موقع أمريكي: السيسي ينشئ شركة لتلميع صورته أمام بايدن

تستعد مصر للمرحلة المقبلة في الولايات المتحدة الأمريكية، بالاعتماد على عدد من الشخصيات المعروفة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري كي يعملوا لها "لوبياً" ضاغطا في واشنطن، مع اقتراب تولي جو بايدن الرئاسة الأمريكية خلفا لدونالد ترامب.

جاء ذلك في تقرير ترجمته "عربي21"، أعده جوليان بيكت محرر موقع "فورين لوبي ريبورت"، رصد خلاله هذه التحركات المصرية الأخيرة.

وقال بيكت: "لم تضيّع الحكومة المصرية الوقت حيث شكلت فريقا قويا يضم شخصيات مثل النائب السابق إد رويس، ومساعد سابق لزعيمة الغالبية الديمقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي"، من أجل الضغط في الولايات المتحدة.

ووقع السفير المصري في واشنطن معتز زهران، الاثنين، عقدا بقيمة 65 ألف دولار في الشهر مع شركة "براونستين حيات فاربر شريك"، وذلك في الأسبوع الأول من فوز المرشح الديمقراطي جوزيف بايدن بانتخاب الرئاسة.

ووقع نيابة عن الشركة ومقرها دينفر مدير السياسة إد رويس، النائب الجمهوري السابق عن كاليفورنيا، وكان قد ترأس لجنة الشؤون الخارجية في الفترة ما بين 2013- 2018.

وسيقوم نديم الشامي، المدير السابق لطاقم رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي السابق، ومن خلال خبرة 25 عاما قضاها في الكونغرس، بمتابعة العمل إلى جانب رويس.

وولد الشامي في الولايات المتحدة لكنه قضى طفولته في مصر. كما سينضم اثنان من شركاء الشركة، مارك لامبكين، الجمهوري الذي يقوم باللوبي ويدير فرع الشركة في واشنطن العاصمة، وجامع التبرعات الديمقراطي المعروف ألفريد موتور المسجل في الحساب. وانضم إليهم مدير السياسة دوغلاس ماغوير.

اقرأ أيضا: لماذا يُعد فوز بايدن خسارة كبيرة للسيسي؟.. خبراء يجيبون

وبحسب الإقرار المقدم إلى وزارة العدل، فستقوم الشركة بتقديم خدمات علاقات عامة واستشارات استراتيجية في موضوعات أمام الحكومة الأمريكية. ومدة العقد هي عام وهناك فرصة لمراجعته وتقييمه بعد نهايته.

وجاء التحرك وسط مخاوف القاهرة من عودة نفس اللاعبين الذين حملوهم مسؤولية الربيع العربي وسقوط نظام حسني مبارك.

وتقول ميشيل دان، مديرة برنامج الشرق الأوسط بوقفية كارنيغي للسلام العالمي: "من الواضح أنهم قلقون، وعندما بدا واضحا أن بايدن سيكون الفائز، سارع السيسي إلى إرسال تهانيه وترى الآن كل وزراء الخارجية السابقين والمسؤولين الكبار يتحدثون في البرامج الحوارية لتطمين أنصار الحكومة في مصر أن كل شيء سيكون على ما يرام مع بايدن".

وكان الرئيس دونالد ترامب، الذي عرف عنه وصفه السيسي في قمة الدول السبع في فرنسا العام الماضي بـ" ديكتاتوري المفضل"، قد حمى القاهرة من جهود الكونغرس لمعاقبة مصر بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك وفاة المواطن الأمريكي مصطفى قاسم في السجن المصري.

كما دعمت إدارة ترامب أولويات الدبلوماسية المصرية من خلال ممارسة الضغط على إثيوبيا بشأن خطط الأخيرة لملء سد النهضة العظيم والذي يهدد دول المصب، خاصة مصر.

وبعد تأكد الحكومة المصرية من دعم الإدارة الأمريكية لها فقد أنهت العقد مع شركة اللوبي "غلوفر بارك غروب" في كانون الثاني/يناير 2019 بعد المقابلة الكارثية مع السيسي التي أجراها برنامج "ستون دقيقة" في شبكة "سي بي أس" والتي ضغط فيها سكوت بيلي على السيسي بشأن سجله في حقوق الإنسان.

ومثلت شركة اللوبي حكومة السيسي منذ 2013 عندما توقفت الشركات الأخرى عن التعامل مع مصر عقب الانقلاب على الرئيس محمد مرسي.

وكشفت رسائل إلكترونية مسربة لسفير الإمارات في واشنطن، يوسف العتيبة أن الإمارات هي التي دفعت فاتورة شركة بارك غلوفر، كما كشف موقع "ذا انترسيبت" في 2017. ولا يعرف إن كانت الإمارات هي التي ستدفع هذه المرة. ولم يجب رويس على طلب التعليق.

وفي الوقت نفسه زاد نقاد مصر من جهود التعاون مع جماعات الضغط.

وعلى سبيل المثال، استأجرت إثيوبيا شركة القانون "بارنز أند ثورنبيرغ" في نهاية حزيران/يونيو بعدما ظهر لها أن الإدارة الأمريكية متحيزة لمصر.

اقرأ أيضا: WP: أمريكا ترامب لم تكن تختلف عن مصر السيسي

وفي ذات السياق، فعل منتقدو النظام المصري ودعاة حقوق الإنسان نفس الشيء. فمبادرة الحرية التي أنشأها السجين السابق محمد سلطان استأجرت أول شركات اللوبي في آب/أغسطس للدفاع عن السجناء السياسيين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأعلن سلطان يوم الجمعة عن الإفراج عن خمسة من أقاربه اعتقلوا من طرف السلطات المصرية انتقاما منه لتقديمه دعوى قضائية ضد رئيس الوزراء الأسبق حازم الببلاوي، في خطوة اعتبرت أنها "محاولة لتخفيف التوتر مع إدارة بايدن المقبلة".

كما جعلت منظمة الديمقراطية من أجل العالم العربي، والتي كان يعد لها الصحافي جمال خاشقجي قبل مقتله، مصر أولوية لها إلى جانب السعودية والإمارات.

وفي تقرير نشره موقع "ميدل إيست آي" في لندن، دعت جماعة الإخوان المسلمين التي صنفتها حكومة السيسي كمنظمة إرهابية بايدن لإعادة النظر في السياسات السابقة التي دعمت الديكتاتوريات في العالم، وذلك أثناء فترة ترامب.

وجاء في بيان للجماعة: "نحث إدارة بايدن على التنديد بالجرائم والانتهاكات التي ارتكبها الطغاة ضد شعوبهم"، مضيفا: "نعتبر السياسات التي تتجاهل خيارات الشعوب والتي تعزز العلاقات مع الديكتاتوريين غير مناسبة بالمطلق وهي تمثل اختيارا للوقوف على الجانب الخطأ من التاريخ".

في المقابل، فإن الجهات الحكومية لها رؤية أيضا، ففي مقابلة مع أحمد موسى، المذيع المؤيد للنظام، فإن وزير الخارجية المصري السابق عمرو موسى، بعدما انتقل من العربية إلى الإنجليزية، أخذ يقول "لوبي، لوبي، لوبي"، وربما ردد "لوبي" 20 مرة في مقابلة استمرت 40 دقيقة.

وردد عمرو موسى الكلمة مرة بعد الأخرى، قائلا: "علينا القيام بعملية لوبي مجنونة، وليس على الإدارة فقط بل في الكونغرس ومنظمات المجتمع المدني والإعلام".