قالت صحيفة إسرائيلية؛ إنه "بعد كل عملية عسكرية أو جولة مواجهة تخوضها إسرائيل ضد حماس في السنوات الأخيرة، كان رئيس الوزراء وكبار المسؤولين الأمنيين فخورين بنجاحهم، ولكن في الواقع ثبت في كثير من الأحيان أن حماس تمكنت من التعافي، وإطلاق النار، رغم أنهم دأبوا على تكرار عبارات "حماس تلقت ضربة قاسية"، "أعدنا الردع الإسرائيلي"، "ستستغرق حماس سنوات للتعافي".
وأضافت يديعوت أحرونوت في مقالها الافتتاحي، وترجمته "عربي21" أن "هذه تصريحات كررت نفسها بعد عمليات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، ففي كانون الثاني/يناير 2009، أعلن رئيس الوزراء آنذاك إيهود أولمرت وقف إطلاق النار في عملية الرصاص المصبوب، وقال إن أهداف العملية تم تحقيقها بشكل كامل، وأن حماس تعرضت لضربة قاسية، في تشكيلاتها العسكرية وبنيتها التحتية لحكمه، ولا أقترح عليها أن تجربنا من جديد".
وأشارت إلى أنه "بعد أسابيع قليلة من انتهاء الحرب، تحدث بنيامين نتنياهو رئيس المعارضة آنذاك، بعد أن ضرب صاروخ عسقلان أننا بحاجة إلى عمل يزيل هذا التهديد من خلال الإطاحة بنظام حماس في غزة، وهاجم حكومة كاديما ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني التي أنهت العملية دون إسقاط حماس، زاعما أنه حذر من نشوء دولة "حماستان"، ومن انطلاق صواريخ من غزة إلى عسقلان".
وأوضحت أن "نتنياهو ذاته ترك حماس تسلح نفسها بمزيد من الصواريخ، لكنه دأب على التهديد بالقول إننا سنعيد الأمن لسكان عسقلان وأسدود وسديروت وبئر السبع، مع أنه لم يكن وعده الأول بإسقاط حماس، لأنه قبل انتخابات 2006 أصدر الليكود شعار "قوي ضد حماس -بنيامين نتنياهو"، وتم اختيار هذا الشعار بعد أن وجد الليكود أن معظم الإسرائيليين قلقون من فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية".
اقرأ أيضا: "حرب غزة" تكبد الاحتلال خسائر فاقت 2 مليار دولار بـ 11 يوما
وأكدت أنه "في 2012، ألقى نتنياهو خطابا في نهاية عملية عمود السحاب، قال فيه إنني أعلنت أننا سنرد بقوة على هجمات حماس في الوقت الذي اخترته، وشدد على أن الجيش أصاب خلال العملية قادة بارزين في الحركة، ودمرنا آلاف الصواريخ الموجهة نحو الجنوب، واستهدفت المركز، ودمرنا منشآت سيطرة حماس، وقال وزير الحرب إيهود باراك؛ إن أهداف العملية تحققت بالكامل".
وأشارت إلى أنه "بعد أشهر قليلة من انتهاء العملية، انفجرت صواريخ قرب سديروت، مما حدا برئيس الأركان بيني غانتس للإعلان أن الواقع الذي كان موجودا قبل عملية عمود السحاب لن يتكرر، فالجنوب قوي ومستقر، وكل شيء تحت السيطرة".
وأضافت أن "أكبر عملية عسكرية في قطاع غزة كانت الجرف الصامد في صيف 2014، بعد هدوء نسبي استمر أقل من عامين، وفي نهاية العملية قال نتنياهو؛ إن حماس لم تنجح، لأنها تعرضت لهزيمة مبرحة، بإلحاق ضرر جسيم بها، وإن الإنجازات المتراكمة ضد حماس، والقدرة على تحييد نشاطها حتى بثمن مؤلم، دفعتنا لضربها بشدة".
وأكدت أن "انهيار حماس هدف يمكن تحقيقه إذا تم تحديد الهدف طويل المدى المتمثل بنزع سلاحها، لكن الهدف الذي حددناه الآن أننا لم نقل باحتلال قطاع غزة، لقد وضعنا هدفا لضربة شديدة للغاية، وعملنا، فيما أشار وزير الحرب آنذاك موشيه يعالون إلى إن حماس تعرضت لضربة قاسية للغاية، وأعدناها سنوات إلى الوراء، وكذلك أشار رئيس الأركان بيني غانتس في العملية نفسها، إلى الردع الإسرائيلي".
وأشارت إلى أن "نتنياهو بدا مصمما حتى بعد عملية الحزام الأسود في تشرين الثاني/نوفمبر 2019، وقال؛ إن الردع الإسرائيلي نجح مرة أخرى، وهذه المرة ضد الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، حيث قُتل عشرات من مسلحيها، وضربت عشرات الأهداف المهمة لبنيتها التحتية، زاعما أن أعداءنا تلقوا الرسالة، بأنه يمكننا الوصول لأي شخص، حتى في فراشه".
وختمت بالقول بأن "وقف إطلاق النار في عملية حارس الأسوار بات في حكم الواقع، ولذلك نأمل هذه المرة في تنفيذ وعود وتصريحات رؤساء الدولة والجيش، وليس مثل كل مرة".
ردود فعل إسرائيلية تنتقد وقف إطلاق النار ولا تتوقع استمراره
خبراء إسرائيليون: حماس تتحضر لعمليات ردا على أحداث القدس
مخاوف إسرائيلية من تصعيد مع غزة بسبب حي الشيخ جراح