أثارت زيارة نائب رئيس المجلس العسكري السوداني،
محمد حمدان دقلو، الشهير بـ"حميدتي"، إلى العاصمة المصرية القاهرة،
تساؤلات بشأن ما يبحث عنه لدى رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، عقب أيام من
زعم المجلس العسكري إحباط محاولة "انقلاب"، على يد رئيس الأركان هاشم
عبد المطلب بابكر، الذي تم اعتقاله.
وقالت الرئاسة المصرية إن رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي التقى
"حميدتي" اليوم الاثنين في العاصمة القاهرة، وتباحث الجانبان في متابعة
عدد من المشاريع المشتركة والأوضاع الجارية في السودان.
وسبق لرئيس المجلس العسكري الفريق عبد الفتاح
البرهان زيارة القاهرة في أيار/ مايو الماضي والتقى السيسي في حينه.
وقال المتحدث باسم المجلس العسكري، شمس الدين الكباشي، إن البرهان "قدم للسيسي شرحا حول تطورات الأوضاع السياسية في السودان" في ذلك الحين، قبل أن يغادر القاهرة لزيارة الإمارات ولقاء ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.
اقرأ أيضا: السيسي والبرهان يوقعان اتفاقية مثيرة.. هذه تفاصيلها
المحلل السياسي السوداني أحمد عثمان رأى أن
المجلس العسكري، "ارتمى رسميا في أحضان المعسكر الإماراتي المصري، لذلك
الزيارات إلى القاهرة والاتصالات المستمرة بين الطرفين هي لتوجيه المشهد بما يخدم
المجلس العسكري".
وأشار عثمان لـ"عربي21" إلى أن
المجلس العسكري منذ سيطرته على السلطة "تحرك باتجاه أبو ظبي وجوبا والقاهرة،
وكل مكان يمت لهذا المعسكر، من أجل الاطلاع على تجاربهم في إدارة المشهد".
ولفت إلى أن المخابرات المصرية "تنشط
بصورة كبيرة على الأراضي السودانية، ومن الضرورة الاستماع إلى رأيها فيما يخص إحكام
السيطرة على الأمور في البلاد، في ظل تواصل التظاهرات ومعارضة ما يقوم به العسكري".
وقال عثمان: إن السودان كان مرشحا لسيناريوهين،
الأول الليبي والثاني المصري، و"على ما يبدو فإن السيناريو الثاني هو ما يتم
تطبيقه، وعملية تجريم القوى المعارضة والحركة الإسلامية في السودان، تجري على قدم
وساق، ونلاحظ شيطنة الإسلام السياسي والحركة الإسلامية، ومساعي لإبعادهم من أي موقع
في الدولة".
وأضاف: "حتى المواطن البسيط لا يصدق
المزاعم التي يسوقها المجلس العسكري بشأن تدبير الحركة لانقلاب، على الرغم من
وجود الحركة في كافة مفاصل الدولة، لكنهم يبحثون عن مسوغ قوي لممارسة القمع على
نطاق واسع".
وشدد على أن ما يجري في البلاد هو "غطاء
لتنفيذ أجندة أبو ظبي والقاهرة، ولذلك نجد حميدتي اليوم في العاصمة المصرية بعد
أيام من مزاعم محاولة الانقلاب".
وانتقد عثمان صمت الجهات المعارضة السودانية، التي تلتقي بالمجلس العسكري، وقال: "بعض تلك الأحزاب والقوى التي ظهرت بشكل مفاجئ على الساحة، متهمة بالتواطؤ مع المجلس وتنفيذ أجنداته"، مشددا على أن المجلس لا يؤمن بالجلوس مع المعارضة المتجذرة في الشارع، لكنه يحاول تصدير بعض التيارات على أنها الممثل الوحيد للمعارضين".
اقرأ أيضا: البرهان يأمل بمساعدة من السيسي لحل الأزمة في السودان
من جانبه، قال القيادي في المؤتمر الشعبي، نادر السيوفي، إن زيارات المجلس العسكري لعدة دول مجاورة تعد مساعٍ للبحث عن "ظهير وسند" في ظل الأحداث الجارية في البلاد، والتظاهرات المتواصلة ضد بقائهم في السلطة.
وأوضح السيوفي لـ"عربي21" أن الجميع "يبحث عن موطئ قدم
في السودان، في ظل اضطراب الأوضاع لكن هناك تخوفا حقيقيا من الزيارات التي تتم
للقاهرة، والاستماع للآراء التي تقال هناك بسبب تجربتهم".
وأضاف: "لا ننسى أن ما جرى في اعتصام القيادة العامة، في شهر
رمضان، مشابه لما جرى بحق المعتصمين في ميدان رابعة، وما زالت تداعيات القيادة
العامة تتردد حتى الآن في كل أنحاء السودان، والقتل يتواصل بحق المتظاهرين ولدينا
شهداء كل يوم، والتجربة المصرية ليست إيجابية لتنتقل إلى السودان".
ولفت إلى وجود تخوفات كبيرة من كافة القوى السياسية بالسودان، وعدم
رضى عن التدخلات الخارجية التي تتم من عدة دول، وبصورة فجة للغاية"، مشيرا
إلى أن الأمر "يثير غضب الشعب السوداني والشباب الغاضب في الساحات، الذي
يراقب المشهد بدقة، وبات يرى بلاده ملعبا لتصارع جهات كثيرة يفقدها استقلاليتها
وقرارها والسلم الداخلي بها".
واعتبر السيوفي أن المشهد "بات أكثر قتامة وظلاما من ذي قبل،
والجميع يتساءل عن نهاية النفق للوضع السياسي الداخلي، وكيفية وقف التدهور فيه
واستعادة الهدوء مرة أخرى".
محللون: لهذا لجأ نظام السيسي لاتهام الإخوان بزيادة السكان؟
تساؤلات حول حقيقة "ثورة 52" بعد حضور نتنياهو حفلا لذكراها
ندا لـ"عربي21": كل الاحتمالات مفتوحة بعد وفاة الرئيس مرسي