أنهى الجيش التركي سحب كل نقاط المراقبة التي كانت بحكم المحاصرة في محيط إدلب السورية، وذلك بعد نحو أربعة أشهر من تفكيكه لأول نقطة.
وانسحبت نقطة المراقبة الأخيرة من شمال مدينة سراقب على الطريق الدولي حلب- دمشق، وهو ما أثار تساؤلات حول تأثير هذه الخطوة على مستقبل التفاهمات التركية- الروسية في شمال غرب سوريا.
مرحلة جديدة
وعدّ مراقبون تحدثوا لـ"عربي21"، سحب النقاط (12 نقطة) التركية، أنها فارقة، وتؤذن بدخول إدلب مرحلة جديدة.
وقال رئيس "الهيئة السياسية" في محافظة إدلب، عاطف زريق؛ إن النقاط كانت ورقة ضغط على الجيش التركي، والانتهاء منها يعني انتهاء التهديد من جانب النظام وروسيا لهذه النقاط والجنود الأتراك بداخلها.
وأضاف زريق لـ"عربي21"، أن الجيش التركي عزز نقاط وجوده على خطوط التماس، ونقل هذه النقاط إلى مواقع بالقرب من الجبهات، ما يؤشر إلى دخول إدلب في مرحلة جديدة، عنوانها الهدوء النسبي.
وقال إن هدف الجيش التركي وفصائل المعارضة الحفاظ على ما تبقى من المناطق المُحررة، وما يدلل على ذلك الانتشار التركي الكثيف على طول خطوط الجبهات، وتحديدا في جبل الزاوية، وفق تقديره.
اقرأ أيضا: القوات التركية تنسحب من نقاط وتعيد التموضع بإدلب (خريطة)
من جانبه، قال الكاتب الصحفي التركي، عبد الله سليمان أوغلو؛ إن تركيا حشدت الكثير من القوات والعتاد العسكري في مناطق إدلب المختلفة، التي هي خارج سيطرة النظام، لذلك لا يمكن لأي قوة المغامرة بخرق خطوط التماس حاليا من خلال عمل عسكري بري.
وأضاف لـ"عربي21"، أن سحب النقاط المحاصرة التي كانت تشكل نقاط ضعف وخاصة رخوة، سيقوي الموقف التركي ضد الإخلال بوقف إطلاق النار من النظام"، موضحا أن "تركيا وروسيا حتى الآن متفقتان على إبقاء الهدوء في إدلب، وإن تخلل ذلك بعض أعمال قصف جوي ومدفعي بين الحين والآخر".
ورأى أن الوضع سيبقى حاليا كما هو عليه، إلى حين تسلم الإدارة الأمريكية الجديدة السلطة، وبيان موقفها تجاه المسألة السورية.
أما عضو الائتلاف السوري، زكريا ملاحفجي، فقال لـ"عربي21"؛ إنه مقابل سحب تركيا النقاط، تم تعزيز الموقف الدفاعي في جبل الزاوية، وهذا ما يجعلنا نستبعد أي عمل عسكري جديد، وفق تقديره.
وأشار ملاحفجي إلى أن "الظرف العام لا يساعد قوات النظام على بدء عمل عسكري، خصوصا إذا نظرنا للتطورات في البادية السورية" التي ينشغل النظام بها، لا سيما معاركه مع فلول تنظيم الدولة.
أما الكاتب والمحلل السياسي فراس علاوي، قال إن سحب النقاط التركية التي كانت بعمق مناطق سيطرة النظام، يأتي تطبيقا للتوافقات التركية- الروسية.
اقرأ أيضا: كتائب "خطّاب الشيشاني" المستهدفة لدوريات إدلب.. لمن؟
وأضاف لـ"عربي21"، أن ما جرى هو تنفيذ للخرائط التي حددها اتفاق "سوتشي" في آذار/ مارس الماضي.
وأضاف أن المرحلة اللاحقة لخطوة سحب نقاط المراقبة، ستبدأ بتطبيق التوافقات التركية- الروسية حول فتح الطريق الدولي حلب- اللاذقية (أم4).
وبحسب علاوي، فإن افتتاح الطريق الدولي قد يترافق مع تصعيد محدود من جانب روسيا، في حال رفضت بعض الفصائل الامتثال إلى ذلك.
وقال: "المرحلة الجديدة ستشهد تركيزا على تثبيت خطوط الفصل، ورسم الخرائط على الأرض".
وكان الجيش التركي قد بدأ بنشر محارس إسمنتية على طول الطريق الدولي (أم4)، ما عُد مؤشرا على قرب افتتاح الطريق الدولي.
البناء على التوافقات
بدوره، قال الباحث بالشأن السوري، أحمد السعيد؛ إن تركيا وروسيا ستنتقلان إلى مرحلة البناء على اتفاق سوتشي، أي فتح الطرق الدولية ومحاولة الحفاظ على الهدوء النسبي السائد على الجبهات.
وأضاف لـ"عربي21"، أنه من الواضح أن الجيش التركي وفصائل المعارضة لن تتساهل في الرد على الخروقات، وذلك لردع المليشيات الإيرانية التي لها مصلحة في تعطيل التفاهمات التركية- الروسية.
ومنذ آذار/ مارس الماضي، لا زال اتفاق وقف إطلاق النار ساريا في إدلب، مع تسجيل قصف مدفعي وعمليات تسلل من جانب النظام، لكن دون أن تنزلق المنطقة في تصعيد جديد.
وآخر عمليات القصف، سُجلت الخميس، حيث قصفت قوات النظام السوري مدينة أريحا بريف إدلب الجنوبي، ما أدى إلى مقتل مدني وزوجته وسقوط جرحى آخرين.
ماذا وراء قصف الاحتلال بسوريا قبل أسبوع من رحيل ترامب؟
من يقود الجهة التي اشتكى منها مخلوف برسالته إلى الأسد؟
"قسد" تضغط على النظام السوري لمنع تسليم عين عيسى