وسط حديث أثاره الصحفي المصري ياسر رزق، عن تغييرات وزارية محتملة بحكومة رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، قد تطال 10 وزراء؛ تزايدت التوقعات وتواترت الدعوات لإقالة وزير الخارجية المصري سامح شكري، لما يثار حول فشله بكثير من الملفات الخارجية لنحو 5 سنوات ونصف.
وينتقد مصريون من كافة التوجهات أداء
شكري، خاصة وأن ولايته شهدت توقيع اتفاقيات حساسة كان بينها التنازل عن جزيرتي
"تيران وصنافير" للسعودية، والتنازل عن مساحة من مياه مصر الإقليمية
وحقول غاز هامة لقبرص واليونان، وفشله بالتعامل مع أزمة سد النهضة مع إثيوبيا
والسودان.
وتساءلت الكاتبة الصحفية مي عزام: عن
احتملات خروج شكري بالتعديل الوزاري المرتقب، مؤكدة عبر "فيسبوك"، أن
"أداء الخارجية بارد مثله، وابداعها محدود، وتحركها بطيء، وخاصة بالملفات
الخارجية الهامة؛ وعلى رأسها سد النهضة".
وقالت في مقال بـ"المصري اليوم": "تغيير شكري ضرورة، ومصر تحتاج لمفاوض شرس يمتلك الكفاءة والمعرفة بالأهداف الاستراتيجية متعددة البدائل، ويتمتع بالمرونة والحزم، ويعرف كيف يغرى بالجزرة ومتى يهدد بالعصا،وليس مجرد حامل رسائل".
وعبر الكاتب الصحفي أنور الهواري، عن
قلقه وحزنه مما أسماه بـ"تدهور مستوى المهنية، بأداء الخارجية، بعهد
شكري".
لكن مراقبون يرون أن علاقة شكري
برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو، تبعد عنه خيار الإقالة، فيما يعتقد
آخرون أن وضع نتنياهو الصعب الآن واحتمالات مغادرته منصبه؛ تقلل من حظوظ شكري،
للاستمرار بالخارجية.
وأثارت العلاقة الحميمية بين شكري
وعائلة نتنياهو غضب المصريين، خاصة مشاهدة الأخير مباراة نهائي
"اليورو"، بين منتخبي فرنسا والبرتغال، بمقر إقامة نتنياهو بالقدس
المحتلة، منتصف 2016.
وفي قراءته السياسية لاحتمالات تخلص
السيسي، من سامح شكري، والملفات التي فشل فيها وتجعل اسمه ضمن المحتمل استبعادهم
بالتغيير المرتقب، قال نائب رئيس حزب "الجبهة الديمقراطية" مجدي حمدان
موسى: "لنعترف أولا أن السنة في التجديد؛ التغيير".
اقرأ أيضا: وزير خارجية مصر يعلق على عمل اللجنة الدستورية السورية
السياسي المصري أكد
لـ"عربي21"، أنه "بالطبع هناك فشل ذريع بملفات عدة، وآخرها (سد
النهضة)"، موضحا أن "إعلان الخارجية فشل المفاوضات؛ إعلان لفشلها
باحتواء الجانب الإثيوبي وتطويعة بأدوات عدة تمتلكها مصر".
وتابع: "أيضا هناك ملف الإيطالي
جوليو روجيني، -قتل بالقاهرة 25يناير 2016- وما مثله من ضغط على الدولة والنظام
حيث فشلت الخارجية باحتواء أبعاد الملف"، مشيرا لفشله "في تجميل أعمال
الدولة والنظام"، معتبرا أنها "إحدى مسببات التغيير".
وقال موسى إن "الأمر الأخير
والأقوى؛ تجاهل ملف المنظمات الحقوقية ما أدي لوجود 370 توصية من 133 دولة، خلال
مراجعة ملف مصر بالأمم المتحدة بجنيف قبل أسبوع"، معتقدا أنه "فرض عبئا
جديدا وتوجهت الأنظار بشكل قوي للداخل المصري".
وتوقع أن "يكون هناك بحث عن وجه
جديد يجيد التعامل والتفاهم بتلك الملفات، من أحد سفرائنا بأوروبا لوجوده بإطار
الاتحاد الأوروبي ولدية دراية بالتعامل مع الغرب".
