طرحت صحيفة "
فايننشال تايمز"،
تساؤلات عن طبيعة "المؤامرة المزعومة" في الأردن، وإمكانية ذهاب الأمر
إلى أبعد من ولي العهد السابق
الأمير حمزة.
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته
"عربي21"، إن الحديث يشير إلى تدخلات خارجية في شؤون الأردن، وهذا
البلد ظل ومن ناحية نسبية بلدا مستقرا في منطقة
مضطربة، مع أن العرش الهاشمي ظل مركزا للمؤامرات، وهذه واحدة منها.
وأضافت: "الملك الراحل حسين بن طلال، والذي
ظل للغرب المعيار الذهبي للاستبداد العربي الرحيم، نجا من محاولات انقلابية
وانتفاضات وثلاث حروب مع إسرائيل وحربين في الخليج وحرب مع المنظمات الفلسطينية
وعدد لا يحصى من محاولات اغتيال طوال حكمه الذي امتد 46 عاما. ويتربع ابنه الملك
عبد الله الثاني على العرش منذ 1999، وفي يوم السبت وضع ابن الملك حسين، الأمير
حمزة من زوجته الرابعة الملك نور تحت الإقامة الجبرية".
وأشارت الصحيفة إلى أن المعتقلين الرئيسيين "هما
باسم عوض الله، الذي عمل مرة رئيسا للديوان الملكي ووزيرا للمالية والشريف حسن بن
زيد. وعمل عوض الله مبعوثا للملك حيث أصبح مستشارا لولي العهد محمد بن سلمان. وكان
زيد مبعوثا سابقا إلى
السعودية. وقال أيمن الصفدي، وزير الخارجية يوم الأحد إن
السلطات كانت على معرفة بالمؤامرة وتراقبها وتنصتت على مكالمات مع أطراف خارجية
حول الوقت المناسب لزعزعة استقرار الأردن".
ويستبعد بعض المسؤولين الأردنيين دور حمزة ويقترحون
أن المتآمرين استخدموا "أوهامه وطموحاته" لتوسيع مصالحه الخاصة. وهذا
ليس كما يظهر انقلابا قتل في مهده. فقد أخبر رئيس الأركان حمزة وطلب منه التوقف عن
نشاطه. والجيش والمخابرات القوية هما الصخرة التي يستند عليها حكم الهاشميين،
والمتجذرتان في شرق الأردن أو العشائر الأردنية.
لكن الأمير حمزة لم يكن مجرد شخص واهم
"فقد كان يسبح في مياه عكرة ولسنوات عدة" حسبما قال مقرب من الملك. وتمت
تربيته كملك منذ الصغر، فهو ينظر ويتحدث مثل والده الراحل، وقام ببناء علاقات مع
قادة القبائل الساخطين بسبب وضع الاقتصاد المترنح والبطالة والفساد والمحسوبية
والميل المتزايد نحو استبداد غير لطيف. وهذه هي الأشياء التي تطرق إليها حمزة في أشرطة
الفيديو المتحدية التي بثها وبعد الطلب منه التوقف عن النشاط.
وقال في واحد منها إنه ليس مسؤولا عن انهيار
الحكم والفساد والعقم الذي استشرى في بنية الحكم خلال الـ 15 إلى 20 عاما الماضية
وأصبح أسوأ.
وقالت الصحيفة: "إن المراقبين الخارجيين عادة ما
يركزون على الديمغرافيا الفلسطينية كتحد أمني ولكن النخبة الأردنية تخشى من
اضطرابات داخل القبائل الشرق الأردنية، التي تعتبر قاعدة النظام الطبيعية.
وبالتأكيد فقد كان الأمير عبد الله، كقائد لقوات النخبة الخاصة من أخمد احتجاجات
الخبز التي اندلعت بين الموالين للنظام في الجنوب عام 1996. وكان هذا ما أدى لنيل
عبد الله العرش إلى جانب التنافس بين الفصائل في البلاط الملكي بما فيها فصيل
حمزة".
وقال الصفدي: "هذا شأن عائلي وهم يتعاملون
معه بطريقة عائلية". لكن أشرطة فيديو الأمير حمزة تقترح غير ذلك، مع أنه أعلن
ليلة الاثنين عن بيعته وولائه لأخيه غير الشقيق ووقع على رسالة بهذا الشأن.
وقالت الصحيفة إن الملك عبد الله يحظى بدعم من
الغرب ومن ناحية ظاهرية من جيرانه، لكن هناك توترات واضحة بينه وبين إسرائيل والسعودية،
والتي تتركز حول القدس. وهناك شكوك في الأردن أن حكام السعودية يريدون السيطرة على
المقدسات الإسلامية في القدس.
وختمت بالقول: "وذلك كثمن للانفتاح مع
إسرائيل. وكان جد ولي العهد السعودي الحالي هو من سيطر على مكة والمدينة وأخذها من
الهاشميين في 1925. لكن الدسائس لم تنته بعد".