بمناسبة الذكرى الأولى للاحتجاجات النادرة التي شهدتها مصر العام الماضي، أطلق
الفنان ومقاول الجيش محمد علي، ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات جديدة
للتظاهر يوم 20 أيلول/ سبتمبر الجاري، للمطالبة بـ "رحيل رئيس الانقلاب عبد
الفتاح السيسي، وإسقاط نظامه، وإنقاذ البلاد".
ودعا "علي"، في تدوينة له على موقع "الفيسبوك"، السبت،
الشعب المصري للتظاهر مُجددا، قائلا: "انزل 20 سبتمبر.. ثوره شعب مقهور ومظلوم"، مطلقا على تلك الاحتجاجات المرتقبة شعار "ثورة شعب".
وأضاف: "أنا لا أعرف الاستسلام ومؤمن تماما أن ربنا هيجمعنا
وينصرنا، لأننا أصحاب الحق، وأعتقد أن السنة ديه (الحالية) كفيلة أنها كشفت لكم
حاجات كتير. اللهم جمع المصريين، ولم شملهم، لإنقاذ بلدنا الغالية مصر".
وتصدر وسم "#انزل_20_سبتمبر" الذي دشّنه محمد علي قائمة أعلى
الهاشتاغات رواجا في مصر عبر موقع "تويتر".
ودعا نشطاء للكتابة على جدران المباني في الشوارع وعلى العملات الورقية
عبارات تطالب بإسقاط النظام الحاكم، ومنها "#مش_عاوزينك_ياسيسي"،
و"#انزل_20_سبتمبر"، و"#ارحل".
وحظي الوسم بتفاعل كبير، حيث غرد فيه ناشطون غاضبون من قانون "إزالة
التعديات" الذي أثار
جدلا وغضبا واسعا في مصر، بعد قرار الحكومة بإزالة ما أسمته "التعديات"
على الأراضي الزراعية المملوكة للدولة، والمباني المخالفة التي تم بناؤها على مدار
10 سنوات، بعد اندلاع ثورة 25 يناير.
وقامت الحكومة المصرية بإزالة آلاف المنازل المسكونة، وطرد الأسر منها،
بدعوى أنه تم بناؤها بطريقة مخالفة للقانون، حيث شهدت محافظة الدقهلية إزالة 1200
منزل وإخلاء 3700 أسرة منها، وفقا للصفحة الرسمية للمحافظة على موقع فيسبوك.
وخلال الفترة
الماضية رصدت مقاطع مصورة، أحوال المصريين المعيشية والاجتماعية والاقتصادية والتي
باتت تنذر بكوارث زادت حدتها مع تفشي فيروس كورونا وإخفاقات السيسي في إدارة ملفي
سد النهضة والأزمة الليبية.
وعدد ناشطون
عبر منصات التواصل الاجتماعي، إخفاقات السيسي على كافة الأصعدة، ورصد بعضهم حالة
الاحتقان الداخلي للمواطنين والتي تفاقمت خلال الأيام الأخيرة بعد قرارات رفع
أسعار المواصلات العامة وخفض وزن رغيف الخبز ثم هدم المساجد ومنازل البسطاء بدعوى
المخالفة.
وكان مصريون، دشنوا في وقت سابق وسم (#السيسي_يهدم_بيوتنا)، حيث عبّروا عن
غضبهم بعد قيام الدولة بهدم منازل سكنية لمواطنين.
وشهدت مصر تظاهرات
احتجاجية نادرة في 20 و27 أيلول/ سبتمبر 2019، عقب دعوات أطلقها حينها محمد علي
لإسقاط السيسي، إلا أن تلك الاحتجاجات لم تنجح رغم أنها أحدثت أصداء وتفاعلا واسعا في الداخل والخارج.
وجاءت تلك
الاحتجاجات "النادرة" عقب نشر محمد علي سلسلة مقاطع فيديو حظيت بتفاعل
الملايين اتهم فيها السيسي وزوجته انتصار وابنهما محمود وقيادات في الجيش، بالفساد
وسرقة المال العام لصالح الرفاهية وبناء القصور.
إلا أن محمد
علي أعلن في يوم 25 كانون الثاني/ يناير من العام الجاري، اعتزاله الحياة السياسية،
بعد إفشال مظاهرات دعا إليها في ذكرى الثورة المصرية التي أطاحت بحكم حسني مبارك
عام 2011.
اقرأ أيضا: محمد علي: أخشى مصير خاشقجي.. والسيسي سيرحل قريبا
بينما عاد "علي"
للمشهد المصري من جديد قبل شهور ماضية، واستأنف الحديث وبث مقاطع فيديو جديدة ضد
النظام، خاصة مع تفشي أزمة كوفيد-19 بمصر.
وقال
"علي"، في مقابلة سابقة مع "عربي21"، إن "واجبي الوطني
والأخلاقي يحتم عليّ العودة للمشهد؛ فلا يمكنني رؤية الانهيار الذي تتجه إليه
الدولة وأصمت في ضوء التعاطي الفاشل للنظام مع الأزمات والتحديات الكبرى التي
تواجهنا اليوم؛ فلا يمكنني السكوت، وإلا أصبح خائنا أنا الآخر مثل السيسي".
وشدّد
المقاول المصري على أنه غير نادم على ما قام به، وأن الزمن لو عاد به ألف مرة
لكرّر ما فعله، مشيرا إلى أنه "لا يزال يُمثل خطرا ضد السيسي حتى الآن".
وأكد أن
"السيسي سيرحل بعد أقل من عام واحد، حيث ستشهد مصر ثورة جياع تأكل الأخضر
واليابس، وستطيح الجماهير بكل مَن يقف أمامها، وحينها سيتم تدمير النظام الحاكم،
وستكون الدولة على حافة الهاوية ومُقبلة على المجهول".
وتاليا جانب من تفاعل رواد مواقع التواصل مع دعوة محمد علي:
— Dr Mohamed Al-Bagoury ❤️ (@al_bagoury) September 6, 2020
— حماده (@xdWos3CfBk7jIeS) September 6, 2020
— only1 (@only116) September 6, 2020
عائلة "مرسي" تقول إنه كان يعرف بأن أيامه معدودة
خبراء: خسائر بالجملة لمصر جراء الاتفاق البحري مع اليونان
"الثوري المصري" يدعو لتنويع أنماط الاحتجاج ضد "العسكر"