ ‬وصفية بنت حُيّي،‮ ‬وأم حبيبة،‮ ‬وميمونة بنت الحارث،‮ ‬كما تحدثت عن السيدة مارية القبطية أم ولده إبراهيم،‮ ‬وتمنّت لكل قارئ لهذا الكتاب،‮ ‬أن‮ ‬يرى شخصية الزوج المثالي‮ ‬الذي‮ ‬آمنت به زوجاته رسولاً،‮ ‬وأعجبن به بطلاً،‮ ‬وعاشرنه زوجاً،‮ ‬وشاركن في‮ ‬حياته قائداً‮ ‬ومجاهداً‮.‬

والحديث عن "نساء النبي" في بيته، لا بد أن يسبقه حديث عن الزوج، وبيته الذي أظلهن، فالواقع أنه لم يكن بيتاً واحداً، بل بيتين: أولهما في "مكة" حيث عاش "محمد" صلى الله عليه وسلم مع زوجته الأولى وحدها، وحيث أنجب، وواجه التحول الأعظم في حياته وفي حياة العرب والإنسانية جميعاً، وهذا البيت لم يعرف "الضرائر" إذ انفردت به السيدة خديجة رضي الله عنها، لم يتزوج عليها ولم تشاركه فيه، حتى توفيت، امرأة أخرى.

أما البيت الآخر فكان في "المدينة" حيث عاشت أمهات المؤمنين جميعاً ماعدا السيدة خديجة رضي الله عنهن.

وفي الحديث عن رب البيت الذي أظلهن، لا تقدم المؤلفة سرداً للسيرة النبوية، أو عرضاً لأمجادها، وإنما تقف عند جانب بعينه، هو "محمد" الزوج، النبي الإنسان الذي أظل بيته هؤلاء السيدات الكريمات، ووسعتهن دنياه الخاصة، وكان لهن حظ المشاركة في حياته الوجدانية والعملية.

خديخة بنت خويلد.. أم المؤمنين الأولى:

تنفرد السيدة "خديجة" من بين نساء النبي جميعاً بأنها وحدها التي عرفته رجلاً وزوجاً قبل مبعثه صلى الله عليه وسلم، من هنا كانت وقفة المؤلفة عند حياتهما الزوجية لتلمس فيها شخصية الرجل الزوج.

وعن هذا الزوج تقول المؤلفة في (ص 15): ".. وقد عاشرته هذه السيدة الناضجة المجربة خمسة عشر عاماً قبل أن يُبعث، وإنها لأعوام طويلة تكفي لأن تكشف عن جوهر هذا الزوج وتبدي من طبائعه وخصاله ما قد يخفى على غيرها من الناس، وليس كالحياة الزوجية ما يمتحن الرجل أدق امتحان ويزنه أصدق ميزان وأضبطه، ومن ثم كان إيمان السيدة خديخة برجلها، وتصديقها لرسالته دون أن يساورها أدنى ريب في الزوج الذي اختارته شاباً، وأحبته وعاشرته زوجاً، وعرفته رجلاً، آية على عظمة ذلك الإنسان، فهي لم تكد تسمع حديثه العجيب عن الوحي الأول، حتى هتفت في حرارة ولهفة ويقين: .. والله ما يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقرى الضيف، وتعين على نوائب الحق".

تلك كانت شهادة الزوجة لزوجها بعد معاشرة طالت وامتدت، وقفت فيها الزوجة المحبة المؤمنة إلى جانبه صلى الله عليهوسلمل، تنصر وتشد من أزره، وتعينه على احتمال أقصى دروب الأذى والاضطهاد سنين عدداً، فلما قضي على بني هاشم وعبد المطلب أن يخرجوا من مكة لائذين بشعب أبي طالب، بعد أن أعلنت قريش عليهم حرباً مدنية لا ترحم، وسجلت مقاطعتها لهم في صحيفة علقت في جوف الكعبة، لم تتردد "خديجة" في الخروج مع زوجها، وأقامت هناك في شعب أبي طالب ثلاث سنوات، صابرة مع زوجها النبي ومن معه من صحبه وقومه، على عنت الحصار المنهك، وجبروت الوثنية العاتية العمياء، تكافح الوهن الذي أخذ يدب إلى جسدها منذ جاوزت الستين.

