تناولت صحيفة إسرائيلية الاثنين، أسباب الرفض الروسي لخطة الضم الأحادي المحتملة من تل أبيب لأجزاء واسعة من أراضي الفلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة، رغم دعم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهذه الخطة الاستيطانية.
وقالت صحيفة
"هآرتس" في تحليل ترجمته "عربي21" إن "اهتمام روسيا
الواضح بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ليس للرغبة في حله"، مستدركة:
"روسيا تتطلع إلى الساحة الفلسطينية، لأنها منطقة جديدة لانخفاض النفوذ
الأمريكي، في ظل تطلع الفلسطينيين لشريك قوي جديد".
وأكدت الصحيفة أن المضي
قدما في الضم الإسرائيلي لأجزاء من الضفة الغربية، قد يؤدي إلى صراع بين القوى
الكبرى بين روسيا وأوروبا من ناحية والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى، مشددة
على أن هذا الوضع غير مريح بالنسبة لتل أبيب.
وأشارت إلى أن الموقف
الروسي لا يزال متمسكا بضرورة الامتثال لقرارات مجلس الأمن الدولي، من أجل تحقيق
التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لافتة إلى أن موسكو تعارض بشدة خطة ترامب،
وتدعو لتجديد المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
وذكرت الصحيفة أن وزير
الخارجية الروسي سيرغي لافروف أخبر نظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي، استعداد بلاده
التوسط لمفاوضات إسرائيلية وفلسطينية، لكن على أساس القانون الدولي، وقرارات
اللجنة الرباعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.
اقرأ أيضا: ضم الضفة والأغوار.. التداعيات على فلسطين والأردن (1 من 2)
ولفتت إلى أن الفلسطينيين
يدرسون عقد قمة دولية في موسكو، بتنسيق مع جميع دول العالم، ويأملون أن تحقق روسيا
بالفعل القمة، في ظل توقف الولايات المتحدة عن كونها "وسيطا نزيها"، منوهة
إلى أن روسيا امتنعت لسنوات عن التعامل مع القضية الفلسطينية، رغم عضويتها في
اللجنة الرباعية للشرق الأوسط.
وتابعت "هآرتس":
"لأنها كانت ساحة خاصة بأمريكا، ولم تلعب موسكو فيها دورا نشطا"، مشيرة
إلى أنها في الآونة الأخيرة بدأت تتحرك في هذا الاتجاه، رغم عدم وجود بصمات روسية
واضحة حتى الآن، باستثناء جهودها لتعزيز تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل.
وأكدت الصحيفة أن روسيا
حددت قناة إسرائيلية موازية للمؤيدين لخطوة الضم، متمثلة في أشكنازي ونائب رئيس
الوزراء بيني غانتس، مبينة أنهما يدعمان خطة ترامب، لكنهما يعارضان في الوقت
الحالي، القيام بخطوات أحادية، قد تؤدي إلى رد فعل فلسطيني عنيف، وتضر بالعلاقات
بين إسرائيل والأردن.
وقالت الصحيفة إن روسيا
تتمسك بمعارضتها للخطوات الأحادية، وتحذر الإسرائيليين من تنفيذها، والتي تتعارض
مع الأسس القانونية الدولية للتسوية في الشرق الأوسط، مؤكدة أنه رغم هذه المعارضة
لم تلوح موسكو بفرض أي عقوبات على إسرائيل كحال الاتحاد الأوروبي.
وبحسب "هآرتس"،
فإن روسيا تفصل بين الملفات في تعاملها مع إسرائيل، لأنها تستفيد من الهجمات
الإسرائيلية في سوريا، والتي تضعف التواجد الإيراني، وبالتالي لن تربط بين
الساحتين السورية والفلسطينية.
هآرتس تربط بين وصاية الأردن بالقدس ومحاولته إحباط "الضم"
تقدير إسرائيلي للعلاقات مع مصر بعد ضم الضفة الغربية
أصوات إسرائيلية تعارض خطة الضم بالضفة.. "خطر وجودي"