وسط دعوات الشارع الفلسطيني لإسقاط السلطة برئاسة محمود عباس، عقب مقتل الناشط نزار بنات، عبر نشطاء عن مخاوفهم من تصفية المزيد وقتلهم على يد الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الصفة الغربية المحتلة.
وبشكل مباشر، اتهمت عائلة بنات التي تقيم في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، في حديثها لـ"عربي21" أمس الخميس، الأجهزة الأمنية الفلسطينية (جهاز الأمن الوقائي والمخابرات العامة) بـ"اغتيال" الناشط بنات، بعد ضربة بشكل مبرح واعتقاله فجرا.
اقرأ أيضا: "تعرية ووحشية وإخفاء جثة".. عائلة بنات تروي لعربي21 ما حصل
وفي تعليقه على جريمة مقتل الناشط "بنات"، قال الناشط الفلسطيني من مدينة الخليل عيسى عمرو: "المعارضون للسلطة باتوا يشعرون بأنهم مستهدفون بالقتل بأي وقت".
وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21": "نحن جميعا نتلقى تهديدات من جهات محسوبة على السلطة والأجهزة الأمنية، ولا نشعر بوجود قانون أو سلطة تحمينا من الخارجين عن القانون المحسوبين عليهم"، معتبرا أن "قتل نزار بنات يعني قتل الديموقراطية وحرية التعبير في فلسطين".
وعن المطلوب من أجل منع تصفية السلطة للمعارضين أو ملاحقتهم، نوه عمرو إلى أنه "مطلوب تدخل دولي لمحاسبة قتلة نزار بنات، ووجود ضمانات دولية للمعارضين، ومحاسبة قيادات السلطة بحسب المنظومة الدولية".
وعن نهج تصفية المعارضين السياسيين، أكد رئيس معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية، إياد الشوربجي، أن "هذا السلوك المشين الذي تسلكه السلطة في التعامل مع المعارضين، يشير بوضوح إلى العقلية الأمنية البوليسية التي تمارسها هذه السلطة لقمع كل صوت مخالف".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21"؛ "لأن هذه السلطة تشعر بفقدانها لأي شرعية انتخابية أو حاضنة شعبية في ظل فشل سياسي مريع، لذلك فإن سلوكها مفعم بالعصبية والعنف ضد أبناء شعبها، في الوقت الذي نراها ودودة مسالمة في سلوكها مع المحتلين المجرمين، وهذا يعكس حالة من انفصام مَرضي في شخصيتها الوطنية".
وذكر الشوربجي، أن "جريمة مقتل الناشط نزار بنات، لا تخلو من رسالة أرادت السلطة توجيهها لكل صوت معارض، أو منتقد لفسادها، سيما بعد فضيحة صفقة اللقاحات منتهية الصلاحية التي أثارت موجة من الغضب الشعبي ضد السلطة، كان للمغدور نزار بنات صوت عال فيها".
ونبّه إلى أن "هذه السلطة لو كانت تشعر بنوع من المحاسبة الشعبية، لما أقدمت على مثل هذه الجريمة، لكنها تشعر بعدم حاجتها للشعب؛ لأنها تتكئ على الاحتلال كونها أصبحت وكيلا أمنيا له".
اقرأ أيضا: من هو نزار بنات الذي قتلته أجهزة أمن السلطة بالضفة؟
مربع العبودية
ولفت الشوربجي إلى أن "الكرة الآن في ملعب الجماهير الفلسطينية؛ أما أن تمر عليها هذه الجريمة بصمت فتبقى في مربع العبودية، أو تقول كلمتها في وجه الطغاة والمفسدين".
وعلقت "الحملة الوطنية لاعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية"، في بيان وصل "عربي21" نسخة منه، بالقول إن "اغتيال نزار بنات لم يكن البداية ولن يكون النهاية لمسلسل الاغتيالات الذي اتبعه أشخاص قد تمردوا على الثورة وقوانينها والمنظمة ومواثيقها والأعراف المجتمعية النضالية والثقافية الفلسطينية".
وأضافت الحملة: "هذه الجريمة الجديدة من الجرائم التي ترتكبها سلطة ـوسلو تعد استمرارا للاستهتار بأرواح الفلسطينيين والتي مرت دون تحقيق أو مساءلة".
وخلال مظاهرات خرجت الخميس في رام الله تنديدا بمقتل بنات، طالب المتظاهرون بضرورة إسقاط السلطة الفلسطينية والتخلص منها، وبحسب ما نقله المختص الفلسطيني البارز في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي، فإن مراسلة قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية نوريت يوحنان، أكدت أن "إسقاط السلطة، يمثل أحد الكوابيس التي كان يخشاها عباس وإسرائيل".
ونوّه إلى أن يوحنان "تقصد أن زوال السلطة العار التي يقودها عباس، سيمثل خسارة هائلة لإسرائيل".
وذكر النعامي، في منشور له على "توتير"، أن "اغتيال نزار بنات، هو رد محمود عباس الطبيعي على الاستيطان والتهويد وسطو الصهاينة على الأرض وتدنيس الأقصى".
ودعا المختص إلى إسقاط سلطة عباس، وأكد أنه "يجب إنهاء وجودها إن كنا معنيين بالخلاص من الاحتلال".
واعتبر النعامي أن "مرحلة ما بعد اغتيال المعارض السياسي نزار بنات، يجب أن تكون مخالفة لما قبلها"، مضيفا: "على الجميع التكاتف لإسقاط سلطة العار، بل ومحاكمة متنفذيها وعلى رأسهم عباس على كل جرائمهم، من يحاور عباس شريك في جرائمه"، بحسب قوله.
11 معتقلا سياسيا بسجون السلطة يبدؤون إضرابا عن الطعام
عباس يدعو فتح وحماس للعودة "فورا" لحوار جاد لإنهاء الانقسام
استطلاع: زيادة تأييد خيار المقاومة واستياء عام من السلطة