سياسة عربية

مظاهرات "جمعة الغضب" تعم محافظات مصرية (شاهد)

التظاهرات "الغاضبة" في مصر بدأت تتسع في العديد من المناطق المصرية- مواقع التواصل التظاهرات "الغاضبة" في مصر بدأت تتسع في العديد من المناطق المصرية- مواقع التواصل
التظاهرات "الغاضبة" في مصر بدأت تتسع في العديد من المناطق المصرية- مواقع التواصل

انطلقت تظاهرات احتجاجية في مصر، عقب صلاة الجمعة، ضمن فعاليات ما يُعرف بـ"جمعة الغضب" التي دعا لها ناشطون ومعارضون، أبرزهم الفنان والمقاول محمد علي.   

وخرجت التظاهرات في قرى ومدن بمحافظة الجيزة أبرزها "أم دينار"، و"العطف"، والكونيسة، وطموه، والمنصورية، و"المنيب"، و"الهرم"، و"أطفيح"، و"العياط"، و"الشوبك"، و"الشرفا"، و"أبو نجم"، و"6 أكتوبر"، و"البليدة".

 

ورغم الحصار الأمني المتواصل عليها، نظم أهالي بقرية الكداية في محافظة الجيزة، التي انطلقت منها شرارة مظاهرات 20 سبتمبر الجاري، تظاهرة احتجاجية تندد بنظام السيسي.

 

كما وصلت الاحتجاجات، قرى "قلندول"، و"بني مزار"، و"زاوية السلطان"، و"تلة"، و"جبل الطير" بمحافظة المنيا، ومنطقة "حلوان"، و"المرج"، و "كوتسيكا" بحي طرة في القاهرة، وقرى "شطا"، و"كفر سعد"، و"ميت أبو غالب" بمحافظة دمياط.

 

وأيضا تظاهر مواطنون في قرية "إسنا" بالأقصر، وقرية "البواريك" بمحافظة سوهاج، ومدينة المنصورة بالدقهلية، و"شبرا الخيمة" بالقليوبية، وقرية "أبو تشت" بمحافظة قنا، وحي "الجناين" بمحافظة السويس، و"عزبة الفرعون"، و"المعمورة" في الإسكندرية، و"كفر اطوب" بمحافظة بني سويف.

 

 

 

 

وطالب المتظاهرون برحيل رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، منددين بالإجراءات والممارسات التي يتبعه نظامه، والتي أدت لتردي الأوضاع المعيشية لملايين المصريين.

وردد المتظاهرون هتافات مناوئة للسيسي وتطالب برحيله عن السلطة، منها "واحد اتنين.. الجيش المصري فين"، و"بالطول بالعرض هنجيب السيسي الأرض"، و"لا إله إلا الله.. والسيسي عدو الله"، و"إرحل يا فاشل"، "إرحل يا بلحة"، و"قول متخفشي.. السيسي لازم يمشي"، و"انزلوا من بيوتكم السيسي قتل ولادكم"، وغيرها من الهتافات.

وعبّر المتظاهرون عن غضبهم ورفضهم التام للممارسات والإجراءات التي يتبعها النظام الحاكم، والتي كان آخرها فرض "قانون التصالح في مخالفات البناء"، الذي أثار تطبيقه غضبا واسعا في البلاد.

 


وشهدت بعض المناطق تظاهرات جديدة تُنظم لأول مرة منذ اندلاع تظاهرات 20 أيلول/ سبتمبر المستمرة لليوم السادس على التوالي.

 

وأكدت وسائل إعلام معارضة أن أكثر من 50 قرية ومدينة في العديد من المحافظات المصرية شهدت احتجاجات وتظاهرات ضمن فعاليات "جمعة الغضب" للمطالبة برحيل السيسي عن سدة الحكم.

 

وقام متظاهرون بإزالة لافتة لـ "السيسي" كانت معلقة على واجهة أحد المباني في مدينة "بني مزار" بمحافظة المنيا، ثم قاموا بتقطيعها ودهسها بالأقدام، على غرار المشهد الشهير بتمزيق صور الرئيس المخلوع حسني مبارك في مظاهرات المحلة الكبرى بمحافظة الغربية عام 2008.

 

 

كما قام متظاهرون بقرية منشأة العماري في الأقصر بحرق صورة السيسي وداسوها بالأقدام ثم أشعلوا النيران فيها.

 

وقطع متظاهرون في القاهرة طريق الأوتوستراد الرئيسي بمنطقة طرة، مطالبين برحيل السيسي.

 

 

وقامت قوات الأمن بمحاولة فض تظاهرات متفرقة عبر استخدام الخرطوش والغاز المسيل للدموع، واعتقال عددا من المشاركين في المسيرات الاحتجاجية، مثلما حديث في قرية "أم دينار" بالجيزة، ومركز "ميت أبو غالب"، وقرية "شطا" في دمياط، حسب روايات بعض شهود العيان.

 

 

وفي ذات السياق، تصدر وسم "#مش_هنرحمك_ياداخليه_نازلينلك" قائمة الأكثر تداولا على موقع "تويتر" في مصر، احتجاجا على سحل وتعذيب متظاهر مصري بمدينة الأقصر جنوبي البلاد، فضلا عن تصدر وسمي "#الجمعة_بداية_مش_نهاية"، و" "جمعه الغضب"، ليتواكب الاحتجاج الإلكتروني مع الاحتجاجي الميداني على الأرض.

