للمرة الأولى من عشرات السنين، يمنع المصريون من الاحتفال بأعياد شم النسيم التي توافق، العشرين من الشهر الجاري، بعد قرار السلطات المصرية فرض حظر كامل في ذلك اليوم ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا.
وفي مثل هذا اليوم، الذي بدأ الاحتفال به منذ العهد الفرعوني، يخرج المصريون إلى الحدائق والمتنزهات في المدن، والأراضي الزراعية (الغيط) في الأرياف، ويتناولون الأسماك المملحة والمخزنة مثل الفسيخ والرنجة والسردين، إضافة إلى الليمون والبصل الأخضر والخس والجرجير.
وأعلنت وزارة الداخلية في بيان، أنه إعتباراً من صباح يوم الإثنين 20 الجارى، ستغلق طرق الكورنيش بكافة المحافظات، ولن يسمح بإنتظار السيارات بها، مع توفير المسارات البديلة ، فيما عدا محافظات "القاهرة – الجيزة– أسيوط" سيتم السماح بتسيير حركة السيارات بها مع منع الإنتظار بتلك الطرق.
العادة لا يغلبها الحظر
ورغم الحظر، رصد مراسل "عربي"21، إقبال البعض على شراء الفسيخ والرنجة، للاحتفال بالعيد في منازلهم أو بالقرب منها تخوفا من أي ملاحقات أمنية.
اقرأ أيضا: اقتراح إنشاء مقابر خاصة بضحايا كورونا يثير جدلا بمصر
لكن الإقبال كان أقل بكثير من العام الماضي، حيث قال مواطنون وبائعون إن "العادة لا يغلبها أي حظر، لكن المبيعات أقل بنحو 50% عن العام الماضي".
كما قررت الحكومة المصرية إغلاق جميع المحال التجارية والحرفية بما فيها محال بيع السلع وتقديم الخدمات والمولات التجارية أمام الجمهور على مدار اليوم، وتُوقف جميع وسائل النقل الجماعي العاملة على مدار اليوم، وحظر تحرك جميع حافلات الرحلات العامة أو الخاصة، والمراكب النيلية.
كما يُحظر تواجد أي تجمعات أو تحركات جماعية للمواطنين،مع استمرار إغلاق جميع الحدائق والشواطئ والمتنزهات، ويُعاقب كل من يخالف هذه الإجراءات والقرارات بالحبس وبغرامة لا تجاوز 4000 آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين.
المشكلة في التجمعات
أستاذ المساعد بالمركز القومي للبحوث، دينا شعير، قالت إنه "لا توجد أدنى مشكلة من أكل الفسيخ والرنجة في هذا اليوم، ولكن المشكلة تكمن في تجمع الأسر المصرية لمثل تلك العادات في البيوت، وهذه التجمعات تشكل خطورة؛ لأن فكرة التباعد الاجتماعي الغرض منها هو منع مثل هذه التجمعات لعدم نقل الفيروس، والمشكلة الأخرى، التأكد من ضمان المصدر".
وأشارت في حديثها لـ"عربي21": إلى أنه "ليس هناك ضرر من طبيعة الأكل، ولكن الضرر من التجمع، ويجب ألا نسمح بالتجمعات، أما تناول الفسيخ، فرغم الحديث عن أضراره، إلا أنه عادة مصرية قديمة، ومصر ليست الوحيدة التي تصنع الأسماك المتخمرة، وهناك العديد من الدول بشمال أوروبا، والآسيوية تنتجه وتستهلكه".
ولكنها حذرت من طرق تصنيع الفسيخ، قائلة: "فالطريقة الصحيحة أن السمك يكون طازجا من البحر ثم يدخل مرحلة التمليح والتخزين والتخمير، ولكن البعض هنا في مصر يستخدم السمك المجمد في صنع الفسيخ وهنا تكمن الخطورة، وقد يؤدي الأمر إلى تسمم إذا كان الفسيخ والرنجة من مصادر غير جيدة، ولذلك نفضل البعد عنه الآن؛ لأن أي تسمم يتطلب الذهاب إلى المستشفى، وفي هذا التوقيت الأمر غير مرغوب فيه، بل ربما يصبح خطيرا".
ضياع موسم الفسيخ
وقال رئيس شعبة الأسماك بالغرفة التجارية في الإسكندرية، محمد قدورة، إن "موسم الفسيخ هذا العام تأثر بشدة بالطبع بسبب إجراءات فيروس كورونا التي فرضتها الحكومة، وامتد تأثيرها إلى أعياد الربيع (شم النسيم) التي نحتفل بها كل عام بأكل الأسماك المملحة".
اقرأ أيضا: هكذا تخلت حكومة السيسي عن العالقين بالخارج.. غضب وتفاعل
وأشار في حديثه لـ"عربي21": "هناك إحجام عن الشراء من قبل المواطنين بسبب مخاوف البعض من علاقة الفسيخ بإضعاف المناعة أو تأثره بفيروس كورونا، وهذا الكلام ربما يفيدنا فيه المتخصصون في مجال التغذية، ولكن البعض لديه مخاوف من أكله، والبعض الآخر لن يتنازل عن تناوله".
ولفت إلى أن "أحد مظاهر الاحتفال بشم النسيم، هو الخروج وتناول الطعام في الهواء الطلق، وهذا لن يحدث هذا العام، ولكن البعض قد يلجأ إلى أكل الرنجة ( السمك المدخن) باعتباره أقلل الضرر"، مشيرا إلى أن "أسعاره هذا العام لم تتغير مقارنة بالعام الماضي، حيث يتراوح سعر كيلو الفسيخ ما بين 110 – 180 جنيه بحسب النوع، والرنجة ما بين 30 و50 جنيه". (الدولار 15.7 جنيه).
مصرية تتحدث عن صور إهمال المحجورين بأحد المستشفيات (شاهد)
شبان مصريون يكسرون الحظر بتجمع سري والأمن يقبض عليهم (شاهد)
رؤساء بلديات ينفجرون غضبا لكسر إيطاليين الحظر (شاهد)