يتواصل مسلسل عدوان الاحتلال الإسرائيلي على كل ما هو فلسطيني، ليطال هذه
المرة مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية القريبة من السياج الفاصل شرق قطاع غزة
المحاصر منذ 13 عاما، بإغراقها بمياه الأمطار بعدما فاضت عن حاجته.
فتح سدود المياه
المزارع المسن حماد العبد الخيسي "أبو محمد" البالغ من العمر 69 عاما، والذي تعود أن يستيقظ مبكرا، ويذهب إلى أرضه التي يفلحها منذ أكثر من 20 عاما، لم يكن يتوقع أن يجدها وقد غرقت بالمياه بفعل الاحتلال.
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن الأرض التي يزرعها ومساحتها 20
دونما، وتقع شرق حي الشجاعية قرب السياج الفاصل "غُمرت بشكل كامل بالمياه
بفعل الاحتلال الذي قام بفتح بوابات سدود المياه في "ناحل عوز" و "كفار
غزة" في الداخل المحتل، بعدما امتلأت عن آخرها بمياه الأمطار".
وذكر الخيسي، أنه عندما رأى الزرع وقد غمرته المياه بفعل الاحتلال، شعر
بـ"حزن كبير، والزرع تدمر، وشبكة خراطيم المياه (الخاصة بنظام الري بالتنقيط)
سحبتها السيول كلها ولم تعد موجودة".
اقرأ أيضا: الاحتلال يعتقل 13 فلسطينيا من غزة والضفة والقدس
وأفاد بأن الأرض كانت مزروعة بالعديد من المزروعات مثل: الفلفل، الفول، الباذنجان، البصل، الشعير، والقمح وغيرها.
ونوه المزارع الفلسطيني، إلى أن "الاحتلال قام بفتح بوابات السدود بعدما
امتلأت بالمياه حتى لا تتضرر الأراضي المحتلة التي يقوم هو بزراعتها"، منوها إلى أن "الأرض التي يزرعها تقع في منطقة منخفضة، وأصبحت بفعل الاحتلال عبارة عن ممر مائي".
حرق المزروعات
وأفاد الحاج "أبو محمد"، بأن الشركات الزراعية التي يتعامل معها، عندما سمعت بخبر إغراق
الاحتلال للأراضي المزروعة، قاموا بالاتصال بهم، وطالبتهم بسداد الديون الخاصة
بتكاليف الزراعة، لافتا إلى أن "عدد الأفراد الذين يعتمدون في دخلهم على
زراعة هذه الأرض نحو 40 فردا، وهم أولادي وأحفادي".
ونبه إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يدمر
فيها الاحتلال أرضه التي يزرعها باستمرار، ويقول: "يقوم الاحتلال في كل عام
برشها ورش الأراضي القريبة منها بمبيدات مدمرة لكافة الأعشاب، ما يتسبب بحرق
المزروعات، إضافة لإطلاق صاروخ "إف 16" في وسط الأرض خلال التصعيد
الأخير مع قطاع غزة".
وذكر المزارع نعيم الخيسي "أبو معين" (76 عاما)، الذي تعرضت أرضه
المزروعة بالعديد من أنواع الخضروات الشتوية للغرق، إنه أصابها "الخراب بشكل
كامل".
وأوضح لـ"عربي21"، أن "عبارات المياه التي يتحكم فيها
الاحتلال مفتوحة منذ فترة، وكلما تقترب الأرض من امتصاص المياه، تأتي المياه
لتغمرها من جديد، وهي بحاجة لأكثر من شهر حتى تجف، علما بأن وقت قطاف تلك
المزروعات كان قد اقترب، ولكنها دُمرت بفعل الاحتلال قبل أن ننتفع بها".
اقرأ أيضا: رصاصة إسرائيلية قلبت حياة الطفل الفلسطيني "اشتيوي" (صور)
ونوه المزارع، إلى أنه "يتم توريد الأشتال والمبيدات اللازمة من المشاتل والشركات دون دفع ثمنها، ويتم سداد ثمنها بعد بيع المحصول، ولكننا الآن لا نعلم ماذا سنفعل إزاء هذه الديون".
دمار وحصار
وعن ما قام به الاحتلال، قال "أبو معين": "ماذا نتوقع من هذا العدو غير الخراب؟ فهو يسعى لدفع الفلسطيني كي يترك أرضه"، لافتا إلى أن "جرافات الاحتلال قامت سابقا بتجريف الأشجار في هذه الأرض 3 مرات".
وتابع: "رغم الدمار والحصار، سنزرع أرضنا ولن نتركها، وسنبقى صامدين
فيها مهما فعل هذا العدو".
وبشأن قيمة الخسائر المادية، قدرت وزارة الزراعة الفلسطينية بشكل أولي
الأضرار والخسائر التي لحقت بأراضي المزارعين نتيجة فتح الاحتلال لسدود وعبارات
تجمع مياه الأمطار، بأكثر من 500 ألف دولار.
وأوضحت في تقرير لها اطلعت عليه "عربي21"، أن الأراضي الزراعية
التي أصابها الضرر تقع شرق محافظة غزة وجباليا وبيت حانون، منوهة إلى أن الأضرار لحقت بقطاعي الدواجن والنحل.
وأكدت الوزارة أن "الاحتلال تعمد بشكل متكرر
للمرة الثانية على التوالي فتح سدود مياه الأمطار خلال أسبوع، الأمر الذي أدى لغمر التربة وانجرافها في بعض المناطق، وإتلاف كامل للمحاصيل كالبطاطس والبصل، إضافة
لمحاصيل حقلية مختلفة، موضحة أن إجمالي مساحة الأراضي التي غمرتها المياه بفعل
الاحتلال بلغت 1020 دونما.
الحبس الليلي.. هكذا يقيد الاحتلال شبان القدس
2019.. عام الحرب على الصحفيين والمحتوى الفلسطيني
"منع الترخيص" يحوّل حياة المقدسيين إلى حرب للبقاء (شاهد)