كشفت وكالة
أمريكية، أن إدارة الرئيس السابق، دونالد ترامب، قادت محادثات فاشلة مع النظام
السوري، لتحرير رهائن أمريكيين الصيف الماضي.
وقال
"أسوشييتد برس"، في تقرير ترجمته "عربي21"، إن مسؤولين أمريكيين
"دخلا الصيف الماضي في مغامرة داخل أرض معادية؛ لإجراء محادثات مع أعداء
الولايات المتحدة. وكان مسؤولو الحكومة السورية الذين انتظروا المسؤولين
الأمريكيين مستعدين لمناقشة مصير الصحفي أوستين تايس، الذي يعتقد أنه رهينة في
البلاد منذ ثمانية أعوام، بالإضافة لرهائن آخرين".
وقتلت إن الإفراج
عنهم كان بمثابة دفعة للرئيس ترامب وقبل أشهر من الانتخابات الرئاسية، وكانت هناك
إمكانية لتحقيق تقدم في هذا الصدد، لكن الرحلة انتهت بالفشل؛ فقد طرح السوريون
عددا من المطالب التي كانت تعني إعادة تشكيل السياسة الأمريكية تجاه النظام
السوري، بما في ذلك رفع العقوبات، وسحب القوات الأمريكية، واستئناف العلاقات
الدبلوماسية.
وما كان مثيرا
للقلق للمسؤولين الأمريكيين أن النظام السوري لم يقدم المعلومات الكافية عن مصير
ومكان تايس وغيره. وقال باتل كاش، الذي شارك في المحادثات كمساعد بارز في البيت
الأبيض: "كان النجاح هو جلب الأمريكيين إلى الوطن، ولم نصل إلى هناك".
واعترف البيت
الأبيض باللقاء الذي حصل في تشرين الأول/ أكتوبر، لكنه لم يقدم تفاصيل عنه، ولكن
معلومات جديدة حصلت عليها الوكالة من مقابلات في الأسابيع الماضية مع أشخاص على
معرفة بالمحادثات، وعلمت الوكالة عن محاولات واشنطن بناء حسن نية مع سوريا قبل بدء
المحادثات. وقال كاش إن حليفا بالمنطقة -لم يذكر اسمه- عرض المساعدة لمعالجة زوجة
الأسد أسماء من سرطان الثدي.
وتقدم التفاصيل
صورة عن الجهود الحساسة والسرية لتحرير الرهائن لدى أعداء الولايات المتحدة، وهي
جهود أدت لنجاحات كبيرة لترامب، ولكن إلى طريق مسدود. وليس من الواضح إن كان جوزيف
بايدن وإدارته الجديدة ستواصل الجهود بنفس القوة للإفراج عن تايس والأمريكيين
الآخرين، وبخاصة عندما تتصادم المطالب المعروضة على الطاولة مع أهداف السياسة
الخارجية للبيت الأبيض.
وكان لقاء
آب/ أغسطس في دمشق هو أعلى مستويات المحادثات ومنذ سنين بين الولايات المتحدة
وحكومة الأسد، وكان لقاء فوق العادة في ضوء العلاقة العدائية، ولأن الحكومة السورية
رفضت الاعتراف أبدا بأنها اختطفت تايس أو معرفتها أي شيء عن مكانه.
لكن اللحظة منحت
ترامب فرصة، ذلك أنه عبر عن استعداد لسحب القوات الأمريكية من الشرق الأوسط وأماكن
أخرى، وجعل تحرير الرهائن أهم أولوياته في السياسة الخارجية، ودعا الذين يتم
الإفراج عنهم للبيت الأبيض. وبعد ظهور اسم تايس في الأخبار، أرسل ترامب رسالة
لعائلته التي تعيش في هيوستون، وأكد لها أنه لن يتوقف عن جهوده لتحرير ابنها، وذلك
بحسب تصريحات والدته ديبرا للوكالة.
ولكن مصير تايس
لا يزال مجهولا عندما غادر ترامب البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/ يناير، وأرسل
المارينز السابق تقاريره إلى "واشنطن بوست" وموقع "ماككلاتشي"
وشبكة "سي بي أس". وأكدت إدارة بايدن تصميمها الإفراج عن الرهائن
الأمريكيين، لكنها في الوقت نفسه انتقدت وضع حقوق الإنسان في سوريا، وقالت إنها
"لن تقبل بالشروط التي وضعتها الحكومة السورية في دمشق الصيف الماضي".