تقول المؤلفة في (ص 41): "ثم فشل الحصار أمام ذلك الإيمان الراسخ الصامد، وآن لمحمد صلى الله عليه وسلم أن يعود إلى بيته في مكة، فتحاملت "خديجة" حتى بلغت فراشها وقد نال منها الإعياء، واستنفد الاضطهاد والعذاب ما أبقى لها الزمن من قوة في عامها الخامس والستين، ورقدت هناك ثلاثة أيام، وزوجها الرسول إلى جانبها لا يفارقها لحظة من ليل أو نهار، ثم أسلمت الروح بين يدي الرجل الذي أحبته منذ اليوم الأول الذي لقيته فيه، والذي صدقته وآمنت به منذ سمعت برسالته حتى الرمق الأخير".

ستدخل بعدها في حياة "محمد" صلى الله عليه وسلم نساء أخريات، لكن مكانها من قلبه وفي دنياه، سيظل أبداً خالصاً لهذه الزوجة الأولى، والحبيبة التي انفردت ببيت رجلها ربع قرن من الزمان لم تشاركها فيه أخرى، وستفد على هذا البيت بعدها زوجات أخريات، فيهن ذوات الصبا والجمال، والحسب والجاه، لكن واحدة منهن لن تستطيع أن تزحزح "خديجة" عن مكانها هناك، ولن تفلح في إبعاد طيفها الذي أقام يحوم حول الحبيب ويستأثر بإعزازه ما عاش. وستشهده المدينة بعد أعوام عندما انتصر في "بدر" يتلقى فداء الأسرى من قريش، فلا يكاد يلمح قلادة لخديجة بعثت بها ابنتها "زينب" في فداء زوجها الأسير "أبي العاص بن الربيع" حتى يروق قلب البطل الرسول من شجو وشجن، ويسأل أتباعه الظافرين، في أن يردوا على "زينب" قلادتها ويفكوا أسيرها.

وستدخل في الإسلام من بعد "خديجة" ملايين النساء، لكنها ستظل منفردة دونهن بلقب المسلمة الأولى التي آثرها الله بالدور الأجل في حياة البطل الرسول، وسيذكر لها المؤرخون ـ المسلمون منهم وغير المسلمين ـ ذلك الدور، فيقول "بودلي": "إن ثقتها في الرجل الذي تزوجته لأنها أحبته، كانت تضفي جواً من الثقة على المراحل الأولى للعقيدة التي يدين بها اليوم واحد في كل سبعة من سكان العالم".
  
سودة بنت زمعة:

وزوجته الثانية هي‮ ‬سودة بنت زمعة بن قيس‮، ‬المهاجرة أرملة المهاجر،‮ ‬أول امرأة تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم بعد خديجة،‮ ‬تُوفي‮ ‬عنها زوجها بمكة بعد عودتهما من الحبشة،‮ ‬فلما حلت أرسل إليها فخطبها،‮ ‬فقالت‮: ‬أمري‮ ‬إليك‮ ‬يا رسول الله،‮ ‬فقال مُري‮ ‬رجلاً‮ ‬من قومك‮ ‬يزوجك،‮ ‬فأمرت ابن عمها وشقيق زوجها فزوّجها،‮ ‬وتساءل الناس‮: ‬أرملة مسنة‮ ‬غير ذات جمال تخلف خديجة؟

هاجرت سودة مع أسرتها المؤمنة،‮ ‬وتركت دارها وديارها في‮ ‬سبيل الله،‮ ‬وذهبت إلى بلد مجهول،‮ ‬لسانه‮ ‬غير عربي،‮ ‬ودينه‮ ‬غير الإسلام‮.‬

وسرّ زواج النبي‮ ‬منها هو تأثره صلى الله عليه وسلم لحالها،‮ ‬وهي‮ ‬مهاجرة صابرة، فمدّ‮ ‬يده إليها‮ ‬يساعدها في‮ ‬محنتها،‮ ‬ويساندها في‮ ‬شيخوختها‮.‬