الوزير الأسوأ
من جانبه، أكد عضو المكتب التنفيذي
للمجلس الثوري المصري الدكتور محمد صلاح حسين: "كوزير خارجية دولة بحجم مصر،
فإن شكري ليس فاشل فحسب ولكنه خائن بكل معاني الكلمة".
السياسي المصري، قال
لـ"عربي21": "لا ننسى أبدا التسريب الصوتي لشكري حينما كان يرتب
لتنازل مصر عن تيران وصنافير مع محامي نتنياهو، عام 2016، مستكملا قوله: "لا
ننسى الفشل المتعمد بملف سد النهضة، والذي أعطى إثيوبيا الضوء الأخضر للبناء
والتحكم بحياة ومقدرات ومستقبل المصريين".
وتساءل: "ألم يتم توقيع إعلان
المبادئ تحت عينه ورعايته؟، وهو مهندس العلاقات الخارجية أو (الرشى السياسية-
الاقتصادية) تحت غطاء المشروعات وصفقات السلاح، والتي أدت لقبول السيسي،
دوليا".
ويرى حسين أن "صداقته أو
بالأحرى عمالته ليست لنتنياهو فحسب، ولكنها للكيان الصهيوني ككل، ونعلم أن تغيير
الأسماء بحكومة الاحتلال لا يعني بالضرورة غياب نفوذ الأشخاص عن القرار السياسي
وخاصة المتعلق بمصالح وأمن الكيان".
اقرأ أيضا: سامح شكري يعلق على تصريحات لأردوغان بشأن مصر (شاهد)
ولا يعتقد السياسي المصري، أن
"ضعف موقف نتنياهو سيؤدي بالضرورة لتقليل أسهم شكري؛ كونه ناجح جدا ومخلص
للغاية كعميل للصهاينة، وخادم لأجندة السيسي وبن زايد وبن سلمان بالمنطقة، بل إن
السيسي لن يجد أفضل منه بالمهمة؛ وإذا قرر استبداله فسيكون من باب ذر الرماد
بالعيون، وتحميله مأساة سد النهضة أمام الشعب".
وختم حسين، بقوله: "شكري فاشل
سياسيا وكوزير خارجية ولكنه ناجح بتنفيذ أجندات تقليص دور مصر وإخراجها من التاريخ
وتحويلها لدولة فاشلة، ناجح بأي مسار يضر المصريين، ويخترق أمنهم ويدمر مستقبلهم،
وسيشهد التاريخ أن شكري أسوء وزير خارجية شغل المنصب".
احتمال ضئيل
وعلى الجانب الآخر، يرى عضو لجنة
العلاقات الخارجية ببرلمان 2012، الدكتور محمد عماد صابر، أن "احتمال خروج
شكري من الوزارة ضئيل فهو موظف بدرجة عسكري مطيع، لا تجد له تصريح سياسي لافت
كوزراء الخارجية إلا ترديد النشرة المرسلة إليه وترضي السيسي".
السياسي المصري، أكد
لـ"عربي21"، أن "شكري سكرتير مثالي بدرجة وزير، ومن يدير الخارجية
عباس كامل والمخابرات العامة، وأنه أتقن دور الديكور وأبدع فيه بإظهار ولائه بقذفه
ميكرفون (الجزيرة) وبعلاقته الودية بالكيان الصهيوني".
وقال إن "الأمر برمته لاعلاقه
له بسياسة الدولة الخارجية؛ فالبرلمان حينما هاجم الحكومه بضوء أخضر من السيسي
تكلم عن السياسة الداخلية ولم يتطرق للخارجية بل دافع عنها باعتبارها أمن قومي
السيسي المسؤول الأول عنها".
ويعتقد صابر أن "احتمالات
التغيير الوزاري هي مسكنات تهدف لاحتواء الغضب الشعبي بعد حملة محمد علي، وتحميل
المسؤولية للحكومة بتغيير هش لبعض الوزراء وليس تغيير رئيسها أو الحكومة
مجتمعة".
هكذا يستخدم السيسي لجنة القيم لتصفية حساباته مع النواب
لماذا سمح السيسي للبرلمان باستجواب حكومته ومراقبتها؟
دم "قتيل التذكرة".. هل يطيح بالوزير المقرب من السيسي؟