سياسة عربية

"عربي21" ترصد مبادرات طبية لمساعدة المرضى بمصر.. تفاصيل

النقابة حذرت الأطباء من تقديم روشتة علاجية للمتصلين دون الكشف عليهم بشكل مباشر- جيتي

وسط ترحيب واسع، انطلقت في الأوساط الطبية في مصر مبادرات مختلفة لمساعدة المواطنين والمرضى على تلقي الاستشارات الطبية اللازمة من مختلف التخصصات عبر تطبيق "الواتس آب" مثل مبادرة "عيادتك على الواتس" والتي لاقت رواجا كبيرا.

وتهدف المبادرة إلى إجابة المتصلين على أسئلتهم واستفساراتهم الصحية، ومساعدتهم على الوصول إلى المكان الصحيح في حال كانت هناك حاجة لتلقي العلاج اللازم حتى لا يضطروا إلى النزول إلى الشارع، والذهاب إلى العيادات والمستشفيات، في ظل أزمة تفشي جائحة كورونا.

وقال بعض الأطباء المشاركين في المبادرة لـ"عربي21"، إن مشاركتهم في هذا الجهد الطبي "تطوعية بهدف مساعدة الناس، والتجاوب مع شواغلهم، خاصة مع زيادة حالة القلق لدى الكثيرين بسبب فيروس كورونا"، مشيرين إلى أن جزءا من الدعم "هو نفسي".

إلا أن نقابة الأطباء في مصر، حذرت في تصريحات لـ"عربي21"، الأطباء من تقديم روشتة علاجية للمتصلين دون الكشف عليهم بشكل مباشر، حتى لا يتعرضوا للمسالة، رغم إثنائها على المبادرات التي تهدف لتقديم المساعدات للآخرين.

"معاناة القطاع الصحي"

ويعاني القطاع الصحي في مصر من ضغوط شديدة؛ بسبب فيروس كورونا الذي يتفشى بين المواطنين والطواقم الطبية على حد سواء، وزادت وتيرة الأعداد المصابة لتتجاوز الخمسمئة إصابة يوميا، وسط شكاوى من نقص الإمكانيات، وأدوات الوقاية والحماية. 


وبحسب أمين صندوق نقابة الأطباء، محمد عبد الحميد، ارتفع عدد الأطباء المصابين بفيروس كورونا، إلى 300 طبيب، و11 حالة وفاة حتى الآن، مشيرا إلى أن "عدد الوفيات والإصابات بين الطاقم الطبي في تزايد، ولكن التمريض بشكل أكبر من الأطباء".

وأوضح أمين صندوق نقابة الأطباء، في تصريحات صحفية، أن "كل الأرقام التي يتم إعلانها عن إصابات الأطقم الطبية أقل من الحقيقي لعدم وجود حصر شامل".

 

اقرأ أيضا: كورونا تتواصل عربيا مع اقتراب عيد الفطر.. وتمديد للحظر

"تضامن اجتماعي"

من جهتها، وصفت إخصائية العلاج الطبيعي بمستشفى بنها التعليمي، الطبيبة علياء الغواص، مشاركتها في مبادرة مختلفة لمساعدة المرضى بأنها "نوع من التضامن الاجتماعي، حيث نحاول من خلالها مساعدة البعض في التوجه إلى الاستقبال أو الطوارئ في المستشفيات، أو متابعة بعض المرضى بعد انقطاعهم عن الحضور".

وأوضحت، في حديثها لـ"عربي21": "يمكن الإجابة على استفسارات الآخرين من خلال رسائل نصية على الواتس آب، أو مكالمة هاتفية"، منوهة إلى أنه لدى البعض "حالة من الذعر بسبب إصابتهم بوعكات صحية ترتبط بارتفاع درجات الحرارة أو البرد، ونقدم إرشادات لهم، ولكن ليس علاجا".

"إقبال كبير"

ويقول طبيب الأسنان، يوسف الشاذلي، إن مشاركته في المبادرة "تطوعية لله، ومحاولة لتقليل عدد المترددين على المستشفيات في ظل انتشار كورونا، وتقديم الاستشارات الطبية لهم".

وبشأن الإقبال على تلك المبادرات، أكد لـ"عربي21"، أن "الإقبال في البداية كان شديدا جدا، ولكن مع الوقت بدأت تقل شدته، فكانت تصلني رسالة بمعدل كل دقيقتين".

ولكنه أشار إلى استحالة إجابة جميع المتصلين، "نحاول الإجابة على أكبر قدر ممكن من الاستفسارات خاصة في أوقات الفراغ، أو العاجلة".

"خطوط حمراء للمبادرة"

وفي الوقت الذي أثنت فيه نقابة الأطباء على تلك المبادرات، إلا أنها حذرت من خروجها عن إطار تقديم الاستشارات الطبية العامة. وفي هذا الصدد قال أمين عام نقابة الأطباء، إيهاب الطاهر: "يجوز للطبيب أن يعطي استشارات طبية عامة، ويجوز له متابعة مريض كان قد شخّصه قبل ذلك".

ولكنه استدرك قائلا لـ"عربي21": "لا يجوز للطبيب تشخيص أو وصف علاج لمريض عبر أي وسيلة تواصل باستثناء الكشف بشكل مباشر، ومناظرة المريض بصفة شخصية؛ لأن غير ذلك يضع الطبيب تحت طائلة القانون، ومخالفة لائحة آداب المهنة بالنقابة".

وبحسب الأرقام الرسمية، تخطت مصر حاجز الخمسمئة إصابة بفيروس كورونا، وأعلنت وزارة الصحة تسجيل 510 حالات جديدة، الاثنين، ليرتفع إجمالي عدد المصابين إلى 12,229 حالة، فيما ارتفع عدد الوفيات إلى 18 ليصل الإجمالي إلى 630 حالة وفاة.