تحدث خبير اقتصادي إسرائيلي، عن "العقوبات المتشددة" التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران، مؤكدا أن منع تسلح إيران لن يتحقق بوسائل عسكرية، في حين خلقت "الأمراض" الاقتصادية الإيرانية، بداية مريحة لنجاح تلك العقوبات.
وذكر سيفر بلوتسكر، في مقاله بصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية بعنوان: " الاقتصاد الإيراني.. الصبر سينتصر"، أن "العقوبات المتشددة" التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إيران العام الماضي، هي "جزء من سياسة أمريكية جديدة تجاه النظام في طهران؛ بدأت بانسحاب واشنطن من الاتفاق لمنع التسلح النووي لإيران، الذي تشارك فيه دول الأعضاء الدائمة في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا".
ونوه إلى أن "العقوبات أخذت الشعب الإيراني وهو في حالة من خيبة أمل عميقة؛ فالاتفاق النووي لم يحقق انعطافة حقيقية - لا سياسية ولا اقتصادية - وبعد انتعاش قصير حدث بعد ارتفاع لمرة واحدة في تصدير النفط وتحرير جزء من أرصدة العملة الصعبة المحتجزة في البنوك الدولية، عاد الاقتصاد الإيراني لمسار الجمود".
وبحسب معطيات لصندوق النقد الدولي حديثة، فإن "الناتج المحلي للفرد في العراق المحطم من الحروب أعلى من الناتج للفرد في إيران، التي لم تشهد حربا منذ عشرات السنين، كما أن مستوى المعيشة الحقيقي للفرد في إيران اليوم، أدنى مما كان في أواخر حكم الشاه نهاية السبعينيات".
اقرأ أيضا: كيف تنظر إيران لانضمام إسرائيل للتحالف العسكري الأمريكي؟
وقدر بلوتسكر، أن "المرض الاقتصادي والاجتماعي البنيوي لإيران، ليس له شفاء في ظل النظامي القائم"، مؤكدا أن هذا الواقع "خلق أجواء مريحة لنجاح العقوبات".
فناتج الاقتصاد الإيراني في نهاية العام، سيكون أقل بـ 20 في المئة عمليا (أقل بـ 90 مليار دولار) مما كان متوقعا أن يكون لولا العقوبات الأمريكية، كما أن التضخم المالي بحسب الخبير الإسرائيلي "سيصل لوتيرة سنوية بمعدل 40 في المئة، العملة في هبوط حر، والبطالة وصلت 18 في المئة من قوة العمل، و30 في المئة في أوساط الشباب؛ فالمنظور أسود".
ونوه إلى أن "محاولة الشركاء الأوروبيين في الاتفاق النووي لإطلاق مشروع "إينستيكس"؛ وهي آلية تحويل الأموال الدولية المتجاوزة للعقوبات، التي تتيح لها التجارة مع طهران؛ ظاهرا لأهداف إنسانية، وعمليا لأهداف تلطيف حدة العقوبات والحفاظ على النفوذ الأوروبي، كان من شأنها أن تخرب جدا على نجاعة العقوبات".
وبين أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق أوباما، "نجحت في إخضاع إيران وإجبارها على التراجع المؤقت عن التنمية العسكرية النووية فقط، بعد أن قطعت المنظومة المالية الإيرانية عن "سويفت"؛ وهي شبكة الاتصال والتسديد بين البنوك على المستوى العالمي، التي للأمريكيين فيها الكلمة المقررة".
ونبه إلى أن "البنك الذي ليس عضوا في "سويفت" هو جسم مالي أعمى وأطرش، كما لاحظت الأسرة الدولية الديمقراطية، أن "إينستيكس" البديلة لم تفعل بعد، وتبين أنه ليس في أوروبا مدراء مؤسسات بنكية يرغبون في المخاطرة بإغضاب وزارة المالية الأمريكية، المسؤولة عن فرض العقوبات، ومن جانبهم فإن "سويفت" هي شبكة ناجعة، سريعة ورخيصة في الاستخدام، ومجالس إدارة البنوك ليست مستعدة لأن تقر استثمارات في بدائل متعثرة.
وزعم بلوتسكر، أن "الاستفزازات العسكرية شبه الصبيانية للحرس الثوري، تشير إلى الضائقة والقلق المنتشر في أوساط الطبقة الحاكمة في إيران"، معتبرا أن "الرد الغربي المنضبط على استفزازاته تضعفه".
اقرأ أيضا: إنتاج إيران من النفط في أدنى مستوى منذ الثمانينيات
وبين أن "طرح الأزمة الإيرانية على طاولة المباحثات من أجل تغيير وتعديل الاتفاق النووي، ومنع تسلح طهران بسلاح الصواريخ الهجومية لن يتحقق بوسائل عسكرية، ولهذا الغرض مطلوب توافق، ومثابرة، وتصميم مشترك لزعماء الدول التي تقف حيال إيران".
وتابع: "ليس هناك ما يعتمد عليه لدى بوتين الروسي وشي الصيني، كما ليس مؤكدا على الإطلاق أنه يمكن الاعتماد على ترامب الأمريكي وجونستون البريطاني، المعروفين بتقلباتهما".
وفي نهاية المطاف، "الشعب الإيراني وحده يمكنه أن يسقط النظام، وهو لن يفعل ذلك إذا ما نشأ في إيران الانطباع بأن الغرب بعمومه وواشنطن خاصة، يبحثون عن مواجهة عسكرية مع الوطن".
وفي المقابل بحسب الخبير، فإن "تركيز العقوبات الدولية على فروع النفط، الغاز والشؤون المالية، والانضمام التام للاتحاد الأوروبي إليها وتوجيهها نحو شخصيات إيرانية أساسية في الحكم، سيسرع الاحتجاج والمعارضة، ويفكك بالتدريج سيطرة الخمينيين وخلفائهم في البلاد، التي كان يمكنها أن تكون اليوم قدوة في التقدم والتنمية في المنطقة".
إسرائيل توسع رقعة مهاجمة قواعد إيران في العراق وسوريا
هآرتس: ماذا وراء صمت العراق على الضربات الإسرائيلية؟
خبراء إسرائيليون: هجماتنا بالعراق تزيد مستوى توتر المنطقة