صحافة إسرائيلية

الاحتلال يشيد بجهود السيسي في تحسين صورة "إسرائيل"

اختار السيسي معسكره في ضوء الظروف الجغرافية السياسية في الشرق الأوسط- جيتي

شدد السفير الإسرائيلي السابق، إسحاق ليفانون في مصر، على أهمية مواصلة تشجيع مساعي قائد الانقلاب المصري عبد الفتاح السيسي، من أجل تحسين صورة "إسرائيل"، مؤكدا أن النجاح في هذا المجال سيسمح لـ"إسرائيل" بالتقدم في التطبيع.
 
وفي مقال له بصحيفة "معاريف" الاثنين، قال ليفانون: "في عمل عبثي، يعمل السيسي على تغيير الصورة السلبية لإسرائيل في مصر، وعلى ما يبدو اختار السيسي معسكره في ضوء الظروف الجغرافية السياسية في الشرق الأوسط".
 
وأضاف: "سعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الهيمنة، والذي سار حتى ليبيا إضافة لسوريا، التهديد الإيراني، الإرهاب الذي لا يزال يضرب مصر، التوتر مع حماس والتورط في ليبيا المجاورة، لم تترك للسيسي إلا احتساب المسار واختيار المعسكر الأمريكي، وفي هذا المعسكر توجد إسرائيل".
 
وذكر السفير، أنه "في السنوات الأخيرة، تفيد أقوال وأفعال السيسي بجهد من جانبه لتقليص العداء لإسرائيل، وإبراز الفضائل التي في العلاقات الطيبة معها".
 
وسبق أن صرح السيسي عام 2016، أنه "لن نسمح أن تشكل الأراضي المصرية منطلقا لمهاجمة إسرائيل".
 
وإضافة لما سبق، "توجه السيسي بضع مرات إلى الفلسطينيين من على منصة الأمم المتحدة، وطلب منهم التعلم من السلام مع إسرائيل الذي أحسن لمصر، كي يسيروا هم في ذات الطريق"، بحسب السفير الإسرائيلي الذي نوه أن السيسي يدرك أن الموضوع الفلسطيني مهم للجمهور المصري.
 
ولفت إلى أن السيسي اعترف في مقابلة مع شبكة "سي.بي.أس" الأمريكية، "بوجود تنسيق كامل مع إسرائيل، وأن مصر غير مرة تنحاز إلى الجانب الإسرائيلي في حربها ضد الإرهاب، وكل ذلك بموافقة تل أبيب"، منوها أن "السيسي غير مناهج التعليم في الكتب المدرسية، ولم تعد هناك إسرائيل المجرمة، ولديه مدائح للسلام معها، ولا ذكر لصلاح الدين الأيوبي محرر القدس".
 
ونوه أن "وصف الحروب ضد إسرائيل تقلص إلى الحد الأدنى، وفي النهاية تقلص جدا دور الرئيس مبارك في الحروب ضد إسرائيل".
 
وقدر أنه "رغم هذه الجهود، والعلاقة المتواصلة بين تل أبيب والقاهرة، يبدو أن تغيير نهج السيسي لا يتسلل عميقا في هذه الأثناء، فلقد بقيت الاتحادات المهنية معادية لإسرائيل، وأما وسائل الإعلام، فتواصل التشهير، ولا تزال المسألة الفلسطينية في رأس اهتمام القاهرة وفوق كل ذلك، لم تعد العلاقات الثنائية بعد إلى ما كانت عليه قبل الهجوم على السفارة الإسرائيلية في 2011 ومغادرة طاقم السفارة مصر".


اقرأ أيضا :  هذا ما قاله بعض من فوضوا السيسي بعد 7 سنوات من انقلابه


وتابع: "لا يوجد مبنى للسفارة، لا توجد زيارات متبادلة أو نشاطات ثقافية، اقتصادية أو غيرها، والعلاقات الثنائية تراوح في مكانها"، معتبرا أن "إقرار تعيين السفيرة أميرة أورون، بعد تأخير طويل سيساعد في تحسين الصورة وفي التقدم في المواضيع الهامة للطرفين، وهذا ينسجم مع جهود السيسي".
 
ورأى ليفانون، أن "من شأن الوضع الحساس في الشرق الأوسط أن يتفاقم مع الضم أحادي الجانب، وهذا من شأنه أن يضع السيسي أمام معضلة قد تؤخر محاولاته لتغيير الاتجاه (نحو تحسين صورة إسرائيل)، ومع ذلك، فإن مجال مناورته واسع كونه يمكنه أن يدعي بسهولة بأن ليس في أفعاله تطبيع، بل ترجمة للواقع على الأرض".
 
وتوقع أن "لا يحطم السيسي الأواني مع إسرائيل في حالة الضم، وبتقديري سيكون رده مقننا، بسبب الوضع الجغرافي - السياسي في المنطقة".
 
وفي ظل "التنسيقات القائمة بين إسرائيل وبين مصر، ومع اعتماد السفيرة أورون"، أكد السفير على أهمية "مواصلة تشجيع مساعي السيسي لتحسين صورة إسرائيل في أوساط الجمهور المصري".
 
وبين أن "النجاح في هذا المجال، سيسمح في المستقبل بالتقدم باتجاه التطبيع، أما الوسائل للوصول إلى هذا فهي الدبلوماسية الهادئة التي تتفوق فيها وزارة الخارجية الإسرائيلية".