قال خبير عسكري إسرائيلي؛ إن "توتر الأيام الأخيرة دليل جديد على أن حركة حماس لا تفوت فرصة إلا وتستعرض فيها قوتها العسكرية، لا سيما في الفترة التي سبقت الانتخابات الفلسطينية، وتقف بجانب شرقي القدس، ولذلك فإن ما سيحدث في الأيام القليلة المقبلة على حدود غزة، وربما في لبنان، إلى حد كبير، يعتمد على ما يحدث عند باب العامود في المسجد الأقصى".
وأضاف رون بن يشاي بتقريره في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ترجمته
"عربي21"، أنه "في بداية 2021، قدر الجيش الإسرائيلي أن الهدوء في
غزة سيكون مستقرا، ويبدو أن هذا التقدير صحيح بالفعل، خاصة بعد تراجع تهديد بقاء
الحركة في منظومة الحكم في غزة، كما انتهت انتخاباتها الداخلية، وبدا في الجيش
أننا نبحر نحو فترة هدوء مطول، إلى أن أعلن أبو مازن عن الانتخابات التشريعية
والرئاسية في قطاع غزة والضفة الغربية".
وأشار إلى أن "شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي ومنسق
العمليات في الأراضي المحتلة قدما تقييما مفاجئا، مفاده أن شهر رمضان قد يكون
متفجرا، واستندا ليس فقط على بوادر الاضطرابات في الشارع الفلسطيني بسبب الانتخابات،
ولكن بشكل أساسي على حقيقة أن رمضان يزيد تقليديا من الحماسة الدينية في العالم
الإسلامي، وغالبا ما يكون متوترا، ولذلك أشعلت اضطرابات باب العامود في القدس النيران
في الشارع الفلسطيني".
وأوضح أن "اندلاع التوتر في الأراضي الفلسطينية تزامن مع
حالة الضعف الذي يبدو عليها أبو مازن هذه الأيام، فيما يظهر أن الانقسام على حركة فتح
آخذ في الازدياد، وفوق كل ذلك جاءت التوترات الأمنية مع شباب شرقي القدس والضفة
الغربية، وظهروا هم المدافعون عن القضية الفلسطينية، وليس أبو مازن، وفي الوقت
ذاته دخل قطاع غزة على الخط بإطلاق وابل من الصواريخ".
وأشار إلى أن "التوترات الميدانية في القدس، ودخول حماس عليها،
يمنحها القدرة على ابتزاز إسرائيل، وتحقيق إنجاز فكري وهيبة لا مثيل لها في الساحة
الفلسطينية، مما سيساعدها ليس فقط في الانتخابات، ولكن بشكل عام بتعزيز مكانتها في
قطاع غزة والضفة الغربية، ولعل حماس قدرت حين دخولها على خط المواجهة أن الرد
الإسرائيلي لن يكون مدمرا ومؤلما للغاية، ولن تتسرع بعملية واسعة النطاق في غزة
في ظل هذه الظروف".
وأكد أن "الأخطر من ذلك، أن اضطرابات القدس تزامنت مع عدم
وجود حكومة، وهذه الحكومة الانتقالية سوف تجد صعوبة في إدخال الجيش الإسرائيلي
بحملة كبرى قد تتطور إلى حرب واسعة، قد تسفر لاحقا عن حصول توترات سياسية داخلية
في الساحة الإسرائيلية".
وأشار إلى أن "أحداث باب العمود في القدس صبت مزيدا من الزيت
على نار المشاعر الدينية الفلسطينية، ولذلك لم تقف القيادات الفلسطينية الإسلامية
مكتوفة الأيدي حين واجه الفلسطينيون في القدس وبيت لحم وقلنديا القوات
الإسرائيلية، مما دفعهم لأن يشاركوا في الأحداث، وعلى استعداد لدفع الثمن، مع أن
الحماس الديني لدى الفلسطينيين أكثر أهمية لهم من عدد قليل من تدمير بعض الأنفاق
والمخارط وقاذفات صواريخ القسام".
وأضاف أن "رد الجيش في الليالي الماضية، والأهداف التي
ضربها في غزة، يعطي استنتاجا أن حماس لم تخطئ بتقييمها للرد الإسرائيلي، حيث أطلق
جميع الفلسطينيين قوتهم، وأظهروا وجودا عنيفا أكسبهم نقاطا في الساحة
الفلسطينية، رغم أن الجيش لا زال يعتقد أن التهدئة تمثل مصلحة استراتيجية للجميع،
والحاجة لتحسين الوضع الاقتصادي في غزة، أكثر أهمية لبقاء الحركة وتوسعها من
مواجهة كبيرة مع إسرائيل".
وختم بالقول بأن "الأحداث التي وقعت الأيام الأخيرة في
القدس وغزة، تشير لمدى تفجر الوضع الإقليمي، وقد تتحول قريبا من حالة هدوء
وروتينية إلى حالة حرب في عدة قطاعات، ولذلك فإن ما سيحدث في الأيام المقبلة على
بوابات غزة وعلى الحدود اللبنانية، يعتمد إلى حد كبير على ما سيحدث في باب العامود في
القدس، ولعل تأجيل رحلة رئيس أركان الجيش أفيف كوخافي لواشنطن، يشير إلى أن التوترات
ستستمر، وقد تتصاعد".
اقرأ أيضا: الاحتلال يرضخ ويزيل حواجز باب العامود.. وهبة متواصلة (شاهد)
"يديعوت": لا يوجد ما نكسبه من خوض مواجهة مع "حماس"
هآرتس: الوضع بالقدس متفجر وعباس يحاول تأجيل الانتخابات
"هآرتس" تحذر من تصاعد التوتر بالقدس بسبب سلوك شرطة الاحتلال