قامت سودة على بيت النبي،‮ ‬وتفانت في‮ ‬رعاية أهله،‮ ‬حتى جاءت عائشة بنت أبي‮ ‬بكر،‮ ‬فأفسحت لها في المكان الأول في‮ ‬البيت،‮ ‬وعاشت المهاجرة في‮ ‬البيت الكريم حتى توفيت في‮ ‬آخر عهد عمر بن الخطاب رضي‮ ‬الله عنه وكانت عائشة رضي‮ ‬الله عنها تحبها حباً‮ ‬جماً‮.‬

عائشة بنت أبي بكر.. الزوجة الحبيبة:

تقول المؤلفة في (صفحة 76): "كانت عائشة عروساً حلوة، خفيفة الجسم، ذات عينين واسعتين، وشعر جعد، ووجه مشرق، مشرب بحمرة.. وقد انتقلت إلى بيتها الجديد، وما كان هذا البيت سوى حجرة من الحجرات التي شيدت حول المسجد، من اللبن وسعف النخيل، وضع فيه فراش من أدم حشوه ليف، ليس بينه وبين الأرض إلا الحصير، وعلى فتحة الباب أسدل ستار من الشعر".

في هذا البيت البسيط المتواضع بدأت "عائشة" حياة زوجية حافلة، ستظل حديث التاريخ حتى يومنا هذا وإلى أن تقوم الساعة، كما بدأت تأخذ مكانها المرموق في حياة الرسول والإسلام بعد النصر الإلهي الذي جعل براءتها من محنة الإفك قرآنا يتعبد به المسلمون ما بقيت الحياة.

عاشت "عائشة" لتكون المرجع الأول في الحديث والسنة، ولتصحح رأي الناس في المرأة العربية، وتعرض لها صورة أصيلة رائعة، ستظل تبهر الدنيا.. عاشت لتشارك في حياة الإسلام أعنف مشاركة، فتخوض معركة الفتنة الكبرى، وتقود الجيوش لمحاربة "علي بن أبي طالب" كرم الله وجهه، ثم ماتت في السادسة والستين من عمرها، بعد أن تركت أعمق الآثار في الحياة الفقهية، والاجتماعية، والسياسية للمسلمين.

حفصة بنت عمر:

عندما انتقل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى جوار ربه، كانت "حفصة" هي التي أختيرت من بين أمهات المؤمنين جميعاً، لتحفظ النسخة الخطية للقرآن الكريم، بعد أن نصح "عمر" أبا بكر خليفة رسول الله، بأن يبادر فيجمع ما تفرق من القرآن الكريم في صحف شتى، قبل أن يبعد العهد بنزوله، ويمضي حفظته الأولون، فاستجاب "أبو بكر" وجمع المصحف الكريم وأودعه عند أم المؤمنين "حفصة بنت عمر"، وبقي المصحف لديها في مأمن حتى أخذه أمير المؤمنين "عثمان بن عفان" في خلافته، فنسخ منه النسخ الأربع التي وزعت على الأمصار، وأمر بإحراق ما عداها، حسماً لما يحتمل من اختلاف المسلمين في قراءة كتاب الإسلام.

وعن زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من "حفصة بنت عمر" تقول المؤلفة في (ص 102): "... تألم عمر لابنته الشابة التي ترملت في الثامنة عشرة من عمرها وأوجعه أن يلمح الترمل يغتال شبابها ويمتص حيويتها ويخنق صباها.. فبدا له بعد تفكير كبير أن يختار لها زوجاً، قد تأنس لصحبته فتسترد بعض الذي أضاعت في حداد استغرق ستة أشهر أو تزيد.. ووقع اختياره على أبي بكر بن قحافة، صفي الرسول وصهره، وصاحبه الصديق، وارتاح للفكرة، فإن أبا بكر في رزانة كهولته وسماحة خلقه ووداعة طبعه، كفيل بأن يحتمل "حفصة" بما ورثت عن أبيها من حدة المزاج، وما ابتلاها به الترمل من كآبة وضجر.. وسعى من فوره إلى أبي بكر، فحدثه عن حفصة، ثم عرض عليه أن يتزوجها، وفي يقينه أن أبا بكر سيرحب بالشابة التقية، ابنة الرجل الذي أعز الله الإسلام به، لكن أبا بكر أمسك لا يجيب، وانصرف عمر واجداً، لا يكاد يصدق أن صاحبه رفض حفصة بعد أن عرضها أبوها عليه".