واحتل تايس الوعي
الأمريكي منذ اختفائه عند نقطة تفتيش بمنطقة متنازع عليها غرب دمشق في آب/ أغسطس
2012، ودخل عميقا في وقت قرر غيره من الصحفيين مغادرة البلد بسبب العنف. وبعد
أسابيع من اختفائه، ظهر شريط فيديو، بدا فيه معصوب الوجه، ويمسك به رجال مسلحون، وهو
يقول: "يا أيها المسيح". ولم يظهر بعد ذلك، وظلت السلطات الأمريكية
تتعامل وكأنه لا يزال على قيد الحياة.
ولم يعترف النظام
باختطافه، وزاد غياب التمثيل الدبلوماسي الأمريكي من جهود البحث عنه، حيث تحتفظ
الولايات المتحدة بـ900 جندي في شرق البلاد لمكافحة تنظيم الدولة. وقال روجر
كارستين، الضابط السابق في القوات الأمريكية الخاصة: "افتراضي أنه لا يزال على
قيد الحياة، وينتظرني لأن أذهب وأخلصه".
وشارك كارتسين مع
باتل في اللقاء، وذلك بصفته مبعوثا خاصا لترامب لشؤون الرهائن، واحتفظ بمنصبه في إدارة
بايدن، وفي ذلك اللقاء كان باتيل مستشار البيت الأبيض في مكافحة الإرهاب، وبعدما
عمل كمساعد في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب. وفي مرحلة ساعد "حليف في
المنطقة" على بناء حسن النية مع النظام السوري، وقدم مساعدة لمعالجة زوجة
الرئيس من دون أن يقدم معلومات إضافية.
وأعلن النظام قبل
عام من اللقاء أنها تعافت من المرض. ووصل الرجلان في وفد صغير، ومرا في داخل دمشق، حيث لم يشاهدا آثار الحرب التي ضربت مناطق سوريا الأخرى، والتي أدت لمقتل نصف مليون
نسمة وشردت الملايين. وفي داخل مكتب علي مملوك، مدير المخابرات السورية، طلبا
معلومات عن تايس وكذا ماجد كمالماز، الخبير النفسي من فيرجينيا الذي اختفى عام
2017 وعدد آخر.
وعادة ما تكون المفاوضات
لتحرير الرهائن متعبة، ولا تؤدي إلى نتائج حتى لو كانت مرضية، وفي هذا المثال، فالشروط التي وضعتها سوريا، ووصفها عدد من الأشخاص، تعني تغيير الولايات المتحدة
سياستها تجاه سوريا. وأغلقت واشنطن سفارتها في دمشق عام 2012، وسحبت السفير. وعندما
لم تستجب الإدارة لمطالب النظام، امتنع عن تقديم مطالب، بما فيها تأكيد أنه لا يزال
على قيد الحياة. وهو ما كان سيعطي المحادثات زخما.
ورغم أن كارتسين
كان متفائلا بإدارة "محادثات دبلوماسية شرعية"، إلا أنه ينظر الآن للخلف
بندم. وأضاف: "يمكنني القول إن هذا يعد واحدا من أكبر الجهود الفاشلة في ظل
إدارة ترامب وعدم استعادة تايس". وبنفس المقام شعرت عائلة تايس بالخيبة، لكنها علقت بأن الجهود تظهر أن الحوار مع دمشق ممكن.
وقال مارك، والد
تايس: "من الممكن إجراء حوار دون تعريض مصالح الأمن القومي الأمريكية للخطر، ودون أن تتأثر سياستنا في الشرق الأوسط، ودون كل الأمور الرهيبة التي قيلت لنا
عبر السنين لو اعترفت الولايات المتحدة بأن هناك حكومة في دمشق".
وفي بيان من
وزارة الخارجية، أكدت على التزام الإدارة بتحرير الرهائن، ومن غير المحتمل أن
تتعامل الإدارة مع دمشق كشريك موثوق به، وبخاصة بعدما انتقدت منظمة الحد من انتشار
الأسلحة الكيماوية سوريا، وأنها فشلت في التخلص من ترسانتها الكيماوية.
ولم يقل بايدن
إلا القليل عن سوريا، وأمر في شباط/ فبراير بغارة على مواقع إيرانية في سوريا، ووصف
وزير الخارجية أنتوني بلينكن الوضع في سوريا بالخطير كما هو.
WP: مقتل سائق "أوبر" كشف أسوأ الكوابيس بحياة المهاجرين
الغارديان: أول تقرير حقوقي روسي يشجب جرائم موسكو بسوريا
دعوى قضائية سعودية بأمريكا ضد الجبري بتهمة "السرقة"