نشرت مجلة "إيكونوميست" تقريرا عن مصر، عنونته بعنوان باللغة الفرنسية "La vache qui rit/ البقرة الضاحكة"، تشير فيه إلى كيف أن المصريين لا يزالون يحنون لفترة حكم حسني مبارك، الذي لم يكن رهيبا لدرجة الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن "حسني مبارك قام ذات مرة بوقف الإنترنت لوقف الاحتجاجات ضده، وما حدث لواحد من مؤيديه هذا الصيف كان مفارقة، فعلى صفحة (آسف يا ريس) في (فيسبوك) يقوم كريم حسين بوضع أشرطة فيديو وصور الديكتاتور السابق، ويتشارك فيها مع 3 ملايين متابع، وبعض المنشورات على الصفحة ذات طبيعة سياسية خفيفة، مثل قائمة الأسباب التي جعلت المصريين يثورون ضد مبارك عام 2011: جنيه مستقر، وإدارة الدين الخارجي، وسياحة مزدهرة، وكلها تدهورت بعد الثورة".
وتلفت المجلة إلى أن حسين كتب أن الرئيس السابق سمح بالصحافة الحرة، معلقة بالقول إن "هذه مبالغات، لكن الرئيس الحالي لا يتسامح حتى مع حرية سياسية محدودة سمح بها سلفه مبارك، ولهذا فإن الشرطة قامت في 9 تموز/ يوليو باعتقال حسين، ووجهت له تهمة نشر الأخبار الكاذبة".
ويجد التقرير أنه "بالعودة إلى عام 2011، عندما أطاحت ثورة بحكم مبارك، الذي استمر ثلاثين عاما، كان من الصعب أن يشعر المصريون بالحنين لحكمه، وذلك لأن الكثيرين منهم شعروا بأن بلدهم خرج عن مساره، ويحكمه رجل عجوز لم يعد قادرا على ممارسة مهمته، وسخر المصريون منه بوصفه (البقرة الضاحكة) على اسم نوع من الجبن الفرنسي الذي يباع في علب عليها صورة بقرة".
وتنوه المجلة إلى أنه "بعد ثمانية أعوام بات عدد لا بأس به من المصريين ينظرون عبر نظارات وردية، ويتذكر الناس العاديون كيف حافظ مبارك على الدعم للمواد الأساسية بشكل جعل الأسعار منخفضة".
ويفيد التقرير بأن بقايا المجتمع المدني المحبط لا تزال تتذكر الانفتاح النسبي، فقد سمح مبارك بمساحة ضيقة للمعارضة لتكون صمام أمان يستخدمه ضد الغرب، مشيرا إلى أنه بالمقارنة فإن السيسي زاد من أحكام الإعدام، وقمع حتى مؤيديه ممن تجاوزوا المسموح به، وقال ناشط يصف من يحكم اليوم: "كانوا مهنيين، أما الآن فأصبحوا هواة".
وتقول المجلة إن "مبارك وابنيه أثاروا الحنين عندما عادوا للرأي العام، ففي أيار/ مايو منح الرئيس السابق مقابلة لصحيفة كويتية، تركز فيها الحديث على الشؤون الخارجية، مثل اجتياح صدام حسين للكويت عام 1990، والعملية السلمية التي يعمل عليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكنها أظهرته في دوره المحبب بصفته رجل دولة سافر كثيرا في العالم والكبير في السن".
ويشير التقرير إلى أن "ابنه علاء أصبح أكثر وضوحا، حيث يظهر في الصور وعلى منابر التواصل الاجتماعي وهو يلعب طاولة الزهر في مقهى متواضع، أو يتناول العشاء في (البرنس)، الذي يعد مكانا مهما للطبقة العاملة في إمبابة في القاهرة، والمعروف بتقديمه وجبات كبدة وغير ذلك".
وتعلق المجلة قائلة إن "هذا كله لا يعجب السيسي، ففي 26 حزيران/ يونيو شوهد علاء وهو يشجع الفريق المصري في مباريات كأس العالم في القاهرة، وقررت السلطات سحب بطاقة المشجع منه بعد ذلك، ومنع من حضور مباريات في المستقبل، وفي الشهر الماضي كتب تغريدة انتقد فيها وزيرة دعت لذبح من يتحدثون بشكل سيئ عن مصر، ثم اتهمته صحيفة متملقة بعد ذلك بإقامة علاقات مع حركة الإخوان المسلمين المحظورة، وقام المحامي الناشط المدافع عن الحكومة سمير صبري بتقديم بلاغ ضده، بأنه (متضامن مع جماعة إرهابية)".
ويستبعد التقرير أن "يواجه علاء السيسي، فقائد الجيش السابق الذي قرر الوقوف أمامه في الانتخابات العام الماضي انتهى به الأمر في السجن، لكن دعم الرأي العام للسيسي في تراجع، خاصة أنه ليس لديه حزب، ولا يثق بالحلفاء، ومن المفارقة أن أولاد السيسي، الذين باتوا مؤثرين في البلاد، هم مساعدوه، ويقول ناشط: (كان لمبارك نظام، أما السيسي فلديه نفسه فقط)".
وتختم "إيكونوميست" تقريرها بالقول إن رد الفعل المبالغ فيه دليل "ضعف" الحكومة وليس قوة مبارك في الرأي العام.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
FP: كيف يساهم التدخل الأجنبي باستمرار الحرب في ليبيا؟
إنترسبت: لماذا تريد "غوغل" العودة إلى مصر من جديد؟
إيكونومست: هذا ما فعلته إصلاحات السيسي بالمواطن المصري