ثم تكمل المؤلفة في (ص 103): "وسارت به قدماه إلى بيت عثمان بن عفان، وكانت زوجته رقية بنت الرسول قد مرضت بالحصبة ـ بعد عودتها من الحبشة ـ والمسلمون يلقون عدوهم في بدر، ثم ماتت بعد أن تم النصر لأبيها والمؤمنين، وتحدث عمر إلى عثمان، فعرض عليه حفصة، وهو لايزال يحس مهانة الرفض من أبي بكر، وإن حاول جهده أن يكظم غيظه... وكان جواب عثمان أن استمهله أياماً، جاء بعدها فقال: ما أريد أن أتزوج اليوم".

فكاد عمر أن يتهاوى من قسوة الموقف، ثم فار دمه، فانطلق إلى الرسول يشكو صاحبيه، أمثل حفصة في شبابها وتقواها وشرفها ترفض؟

فابتسم الرسول قائلاً: "يتزوج حفصة من هو خير من عثمان، ويتزوج عثمان من هي خير من حفصة".
وخلدت "حفصة" في التاريخ: أم المؤمنين الحافظة لأول نسخة من المصحف الشريف، كتاب العربية الأكبر، ومعجزة الإسلام الخالدة.

زينب بنت خزيمة: أم المساكين:

كانت تسمى "أم المساكين" لرحمتها إياهم ورقتها عليهم، ولم تطل المقام، بل مرت كطيف رقيق عابر، ثم رقدت في سلام كما عاشت في سلام، وخلدت في تاريخ الإسلام أماً للمؤمنين، وفي تاريخ الإنسانية أماً للمساكين.

أم سلمة:

واسمها هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم: القرشية المخزومية، وقد دخل بها الرسول في شهر شوال من السنة الرابعة للهجرة، كما نقل الطبري، وزوجها الذي مات عنها قبل أن يتزوجها الرسول: أبو سلمة، عبدالله ابن عبد الأسد بن المغيرة الصحابي الفارس، ابن عمة الرسول: برة بنت عبدالمطلب بن هاشم.

وكان لأبي سلمة وزوجته هند إلى جانب هذا النسب العريق، ماض مجيد في الإسلام، فقد كانا من بين السابقين الأولين، وهاجرا معاً إلى الحبشة، فكانت أم سلمة أول مسلمة هاجرت إلى الحبشة، وقد بلغ إعزاز الرسول صلى الله عليه وسلم لابنها "سلمة" أن اختاره زوجاً لابنة عمه "حمزة" سيد الشهداء.

صحبت "أم سلمة" الرسول في خروجه لفتح مكة، ثم في حصاره الطائف، وغزو هوازن وثقيف.

تقول المؤلفة في (ص 131): "... ثم حاولت من بعده ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن تتجنب الخوض في الحياة العامة، إلى أن كانت الفتنة الكبرى فاندفعت بالرغم منها تؤازر ابن عم الرسول وزوج ابنته الزهراء، وأبا الحسن والحسين.. فجاءت "علياً" كرم الله وجهه وقدمت إليه ابنها عمر قائلة: "يا أمير المؤمنين، لولا أن أعصي الله عز وجل، وأنك لا تقبله مني، لخرجت معك، وهذا ابني عمر، والله له وأعز عليّ من نفسي، يخرج معك فيشهد مشاهدك".. ثم مضت إلى "عائشة" فقالت لها في عنف وإنكار: "أي خروج هذا الذي تخرجين؟.. الله من وراء هذه الأمة، لو سرت مسيرك هذا ثم قيل لي: ادخلي الفردوس، لاستحييت أن ألقى محمداً هاتكة حجاباً قد ضربه علي".

تقدم العمر بأم سلمة حتى امتحنت، كما امتحن الإسلام كله، بمأساة "كربلاء" ومذبحة أهل بيت الرسول هناك، وتقول رواية أنها ماتت في آخر سنة إحدى وستين بعدما جاءها نعي الإمام الحسين بن علي، وشيع المسلمون "أم سلمة"، آخر من مات من نساء النبي، وصلى عليها "أبو هريرة" الصحابي الجليل، ودفنت بالبقيع، ولم يبق بعدها من أمهات المؤمنين غير ذكرى وتاريخ.