قال خبير عسكري إسرائيلي إن "إسرائيل وعددا من دول الشرق الأوسط أدركت أن الولايات المتحدة تنفصل عن المنطقة، وتركز على الصراع مع الصين في شرق آسيا، والصراع الأقل أهمية مع روسيا في أوروبا، وتريد الشرق الأوسط أن يبقى هادئا ومستقرا لفترة طويلة، لكنها لم تفعل شيئا للخطر الإيراني".
وأضاف رون بن يشاي في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21"، أنه "في ضوء هذه القناعات، يمكن لإيران أن تنفذ استراتيجيتها المعادية في الشرق الأوسط، بما في ذلك ضد إسرائيل، دون أن يتمكن أحد من تهديدها، وفي نفس الوقت الذي تتسابق فيه إيران لوصول العتبة النووية، فقد أصبح واضحًا الآن للدول الأخرى، بما فيها إسرائيل وحليفاتها العربية المعتدلة، أنه آن الأوان لصياغة الاستراتيجية المضادة".
وأشار بن يشاي، الذي غطى الحروب العربية الإسرائيلية، إلى أن "اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل من جهة، والإمارات والبحرين والسودان والمغرب من جهة أخرى، شكلت أول سلسلة من تحركات المصالحة الإقليمية المنبثقة عن هذا التفاهم، وفي هذا السياق يمكن فهم محاولة تركيا لإصلاح علاقاتها مع السيسي في مصر، كما أن السعودية وقطر تصالحتا بالفعل، وكذلك فعلت دول الخليج الأخرى، التي أصبحت منطقة إقليمية مهمة".
وأكد أنه من "الناحية الظاهرية، يبدو أن السعودية ودول الخليج الأخرى تحاول المصالحة مع إيران، لكن الأمور مختلفة، ويدرك الإيرانيون جيدًا أن جبهة الشرق الأوسط المناهضة لهم في مراحل متقدمة من التشكيل، وتعمل بالفعل ضدها".
وأوضح أن "حكومة إسرائيل، بقيادة نفتالي بينيت، لا تزال تناضل من أجل بقائها السياسي، لكنها في المجال الأمني لديها سياسة واضحة صاغها بنيامين نتنياهو وبيني غانتس منذ أيام الحكومة السابقة، وخطوطها واضحة تمامًا حين تتعلق بالملف النووي الإيراني، حيث تحاول إسرائيل من وراء الكواليس التأكد من أن إدارة بايدن لا تتخلى عن القضايا المصيرية، كالإشراف على تخصيب اليورانيوم وبرنامج أسلحة محتمل".
اقرأ أيضا: جدل بإسرائيل إثر كشف الموساد كيفية اختراقه أرشيف إيران النووي
وأضاف أن "إسرائيل تحاول إقناع واشنطن بعدم التخلي عن الفوائد التي توفرها العقوبات على إيران، دون رغبة بأن تشعر الإدارة أنها تتلقى الضوء الأخضر من إسرائيل، لذلك لم ترسل بعد طلبات التعويض التي قدمتها إسرائيل، لتعزيز جيشها للحفاظ على كفاءته، لاسيما أمام إيران، وقد سعت إسرائيل لاستكمال وإضافة الصواريخ الدفاعية والوسائل التي ستسمح لها بالتعامل مع التهديدات من لبنان وغزة، ليس أبعد من ذلك".
وكشف أنه "بعد التوقيع على الاتفاق النووي المزمع إبرامه، يمكن الافتراض أن إسرائيل ستدخل بنقاش جاد مع الولايات المتحدة حول القدرات العسكرية التي تمتلكها الولايات المتحدة وإسرائيل، وتطوير قدرات جديدة، وتصر إسرائيل على أنه إذا كانت إيران على وشك الحصول على أسلحة نووية، فإن إسرائيل ستتخذ عملا عسكريا هجوما لإحباط اختراق الأسلحة النووية نفسها".
وأكد أن "هذه الامتيازات تشمل المعلومات الاستخباراتية والتعاون الأمريكي، بجانب الأهداف السياسية والاستراتيجية، التي ستتعامل مع تشكيل تفاهمات بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن ما يجب فعله، فإذا اقتربت إيران تجاه الملف النووي، فلن يكون أمام إسرائيل فرصة للحصول على إذن للعمل ضد إيران، لكنها تريد من الأمريكيين الاستمرار بمساعدتها، وألا يتخلوا عنها عندما يحين الوقت".
وأشار إلى أنه "يمكن القول إن التعاون بين الجيش الإسرائيلي والموساد والجهات الإقليمية، وكذلك الأمريكيين أنفسهم اليوم، باتوا أقرب تنسيقاً وأكثر كثافة مما كان عليه قبل ستة أشهر، حيث بدأت اتفاقيات التطبيع، وصولا للعمل ضد النظام الإيراني، حتى الإطاحة به في نهاية المطاف، وتخشى إسرائيل أن تتلقى إيران، عقب الاتفاق النووي الذي من المحتمل توقيعه، المليارات التي ستسمح لها بتحقيق استقرار اقتصادها".
وختم بالقول إن "الانفجار الذي وقع في ميناء دبي أول أمس قد يكون جزءًا من هذه الحرب ضد إيران، لكن الفصل الجديد في تاريخ الشرق الأوسط بدأ للتو، وقد ينتج عنه كل الجبهات التي يكافح فيها الجيش الإسرائيلي لصالح جبهة واحدة كبيرة؛ لأن جميع هذه الجبهات نشطة بالفعل اليوم، ويمكن لإيران أن توحدهم وتحولهم إلى جبهة واحدة نشطة ضد إسرائيل، خاصة إذا تم توقيع اتفاقية، وعودة صادرات النفط بالمليارات".
موقع: بينيت يجهز سياسة جديدة تجاه إيران قبل لقائه بايدن
صحيفة: "رئيسي" سيسهل الاتفاق مع أمريكا.. وتفهم إسرائيلي
معلق إسرائيلي: أمريكا تتخبط ونستعد لعملية ضد إيران