كرّر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو اتهاماته للصين بالمسؤولية عن تفشي فيروس كورونا أكثر من مرة في أقل من أسبوع؛ وكان أحدث تصريحاته التي أكد فيها توافر معلومات على أن فيروس كوفيد 19 خرج من مختبر ووهان؛ دون أن يؤكد ما إن كان عملا متعمدا أم لا؛ متوعدا الصين بعقوبات وإجراءات متشددة في حال لم توضح مصدر الفيروس وكيفية انتشاره.
وتعليقا على تقرير لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية ( CIA ) التي أكدت أن الفيروس لم يتم تطويره في المخابر؛ وإنما تطور بشكل طبيعي؛ قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن لديه معلومات استخبارية تؤكد أن الفيروس تسرب من مختبرات داخل الصين دون أن يحدد الجهة التي أعدت التقارير التي اطلع عليها الرئيس الأمريكي.
الإصرار على توجيه الاتهام للصين وتحميلها المسؤولية عن تفشي الوباء بات تكتيكا انتخابيا للرئيس الأمريكي وخطة عمل للتعامل مع الوضع الكارثي لتفشي الوباء في الولايات المتحدة الأمريكية؛ فخوض معركة مع الصين تبدو أسهل من خوض معركة مع الداخل الأمريكي لدرجة أن ترامب اتهم الصين بأنها تحاول التأثير على نتائج الانتخابات من خلال رفضها التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية في الكشف عن حقيقة الوباء.
المعركة تزداد سخونة بين أمريكا والصين لدرجة دفعت وزارة الخارجية الصينية الأربعاء 6 أيار (مايو) الحالي إلى التحذير من استخدام الرسوم الجمركية كسلاح، وذلك بعد أن هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي برسوم جمركية جديدة كإجراء عقابي ردا على طريقة تعامل بكين مع أزمة فيروس كورونا.
فمسار الأزمة ينذر بانفجار حرب تجارية جديدة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين يفاقم من آثار جائحة كورونا ويعيق التعافي الاقتصادي منها لسنوات طويلة؛ خصوصا أن ترامب وبومبيو يحاولان خلق تحالف دولي يضم الأوربيين إلى والهند واستراليا وكندا؛ للضغط على الصين ومحاصرتها؛ فالولايات المتحدة ممثلة بترامب تطمح في حشد موقف دولي مناهض للصين لم يتبلور بشكل جدي بعد؛ رغم أن هناك دولا باتت تعتاش من الأزمة وتناور لتحقيق مكاسب في ضوئها كالهند التي ترى في محاصرة الصين مصلحة اقتصادية وأمنية؛ في حين ترى إيران في الصدام بين أمريكا والصين فرصة مناسبة للمناورة السياسية واكتساب مزيد من التعاطف الدولي والصيني .
النتائج الكارثية المتوقعة لمواجهة أمريكية ـ صينية على خلفية تفشي وباء كورونا بمثابة الرقص على الحافة لها جمهورها نعم؛ ولها مريدوها المنتفعون منها والمراهنون عليها حقيقة؛ إلا أنها لعبة خطرة ومراهنة قاتله تقود إلى انهيار جديد في أسعار النفط والتجارة الدولية
فالمتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ وفي معرضة تهديد مبطن بالرد على العقوبات الأمريكية قالت إن الرسوم الجمركية بشكل عام تضر بجميع الأطراف المعنية؛ ودعت الولايات المتحدة للتوقف عن إلقاء مسؤولياتها بشأن كوفيد ـ 19 على الغير، وقالت إن الاتهامات بأن الصين نشرت الفيروس عن عمد لا أساس لها؛ وهي بذلك توحي بإمكانية اتخاذ الصين إجراءات مضادة تفاقم من أزمة النظام الاقتصادي الدولي الذي يعاني من جائحة كورونا ويعجز عن الخروج منها ما يجعل من الحرب التجارية سبب آخر لانهيار اقتصادي عالمي أشد وطاة من الكساد العظيم 1929.
النتائج الكارثية المتوقعة لمواجهة أمريكية ـ صينية على خلفية تفشي وباء كورونا بمثابة الرقص على الحافة لها جمهورها نعم؛ ولها مريدوها المنتفعون منها والمراهنون عليها حقيقة؛ إلا أنها لعبة خطرة ومراهنة قاتله تقود إلى انهيار جديد في أسعار النفط والتجارة الدولية بشكل يعطل عجلة الإنتاج العالمية ويقود إلى مزيد من الانهيارات الاقتصادية والاستنزاف لموارد الدول وقدراتها؛ فالاتحاد الأوروبي والهند وروسيا والدول النفطية معنية بعدم تدهور الأزمة إلى حرب جديدة رغم المناورات التي تمارسها على هامش المواجهة الامريكية الصينية.
المواجهة الدبلوماسية الصينية ـ الأمريكية تضع العالم على أعصابه؛ إذ تهدد بإطالة أمد أزمة كورونا التي لن تحسم المخاوف حولها؛ إلا بالإعلان عن نتائج الانتخابات الأمريكية المرتقبة في تشرين ثاني (نوفمبر) المقبل؛ أمر سيطيل الأزمة الاقتصادية العالمية ويعمقها ويفاقم من معاناة الدول الفقيرة والهشة ويضعها على حافة الهاوية.
twitter.com/hma36
@hma36
حرب العملات الرقمية: من يطلق عملته أولا؟
الصعود الصيني.. هل تهيّأ العرب لما بعد كورونا؟
"منظمة الصحة الصينية" تنُقذ رقبة بطل الهروب إلى الأمام!!