 

 

وقال مدير مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان، محمود جابر، إنه من خلال متابعاتهم الحقوقية لحالة الحراك الشعبي في مصر، ودعوات التظاهر السلمي، بداية من يوم 20 أيلول/ سبتمبر، وحتى الأربعاء، فقد تلقوا أنباء تفيد بقيام الشرطة المصرية بإلقاء القبض على أكثر من 200 مواطن، منهم من هو في سن الطفولة (لم يتجاوز الثامنة عشرة)، وغالبيتهم من الشباب والطلاب.

ولفت جابر، في تصريح لـ"عربي21"، إلى أن "قوات الأمن شنت حملة اعتقالات جديدة أمس الخميس طالب عشرات المواطنين، وذلك بعد مداهمة منازلهم تزامنا مع دعوات لمظاهرات (جمعة الغضب)"، منوها إلى أنه لم يتسن لهم حصر حصيلة الأعداد الأخيرة للمعتقلين منذ اندلاع موجة الاحتجاجات الأخيرة.

إلى ذلك، أكدت مصادر قيام قوات الأمن بترحيل الأطفال المعتقلين بمحافظة أسوان على خلفية التظاهرات الأخيرة إلى القاهرة، وذلك رغم وعود للأهالي بالإفراج عنهم لحثهم على فض وقفتهم الاحتجاجية التي نظموها، الأربعاء، أمام مديرية الأمن احتجاجا على اعتقال أبنائهم.

 

وفي هذا السياق، نظم ناشطان مصريان وقفة احتجاجية رمزية أمام القنصلية المصرية بمدينة إسطنبول التركية، تضامنا مع الحراك الاحتجاجي "الغاضب" بمصر.

وقال الناشط السياسي المصري، حسام المتيم، وهو أحد المشاركين بالوقفة الرمزية أمام قنصلية مصر بإسطنبول، إن وقفتهم تأتي "تثمينا لشجاعة الشعب المصري في الخروج ضد السيسي ونظامه العسكري، وللمطالبة برحيله بعدما قاد مصر إلى الخراب، وهدد شعبها بالإبادة، وهدم منازل المصريين".

وأوضح، في تصريح لـ"عربي21"، أن "مجموعات شبابية مصرية في الخارج رأت مساندة ومشاركة الشعب المصري في مطالبه عبر تنظيم وقفات احتجاجية رمزية وحاشدة أمام السفارات والقنصليات المصرية، وهو ما حدث بالفعل اليوم أمام القنصلية المصرية بإسطنبول، وجاري تنظيم عدد من الوقفات في كندا والولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول أوروبا".

 


وفي مقابلة خاصة مع "عربي21"، قال الفنان والمقاول المصري محمد علي؛ إن "الحراك الاحتجاجي الذي شهدته مصر أمر فارق ونادر في مسيرة بلادنا، وهو بداية مهيبة ومختلفة في الشارع المصري"، مشدّدا على أن "هذا الحراك سيكون له ما بعده، والعالم أجمع سيرى ما سيحدث في مصر قريبا بفضل الله ونضال المصريين الأحرار".

وأضاف "علي" أن "هذه الاحتجاجات شعبية أصيلة خرجت من قلب ورحم الشعب، وتأثرت بحالة الغضب والوعي المتنامي في صدور المصريين وعقولهم"، مؤكدا أن "حالة الغضب والوعي بدأت تحطم جدران الخوف والصمت التي تجثم على صدور الجميع".

ونوّه "علي" إلى استشعاره "قرب النصر، وأن نهاية نظام السيسي باتت مسألة وقت، ولذلك يجب علينا جميعا أن ننتهز تلك الفرصة ونعمل ليل نهار على إكمال المسيرة التي كتبها الشعب بدمائه، وقدّم في سبيلها أعظم التضحيات".

ورغم حملات الاعتقال والاستنفار الأمني الكبير في الميادين الرئيسية، تشهد محافظات ومدن وقرى مصرية تظاهرات احتجاجية مستمرة منذ يوم 20 أيلول/ سبتمبر الجاري وحتى اليوم، لا سيما في القاهرة، والجيزة، والبحيرة، والإسكندرية، وأسوان، والقليوبية، والمنيا، وأسيوط، وسوهاج، والفيوم؛استجابة لدعوات التظاهر التي أطلقها الفنان والمقاول محمد علي.

 

وتُعد تلك الاحتجاجات نادرة ولأول مرة تشهدها البلاد منذ نحو عام، وهي امتداد للتظاهرات النادرة التي خرجت في 20 أيلول/ سبتمبر 2019.

 

وكما هي العادة، شنت وسائل الإعلام الموالية للنظام هجوما حادا على دعوات التظاهر، واعتبرتها جزءا من مؤامرة خارجية تستهدف إسقاط الدولة، حسب زعمها.


ونهاية الشهر الماضي، قال السيسي إنه يمكن إجراء استفتاء شعبي على استمرار بقائه في الحكم في حال عدم رضا الشعب المصري عن الإجراءات التي يتخذها، مؤكدا أنه لو أراد المصريون رحيله عن السلطة فلن تكون لديه مشكلة، على حد قوله، ومهددا بتدخل الجيش المصري.