تتواصل الجهود الدولية لاحتواء التوتر المتصاعد في شرق المتوسط بين اليونان وتركيا، وسط ترقب لمباحثات عسكرية غدا الخميس، برعاية حلف شمال الأطلسي.
وتأجل اجتماع بين وفدين عسكريين تركي ويوناني في مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل إلى يوم غد الخميس، بعد أن كان مقررا أمس الثلاثاء.
وساطة روسية
وأمام هذا التوتر عرضت روسيا الوساطة من أجل الحوار إذا رغبت الأطراف المعنية، وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن موسكو مستعدة للمساعدة بالوساطة.
وقال لافروف خلال اجتماع مع رئيس قبرص اليونانية، نيكوس أناستاسيادس في نيقوسيا: "بالنسبة لعلاقاتكم مع تركيا، نحن مستعدون لتشجيع الحوار المستند إلى المصالح المشتركة والسعي لقرارات عادلة وتستند إلى القانون الدولي".
وأضاف: "تعتبر روسيا أي خطوات يمكن أن تؤدي إلى تصاعد التوتر (في شرق البحر المتوسط) غير مقبولة".
تشاووش أوغلو: اليونان لا تريد الحوار
بدوره قال وزير الخارجية التركية، مولود تشاووش أوغلو، إن اليونان أثبتت بشكل واضح في الآونة الأخيرة أنها لا تؤيد الحوار، من خلال رفضها لمبادرات الناتو والاتحاد الأوروبي، مضيفا: "إذا كانت (اليونان) واثقة من نفسها فلتجلس على طاولة المفاوضات، ولتصرح للجميع بأنها على حق".
اقرأ أيضا: تأجيل اجتماع تركي يوناني برعاية الناتو للخميس المقبل
وأكد أن تشاووش أوغلو أن بلاده تدعم كافة المبادرات الرامية لحل الأزمة القائمة في شرق المتوسط، على عكس اليونان التي رفضت مبادرة الناتو مؤخرا.
وشدد على أن جميع المناورات التي تجريها بلاده في شرق المتوسط، مطابقة لمعايير وقرارات حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وكانت اليونان تشترط لبدء المباحثات، سحب تركيا لسفينة "أوروتش رئيس" من قبالة جزيرة "ميس" اليونانية، فيما تشدد تركيا على أنها مع أي حوار غير مشروط.
واتهمت تركيا مؤخرا فرنسا ورئيسها إيمانويل ماكرون، بتحريض اليونان، وتأجيج التوترات في شرق المتوسط، وتأليب الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على أنقرة.
تركيا تشارك باجتماع برلماني أوروبي
وذكرت صحيفة "حرييت" التركية، أن لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي، ستناقش اليوم الأربعاء التطورات في شرق المتوسط.
وأشارت في تقرير ترجمته "عربي21"، إلى أنه بالبداية كان من المتوقع أن يشارك في الاجتماع وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس فقط، ولكن بعد تأكيد تركيا على أنه لا يمكن معالجة القضايا من جانب واحد، فقد فتحت الطريق أمامها في جلسة اللجنة البرلمانية الأوروبية.
وأضافت أنه بعد الإعلان عن مشاركة وزير الخارجية التركي باجتماع لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي عبر الفيديو كونفرنس، فقد تراجع نظيره اليوناني عن المشاركة.
وأشارت إلى أن ميلتياديس فارفيتسيوتيس نائب وزير الخارجية الفرنسي سيشارك بالاجتماع بدلا من ديندياس.
وذكرت الصحيفة، أنه من المتوقع أن يجيب تشاووش أوغلو عن كافة أسئلة أعضاء البرلمان الأوروبي بشأن شرق المتوسط.
اقرأ أيضا: أردوغان ينتقد "استفزازات أوروبية" بشأن المتوسط ويطالب بالعدالة
اجتماع عسكري تركي يوناني في بروكسل
ومن المقرر أن تجتمع الوفود العسكرية التركية واليونانية يوم غد الخميس في مقر الناتو في بروكسل.
وذكرت صحيفة "حرييت"، أن الاجتماع الذي تم تأجيله يومين بطلب من رئاسة اللجنة العسكرية للناتو، سيبحث آلية لاتخاذ تدابير لمنع نشوب اشتباكات بين أثينا وأنقرة في شرق المتوسط.
وأشارت إلى أن هناك مماطلة يونانية للجلوس على الطاولة، ومن المقرر أن تناقش اليوم هيئة صناع القرار في الناتو بمشاركة ممثلي الدول الأعضاء، التطورات في شرق المتوسط.
ونقلت الصحيفة عن مصادر، أن اليونان ستسعى الأربعاء، للحصول على الدعم من الدول الأوروبية، وتكرار ادعاءاتها، وتخطط للذهاب به للاجتماع الفني على المستوي العسكري غد الخميس.
وذكرت، أنه من المتوقع في اجتماع غد الخميس، أن تناقش الوفود العسكرية من البلدين "إجراءات لمنع نشوب صراع".
وأضافت أن الجانبين سيحددان المناطق المتنازع عليها وغير المتنازع عليها في شرق البحر الأبيض المتوسط.
ويتوقع خبراء أتراك أن التوترات العسكرية و"حروب المناورات" تهدف لإنهاء التوتر، وسعي الجانبين للحصول على قوة تفاوضية على الطاولة.
وأكد الأمين العام لحلف الناتو ستولتنبرغ، أن المحادثات داخل التحالف لم تكن بديلا عن مبادرة الحوار السياسي التي تقودها ألمانيا.
أين الأمم المتحدة؟.. أوامر للفرقاطات الحربية بالرد
وذكرت صحيفة "صباح" أنه في اجتماع مجلس الوزراء الذي عقد أول أمس، برئاسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تم تقييم الوضع الأخير في شرق المتوسط.
وأضافت أن الاجتماع ناقش سعي اليونان لنقل التطورات في شرق المتوسط وبحر إيجة بلغة عدوانية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
اقرأ أيضا: جهود دولية لاحتواء التصعيد شرق المتوسط.. هل تنجح؟
ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية أن الأمم المتحدة لا تتخذ موقفا حول هذه القضايا، وتؤيد الحوار والوساطات بشأنها.
وأشارت المصادر الدبلوماسية إلى أن تركيا أظهرت موقفا بناء بالتوازي مع حراك الناتو.
من جهة أخرى، نقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية، أن السفن الحربية التي تحمي سفينة "أوروتش رئيس"، صدرت إليها تعليمات بالرد المباشر على أي هجوم من الجانب الآخر (اليونان).
وفي السياق، ذكر الباحث التركي، حسن اوزكان، أن القانون الدولي في صف تركيا، موضحا أنه وفقا لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982، فإنه يجب أن تمتثل اتفاقيات ترسيم الحدود البحرية لمبدأ الإنصاف.
وأضاف في حوار مع صحيفة "يني شفق"، أنه بالنظر إلى القرارات السابقة، فإنه يتعين على محكمة العدل الدولية بالفعل اتخاذ قرار لصالح تركيا.
وأشار إلى أن اليونان التي تدرك ذلك جيدا، تنتهك الحقوق على أساس سياسي، لأنها تعلم جيدا أنه قانونيا ليس لصالحها، وفي اتفاقيتهم مع إيطاليا دحضوا أطروحاتهم التي يطرحونها حاليا مع تركيا.
تأجيل اجتماع تركي يوناني برعاية الناتو للخميس المقبل
أنقرة: أثينا تصعد في "المتوسط" دون إدراك حجمها وقدراتها
رغبة تركية بالحوار.. وطلب يوناني بسحب "أوروتش رئيس"