بعد
كسر حاجز الصمت، تُواصل شهادات الطواقم الطبية داخل القطاعات الصحية في
مصر كشف
استمرار شكاوى العاملين من أطباء وممرضين وإداريين وعمال من نقص المستلزمات الطبية
وإجراءات الوقاية والحماية من فيروس
كورونا المستجد، وما يصفونه بالتعنت في إجراء
فحوصات طبية للمصابين منهم.
ووفق
شهادات حصلت عليها "عربي21"، ووثقتها مقاطع مصورة عبر منصات التواصل
الاجتماعي، اشتكى أعضاء بالفرق الطبية في عدد من مشافي العزل الصحي، خاصة بعد ضم
مدن جامعية ومستشفيات غير مؤهلة لأماكن العزل، من "ضعف الإمكانيات، وتردي
الأوضاع بشكل بائس".
وشجب
البعض تعنت الإدارات الصحية في أماكن عملهم من عدم إجراء فحوصات طبية للطواقم
الطبية بعد ظهور حالات إصابة بفيروس كورونا؛ نتيجة مخالطة مصابين بالمرض،
مطالبين بحمايتهم وحماية أسرهم، المرضى الذين يترددون على تلك المستشفيات.
"احتجاجات
مستمرة"
ومؤخرا،
نظم عدد من الممرضات في مستشفى الباجور بمحافظة المنوفية (شمالي القاهرة) وقفة
احتجاجية في بهو المستشفى احتجاجا على عدم وجود أطباء، وعدم إجراء فحوصات لهن بعد
مخالطتهن لحالات مصابة بفيروس كورونا، وطالبن المسؤولين بحقوقهن.
وأعلنت
نقيبة التمريض، ورئيسة الإدارة المركزية للتمريض، كوثر محمود، في لقاء على
التليفزيون المصري، عن وفاة سادس ممرض متأثرا بإصابته بفيروس كورونا.
بدوره،
أعلن مدير مستشفى أحمد ماهر التعليمي بالقاهرة، إصابة 25 من طاقم تمريض المستشفى
بفيروس كورونا، ما يرفع عدد مصابي أطقم التمريض إلى أكثر من 50 حالة.
"شهادات
من الواقع"
وكشف
أحد العاملين في مستشفى متخصص في محافظة الجيزة عن إصابة عدد من العاملين بفيروس
كورونا، وقال لـ"عربي21": "هناك حالة من الهلع في صفوف الطواقم
الطبية والإداريين والعمال بالمستشفى الذي يخدم منطقة كبيرة بعد وقوع إصابات كورونا".
وكشف العامل، رجب محمود، عن تعنت إدارة المستشفى معهم، قائلا: "ترفض الإدارة
إجراء أي فحوصات للمصابين والمخالطين لهم، دون إبداء الأسباب، وقد طالبت المصابين
أو المشتبه بإصابتهم بعزل أنفسهم في بيوتهم، دون النظر إلى عواقب ذلك العزل
الوخيمة على الأسر".
وندّد
بسياسة إدارة المستشفى التي أكد أنها "تحتمي بتعليمات وزارة الصحة، التي ترفض
بشكل قاطع إجراء فحوصات للطواقم الطبية والعاملين والإداريين، بل إنهم يعتبرون
الإداريين والعمال خارج منظومة الصحة، ولا تطبق عليهم أي إجراءات وقائية"،
مشيرا إلى أن "هناك حالات غياب كثيرة في المستشفيات التي يظهر فيها أي حالات
دون إجراء فحوصات للعاملين بها".
وحذّر
ممرض ببنك الدم في مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، شمالي القاهرة، في مقطع مصور من
انهيار المستشفيات في العديد من الأماكن؛ بسبب امتلاء مواقع الحجر الصحي عن آخرها
بمصابي فيروس كورونا، وعدم توفر أماكن لأحد نهائيا.
وكسرت
مصر حاجز العشرة آلاف إصابة بفيروس كورونا، الثلاثاء، بعد تسجيل 347 حالة جديدة
ثبتت إيجابية تحاليلها معمليا للفيروس، ليرتفع إجمالي العدد الذي تم تسجيله إلى
10,093 من بينهم 544 حالة وفاة بعد وفاة 11 حالة.
"وقائع
صادمة"
من
جهته، قال الوكيل السابق بوزارة
الصحة المصرية، مصطفى جاويش، إن "وفاة الطبيب
محمد الشحات بمستشفى المطرية التعليمية بالقاهرة، الضحية العاشرة بين
الأطباء،
تحمل الكثير من الدلالات الخطيرة؛ حيث اشتكى في منشور له على موقع التواصل تويتر
من استمرار انقطاع المياه بالمستشفى، وهذا يعني بكل أسف انعدام أساسيات إجراءات
التحكم في العدوى".
وفي
حديثه لـ"عربي21"، أكد أن "الشكوى من نقص مستلزمات وأدوات الوقاية
من العدوى قد انتشرت من جميع أعضاء الفريق الطبي بجميع المستشفيات خاصة ما هو مخصص
للعزل الطبي، إضافة إلى عدم وجود بروتوكولات حديثة للتحكم في العدوى، ما دفع بنقابة
العامة للأطباء برفع شكوى إلى رئيس الوزراء تشرح فيه القصور الشديد الذي يعرض حياة
الفريق الطبي للخطر".
وتابع: "إضافة إلى نقص الاحتياجات، فهناك
قصور شديد في الاختبارات الكاشفة لفيروس كورونا، خاصة أن الوزارة تلجأ إلى استخدام
نوع اسمه الكاشف السريع، وهو غير معترف به من قبل منظمة الصحة العالمية؛ نظرا لأن
نسبة الدقة فيه لا تتجاوز الـ30 بالمئة بحسب دراسة إسبانية، ويطالب الأطباء بإجراء التحليل الأكثر دقة وهو PCR".
وأشار
جاويش إلى أن "ما يؤكد مصداقية شكوى الأطباء هو تصريح وزيرة الصحة في بداية الشهر
الجاري بأنه قد تم إجراء 90 ألف اختبار PCR ، ما يعني 90 اختبارا لكل 100 ألف مواطن، وهي نسبة بالغة التردي
عالميا وعمليا وصحيا".
وهو
ما أكده مسح أجرته وكالة "رويترز" أظهر أن التحدي الأكبر أمام الدول
الأفريقية هو النقص الحاد في استعدادات الأنظمة الصحية، وانخفاض مستويات الفحص
والاختبارات في دول القارة.
وبحسب
التقرير، الذي صدر قبل أيام، فإن أفريقيا ستحتاج إلى 10 أضعاف إمكاناتها الصحية
خاصة وحدات الرعاية المركزة وأجهزة التنفس الصناعي، حيث لا تمتلك القارة أكثر من
10 آلاف سرير فقط، وذلك بمعدل سرير لكل 100 ألف شخص.