حمّل الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي المحتلة عام 1948، حكومة الاحتلال الإسرائيليي بزعامة بنيامين نتنياهو، مسؤولية محاولة اغتيال القيادي بالحركة الدكتور سليمان إغبارية.
وأكّد الخطيب في حديث لـ"عربي21"، أن "الحكومة الإسرائيلية هي المتهمة بهذه الجريمة وكل الجرائم".
والخميس، تعرّض إغبارية لمحاولة اغتيال، بإطلاق عدة رصاصات مباشرة عليه، حيث أصيب بجروح بالغة، أدخل على إثرها للمستشفى لتلقي العلاج.
تسع رصاصات
وفي تعليقه على الجريمة وخطورتها ومن يقف خلفها، قال الخطيب: "لطف الله هو من سلم الدكتور سليمان"، مؤكدا أن ما حدث مع إغبارية هو "عملية اغتيال، ليس أقل من ذلك".
وأضاف: "بالحد الأدنى، تسع رصاصات أصابت جسد الدكتور سليمان، بين ساقيه وبطنه، ومنها ما أصاب سيارته"، موضحا أن إغبارية كان برفقته الخميس لتقديم واجب العزاء في شاب فلسطيني قتل الثلاثاء الماضي بقرية "كفر قرع"، وافترقا الساعة الثانية بعد الظهر، حيث ذهب إغبارية إلى قطعة أرض له، و"هناك جاءه المجرمون وبدون مقدمات أطلقوا عليه النار".
وأوضح أن "الدكتور سليمان، أفنى كل عمره في خدمة أبناء شعبه؛ فكان أول رئيس للجنة إغاثة في الداخل الفلسطيني أنشئت في نهاية الثمانينيات، وذهب إلى البوسنة أكثر من مرة لإغاثة أهلنا هناك، وكان دائم الحرص على نجاح العمل الإغاثي في الضفة وغزة، وكان رئيسا لبلدية أم الفحم، إضافة إلى إدارة الكثير من المؤسسات في الداخل الفلسطيني، التي تعمل على خدمة شعبنا".
وقال: "ما حصل مع الدكتور سليمان أمس، نحن لا نتردد أبدا في توجيه أصابع الاتهام إلى المؤسسة الإسرائيلية، التي ما تزال تتعامل مع ظاهرة انفلات السلاح في الداخل، بإرادة سياسية مقصودة، من أجل المزيد من العبث بنسيجنا الاجتماعي في الداخل الفلسطيني".
اقرأ أيضا: هجوم بالرصاص يطال قياديا بالحركة الإسلامية بأم الفحم (شاهد)
نصرة القدس
وذكر القيادي البارز، أن وزير الأمن الداخلي السابق جلعاد أردان، الذي يشغل حاليا منصب السفير الإسرائيلي لدى واشنطن، صرح سابقا، أن "70 في المئة من السلاح المنتشر في الداخل الفلسطيني، مصدره مخازن الجيش والشرطة الإسرائيلية"، وهذا ليس لأن هذه المخازن سائبة وبدون حراسة، وإنما لأن هناك إرادة سياسية إسرائيلية في تسهيل سرقة أو بيع أو تسريب السلاح للمجموعات المنفلتة بداخلنا الفلسطيني".
وكشف أن "2020 انتهى بما لا يقل عن 110 من القتلى العرب في الداخل، ولم يمر 10 أيام من 2021 حتى سجل 6 قتلى من أبناء الداخل الفلسطيني، إضافة لعدد من الجرحى والمصابين".
وأكد نائب رئيس الحركة الإسلامية، أن "هناك توجها سياسيا رسميا منذ العام 2000، بعد هبة القدس والأقصى، ومفاجأة وذهول المؤسسة الإسرائيلية من ردة فعل أهلنا في الداخل، واصطفافهم إلى جانب أبناء شعبهم في نصرة القدس والأقصى وتقديم 13 شهيدا، من يومها كان هناك قرار سياسي غير معلن، بضرورة العبث بنسيج الداخل الفلسطيني، وعدم إبقاء هذا المخزون الاستراتيجي للشعب الفلسطيني دون أن يتم العبث فيه، وها نحن نرى نتائج هذا في تصاعد منذ 2000 وحتى الآن، ولكن بشكل جنوني وغير مسبوق".
ضرب النسيج
وعن الجهة التي لديها مصلحة عليا في تغييب إغبارية، نبه إلى أنها "جهة واحدة ووحيدة لا غير؛ المؤسسة الإسرائيلية وأذنابها وخدامها وعملاؤها في داخلنا الفلسطيني، الذي هم على ما يبدو أداة تنفيذ لهذه السياسية"، مؤكدا أن "هذا التصعيد النوعي لا يمكن أن يكون عبثا، وعلى ما يبدو هناك رغبة في جعل شعبنا الفلسطيني ينام ويستيقظ على أتون هذه النار المستعرة التي تأكل أبناءه، وفي ذات الوقت تغييب مَن أياديهم بيضاء وبصماتهم لا تمحى من سجل شعبنا".
وتابع: "حتى لو لم يكن الفاعل مباشرة هو من جهة المؤسسة الإسرائيلية، لكن واضح أن أصابع السياسية الإسرائيلية حاضرة في المشهد"، لافتا إلى أن "القيادات كافة في الداخل الفلسطيني، تحمل الحكومة الإسرائيلية ما يجري في الداخل، ولا يمكن إلا أن يتم تحمليها".
وأشار الخطيب إلى حادثة مقتل امرأة يهودية قبل أسبوعين، مضيفا: "لم يمر أكثر من 36 ساعة حتى عثر على القاتل، لكن قبلها بثلاثة أيام قتل 3 شبان عرب من باقة الغربية، ولم يكشف عن الجاني حتى الآن، وقتل منذ بداية العام 6 شبان عرب، ولم يكشف عن الجاني".
وتساءل: "لماذا عندما قتلت امرأة يهودية في غابة عثر على الجاني بسرعة؟ وعندما يكون الضحية عربي فلسطيني يتم غض الطرف والتذرع بعدم القدرة على الوصول إلى الجاني؟". مضيفا: "واضح، هي محاولة لمواصلة ضرب النسيج، وإدخالنا في صرعات عائلية ومع تجار السلاح وغيرهم، لذلك؛ الحكومة الإسرائيلية هي المتهمة بهذه الجريمة وكل الجرائم".
وفي رسالته لأبناء الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل، قال: "إيانا أن يصل بنا هؤلاء القتلة ومن خلفهم إلى خانة اليأس، الإحباط أو الشعور بأننا مجتمع فقد البوصلة، سيظل الخيرون هم الأكثر والأغلبية الساحقة، والشرفاء والصادقون والوطنيون، وأصحاب الهمة العالية والغيرة والنخوة، هؤلاء هم شعبنا ومن يمثلونه، ومن ثم لن نسمح بالتعاطي مع كل هذه الجرائم ومن يقف خلفها، بلهجة الضعيف، وسيبقى أخيارنا وشبابنا والشرفاء هم قارب النجاة وحبل إنقاذ لهذا المجتمع".
الأردن والسلطة يدينان التوسع الاستيطاني الجديد للاحتلال
وفاة سجين أردني محكوم بتهمة محاولة مهاجمة سفارة الاحتلال
منظمة بيتسيلم: إسرائيل دولة فصل عنصري تضطهد الفلسطينيين