قال موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، إن اللقاء الأخير الذي جمع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، برئيس جهاز "الموساد" الإسرائيلي يوسي كوهين، يكشف عن طموحاتهما السياسية.
وذكر الموقع في تقرير ترجمته "عربي21" أن بومبيو وكوهين يغادران منصبيهما، بعد أيام، وأن العشاء الذي جمعهما في مطعم "كافيه ميلانو" الإيطالي المعروف بحي جورج تاون الراقي في العاصمة واشنطن لا علاقة له بالغارات الأخيرة على سوريا.
واكتشفت مراسلة مجلة "بوليتيكو" في واشنطن، ميريديث ماكغرو، عن اللقاء حيث كتبت تغريدة عنه.
ويعلق ميلمان بأن من عادة كوهين ترتيب لقاءات "بالصدفة" أمام الكاميرات والصحافيين لكي يتمتع بصورة الرجل العام، وفي الوقت نفسه الظهور بمظهر الرجل الذي أقسم على العمل في الظل ضمن "أخوية" تجمع بينها السرية.
وبعد يوم واحد من العشاء قام الطيران الإسرائيلي بشن أشد غاراته تدميرا في شرق سوريا وقريبا من الحدود مع العراق، والتي قتل فيها حسب التقارير الأولية 23 شخصا معظمهم من أفراد فيلق القدس الإيراني.
ولكن المرصد السوري لحقوق الإنسان في بريطانيا ذكر أن عدد القتلى وصل إلى 57 قتيلا. وقالت مصادر استخباراتية أمريكية إن عددا من المباني دمرت بزعم استخدامها لتخزين معدات حساسة لها علاقة بالبرنامج النووي الإيراني وقطع لتحسين دقة الصواريخ التي كانت ستنقل إلى حزب الله اللبناني.
ومن المحتمل عدم ارتباط الغارات هذه بعشاء المطعم في واشنطن، لأن الغارات الجوية تقوم على معلومات استخباراتية ودراسة جدوى العملية التي يتم الحصول على معلوماتها من المهنيين والمحللين العسكريين والاستخبارات وصور الأقمار الاصطناعية، وليس عبر تبادل الحديث بين مدير مخابرات وعضو في الحكومة، وعلى عشاء في مكان عام. والحقيقة أن كوهين كان في واشنطن لوداع مديرة المخابرات الأمريكية جينا هاسبل التي سيحل محلها ويليام بيرنز، الدبلوماسي المخضرم الذي رشحه الرئيس المنتخب جوزيف بايدن.
اقرأ أيضا: CNN تكشف أحوال ترامب بأيامه الأخيرة.. غاضب وخائف ومعزول
طموح سياسي
كوهين وبومبيو سياسيان طامحان؛ فبعض التبجح والدعاية تظهرهما كمعارضين شرسين لإيران كما أن إحراج فريق بايدن الانتقالي يخدم طموحات الرجلين.
ويأمل كوهين في أن يكون رئيس الوزراء المقبل لو تقاعد بنيامين نتنياهو أو خسر الانتخابات مع فرص ضئيلة لحصول هذا. أما بومبيو فيخطط لترشيح نفسه لاحتلال مقعد ولايته كنساس في مجلس الشيوخ.
إلا أن اللقاء الدافئ في كافيه ميلانو ليس التلميح الوحيد عن التطورات في المستقبل، فالغارات الجوية تكشف عن طموح ونية.
وهجوم الثلاثاء هو الرابع من نوعه منذ الشهر الماضي ودليل على حملة إسرائيلية مكثفة لتخفيف الوجود الإيراني وحلفائه في سوريا.
ومنذ عام 2013 شنت إسرائيل آلاف الغارات ضد أهداف عسكرية مرتبطة بإيران في سوريا لكنها كانت من النادر ما تعلن مسؤوليتها أو تناقش العمليات. وتقول المصادر الأمنية الإسرائيلية إن الوجود العسكري الإيراني في سوريا دعما لنظام بشار الأسد قد انخفض خلال العامين الماضيين لعدة أسباب، منها انخفاض وتيرة الحرب والانخراط الروسي العميق في الشؤون السورية وانتشار كوفيد-19، والغارات الإسرائيلية التي أضرت بالمواقع الإيرانية وتلك التابعة لحزب الله في سوريا.
وبحسب المصادر الإسرائيلية فقد تمت غارات الثلاثاء على خلفية التخندق الإيراني على الحدود السورية-العراقية والتوتر المتزايد في المنطقة قبل وصول بايدن إلى البيت الأبيض.
وقدر مسؤول استخباراتي إسرائيلي أن هناك مصاعب لدى إيران في الحفاظ على نشر قواتها حول دمشق بسبب استمرار الغارات الإسرائيلية. وردا على هذا فقد نقلت معداتها مثل الصواريخ والطائرات بدون طيار إلى الحدود السورية-العراقية التي تخضع لسيطرة إيرانية كاملة وبعيدة عن إسرائيل. وقامت حسابات الإيرانيين على قدرة الصواريخ على ضرب إسرائيل من قواعدها الجديدة في محافظة دير الزور.
ويخشى الاحتلال الإسرائيلي بحسب "ميدل إيست آي"، من أمرين، الأول تراجع الاهتمام الأمريكي بالعراق بعد تولي بايدن الحكم، ما يعني سيطرة إيران الكاملة عليه..
والثاني، أن هناك إمكانية لعودة أمريكية إلى الاتفاقية النووية وتخفيف العقوبات التي فرضتها إدارة دونالد ترامب على طهران، ما يعني تخفيف المصاعب الاقتصادية ومنحها مساحة للمناورة.
وتأمل إيران في عودة إدارة بايدن للاتفاقية النووية وقيامها بإلغاء العقوبات المفروضة عليها سريعا. لكن طهران تعرف أنها ليست مهمة سهلة، فبايدن سيكون منشغلا بقضايا أكثر أهمية مثل مكافحة الوباء والاقتصاد بالإضافة إلى الصين وروسيا على الساحة الدولية.
وتواجه إيران التي تنتظر الانتخابات في حزيران/ يونيو تحديات الانقسام بين المعسكر المتشدد والمعتدل. فحكومة حسن روحاني المعتدلة سترضى برفع جزئي للعقوبات.
إلا أن المعسكر المتشدد الذي لا يريد منح المعتدلين انتصارا سيحاول تخريب المحادثات مع واشنطن وتأجيلها لما بعد الانتخابات.
ويعرف المعسكران أن من الأفضل تجنب عمليات عسكرية وعدم إغضاب الإدارة المقبلة. مع أن هناك اتفاقا على ضرورة الانتقام لمحسن فخري زاده عالم الذرة، وأنه يجب عدم الركوع أمام الغارات الإسرائيلية وعدم مغادرة سوريا. وفي المجمل فإن هناك اتفاقا بين أمريكا وإيران يلوح في الأفق، أما بين إيران وإسرائيل فالمواجهة مستمرة.
للاطلاع على النص الأصلي (هنا)
التايمز: لماذا قرر ابن سلمان التصالح مع قطر؟
التايمز: بايدن على خطى ترامب بالشرق الأوسط المضطرب
بوليتكو: قرارات العفو التي أصدرها ترامب تخص أصحابه ومعارفه