في تصريح له خلال مؤتمر صحفي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، نفى الرئيس الإيراني حسن روحاني؛ تورط بلاده في الهجوم على منشآت نفطية سعودية، مُطالبا من يتهمون طهران بذلك "بتقديم أدلة".
وينسجم موقف الرئيس الإيراني هذا مع تصريحات المسؤولين الإيرانيين الرسمية، إذ سبق لهم أن نفوا أن تكون إيران هي من وقف خلف الهجمات التي تمت ضد منشآت شركة أرامكو السعودية، وأدّت الى أكبر تعطيل لإمدادات النفط في تاريخ الصناعة النفطية الحديث، مُخرجة حوالي 5.7 ملايين برميل من النفط يوميا من إنتاج المملكة من السوق.
وفقا لإيران وحلفائها في المنطقة، فإنّ الهجوم المزدوج الذي تمّ تنفيذه بواسطة "طائرات بدون طيّار وصواريخ كروز" تبنته جماعة أنصار الله الحوثي في اليمن. وإن كانت بعض الدول تتحفّظ على نسبة الهجوم الى إيران لدوافع مختلفة (إما بسبب تحالف، أو بسبب الخوف من اضطرارها للرد على إيران)، فإن الغالبية الساحقة من الدول لم تكن مقتنعة أصلا بإمكانية شن الحوثي لمثل هذا الهجوم. ما لم يتوقّعه الإيرانيون ربما هو وجود كاميرات رصدت جزءا منه، وأظهرت أنّ الهجوم لم ينطلق من اليمن وإنما من الجهة المعاكسة، أي العراق أو إيران. كما أوضحت بقايا الهجوم قطعا إيرانية الصنع، وهو ما يجعل مهمة إيران في الإنكار صعبة.
كانت هذه السياسة من اللعب على حافة الهاوية تعد بمثابة مقامرة وتسمح لإيران بالإفلات من العقاب، إلاّ أنّها لا تخلو من تكاليف أيضا
اذا ما أصرّت إيران على موقفها، فقد تجبر الأوروبيين على مغادرة الاتفاق النووي أو إطلاق آلية العقوبات الأممية الموجودة فيه
اذا ما أصرّت إيران على موقفها، فقد تجبر الأوروبيين على مغادرة الاتفاق النووي أو إطلاق آلية العقوبات الأممية الموجودة فيه. فإذا كانت ايران قادرة على مواجهة عقوبات ترامب كما تزعم، فانّها لن تكون قادرة بالتأكيد على مواجهة العقوبات الأممية إذا ما أضيفت إلى العقوبات الأمريكية. هناك من يرى أنّ الوقت قد حان بالفعل لإطلاق هذه العقوبات، فيما يرى آخرون أن لعبة التذاكي والإنكار الإيرانية قابلة للتطبيق المعاكس، لا سيما مع التقارير التي تتحدث مؤخرا عن دخول طائرات (إف 35) الشبحيّة، الأكثر تطورا في العالم، على خط النزاع مع إيران.
في الذكرى الخامسة لانقلاب اليمن: الحرائق تلتهم السعودية
المنطقة الآمنة والمماطلة الأمريكية المريبة
إيران والإخوان المسلمون: نحو حوار استراتيجي لمواجهة التحديات المشتركة