كشفت صحيفة "صاندي تلغراف" أن وزير الخزانة
السابق، فيليب هاموند، أرسل رسالة في أيامه الأخيرة كوزير للخزانة إلى وزير المالية السعودي، الذي عينه لاحقا مستشارا.
وقالت الصحيفة إن هاموند عرف بقدرته على فهم البيانات
لا بسحره. ولكن في أيامه الأخيرة كوزير للمالية خصص وقتا لكتابة رسالة إلى وزير المالية
السعودي محمد الجدعان، الذي عينه مستشارا مدفوع الأجر. وكتب هاموند الرسالة قبل ثلاثة
أيام من استقالته؛ لتوقعه فوز بوريس جونسون كزعيم لحزب المحافظين.
وكتب هاموند على ورقة رسمية، وخاطب الجدعان بـ"سيادتكم"، وقال إنه كان سعيدا باللقاء الذي جرى بينهما في جدة، مضيفا: "سررت بالعمل معك
خلال السنوات الثلاث الماضية"، وتابع: "أتطلع لمعرفة أولويات السعودية في
رئاستها القادمة لمجموعة جي20. ونحن ملتزمون للعمل معكم من أجل تقديم رئاسة ناجحة".
وتستدرك الصحيفة: "لا يعرف إن كان هاموند
يتحدث نيابة عن نفسه عندما استخدم كلمة "نحن" أو عن الحكومة". لكن بعد
عام عين كمستشار براتب لوزير المالية السعودي كي يقدم النصيحة في أمور تتعلق بالضريبة
الرقمية وبرئاسة السعودية لمجموعة العشرين، التي بدأت في كانون الأول/ ديسمبر 2019.
وأخبر هاموند اللجنة الاستشارية للتعيينات المالية، التي تقوم بمراقبة تعيينات الوزراء بعد تركهم عملهم الرسمي، أن طلب الاستشارة جاءه
في وقت قصير، ولكي يعمل كمستشار للجدعان حتى نهاية 2020، وقال إن رسالته جاءت بعد رحلة
استمرت يومين إلى السعودية في 6 تموز/ يوليو 2019، قبل أسابيع من استقالته.
وفي ذلك الوقت، كشفت استطلاعات الرأي أن جونسون
متقدم على منافسه جيرمي هانت لزعامة حزب المحافظين خلفا لتيريزا ماي، وكانت النتائج
ستعلن في 23 تموز/ يوليو.
والتقى هاموند في رحلته الأخيرة كوزير مع الملك
سلمان في قصر السلام، وكان الجدعان حاضرا، ثم التقيا في مكتب الجدعان في جدة.
وبحسب مذكرة اللقاء بين هاموند والجدعان، "فقد أكدا على أهمية الشراكة التجارية والاستثمار" بين البلدين، وأكدا على
أن بريطانيا مستعدة للتعاون وتقديم الدعم للسعودية في أثناء رئاستها لمجموعة العشرين.
وفي الرسالة التي اطلعت عليها الصحيفة وتعود إلى
18 تموز/ يوليو 2019، عبّر هاموند عن سعادته بعلاقة العمل بينهما خلال السنوات الثلاث الماضية، وشكر الوزير على "ضيافته الكريمة"
خلال الزيارة.
وحصلت الصحيفة على الرسالة بناء على قانون حرية
المعلومات. وأكد هاموند في حينه في مقابلة مع "بي بي سي" أنه يخطط للاستقالة
بعد أيام. وقال: "أنا متأكد من أنني لن أعزل؛ لأنني سأستقيل قبل أن نصل إلى تلك
النقطة، أنوي الاستقالة قبل أن تذهب تيريزا ماي إلى القصر لتقديم استقالتها يوم الأربعاء".
وأنشأ هاموند شركته الاستشارية "ماتركيس بارتنرز"
في كانون الثاني/ يناير 2020. وفي نيسان/ أبريل، حصل على نصيحة رسمية من اللجنة الاستشارية
للتعيينات المالية حول عمله مع الجدعان.
وقال رئيس اللجنة لورد بيكلز: "نظرت اللجنة
في هذا التعيين، وإن كان مكافأة أم لا. ولاحظت اللجنة أنه قابل أعضاء في دولة ذات سيادة، وهي المملكة العربية السعودية وبصفته وزيرا للخزانة، وبمن فيهم وزير المالية السعودي. لكن وزارة الخزانة تؤكد أنه لم يتخذ قرارات أو تحركات وهو في المنصب أثارت مخاوف من أن
التعيين هو مكافأة".
وأخبرت الوزارة اللجنة أن عمل هاموند الاستشاري
في الضريبة الرقمية "متناسق مع مصالح بريطانيا".
وقال متحدث باسم هاموند إنه حظي "بدعم وتعاون كامل من الحكومة"، وأن الرسالة التي كتبها كانت روتينية، وجاءت بعد زيارته: "ومن الأخلاق شكر من استضافك".
التايمز: عزل قائد التحالف باليمن تغطية على فشل ابن سلمان
مقتطفات من كتاب الدم والنفط: ابن زايد يظن نفسه جيمس بوند
مضاوي الرشيد عن تركة "سلمان": فقد العالم الثقة في السعودية